18 ديسمبر، 2024 3:28 م

زينب .. صوت الحسين وصولته وديمومته

زينب .. صوت الحسين وصولته وديمومته

كانت العقيلة زينب صوت الحسين عليه السلام وصولته وديمومته بعد استشهاده، قتلوا الحسين لكي يسكتوه فنطقت عن لسانه زينب وما استطاعوا اسكاتها، حيث أجمعت الروايات أن للسيدة زينب عليها السلام دور أساسي وبطولي في واقعة الطف بكربلاء التي تعتبر من أهم الثورات على أمتداد التاريخ، إذ قامت بدور لا يقل عن القتال بأرض المعركة صعوبةً وتأثيراً في نصرة الدين، وتولت قيادة الثورة بعد إستشهاد أخيها الحسين عليه السلام وكان لها دور إعلامي بارز ومؤثر على مستوى الرأي العام عندما أوضحت للعالم حقيقة الثورة وأبعادها وأهدافها.
عندما نذكر مواقف العقيلة لما تحرك أبا الأحرار مع عدد من أهل بيته وأصحابه للجهاد ضد الحكومة الأموية، فقد رافقته سليلة المصائب والأحزان الى أرض الطف، وشهدت كربلاء وقد رأت يوم عاشوراء إخوتها وأبنائها وكل أحبتها يسيرون الى المعركة يقاتلون قتال الأبطال حتى الشهادة، وبعد انتهاء المعركة رأت صوراً ترفضها كل القيم والإنسانية، رأت أخوتها وأبنائها وأهل بيتها رؤوسهم على الرماح وأجسادهم ممزقة بالسيوف، وکان من حولها عويل النساء الأرامل والأطفال اليتامى بعد حرق الخيام وضرب السياط، وبقيت صابرة محتسبة عند الله ما جرى عليها من المصائب، وقابلت هذه المصائب العظام بشجاعة فائقة.
ولما وصلَ السبايا لمجلس يزيد لعنه الله، جيء برأس سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ووضع بين يدي يزيد في إناء، وجعل يضرب ثناياه بعصا وهو يقول:
“ليت أشياخي ببدر شهدوا      جزع الخزرج من وقع الاسل
 لأهلوا واستهلوا فرحاً       ثم قالوا يا يزيد لا تشل
 لعبت هاشم بالملك فلا       خبر جاء ولا وحي نزل”.
فقامت العقيلة عليها السلام، وردت عليه:
“الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على رسوله وآله أجمعين، صدق الله سبحانه حيث يقول: (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون)، أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الأُسارى أن بنا على الله هواناً وبك عليه كرامة، وإن ذلك لعظم خطرك عنده، فشمخت بأنفكَ، ونظرت في عطفِك،جذلان مسروراً، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة، والأمور متسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، فمهلاً مهلاً، أنسيت قول الله تعالى: (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ).
و تخاطب يزيد بكل شجاعة وشموخ : “أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك وإماءك، وسوقك بنات رسول الله سبايا”، وتضيف: “فوالله ما فريت إلا جلدك، ولا حززت الا لحمك، ولتردن على رسول الله صلى الله عليه وآله بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته”.
نعم إنها زينب، أخلاق البيت النبوي، وفصاحة البيت الهاشمي، وبنت البيت العلوي .. السلام عليك يا بنت سيدة نساء العالمين .