3 ديسمبر، 2024 9:01 م
Search
Close this search box.

زيلينسكي و زالوجني وجهان لعملة واحدة

زيلينسكي و زالوجني وجهان لعملة واحدة

عاد فاليري زالوجني، الذي شغل في فترة سابقة منصب قائد القوات الأوكرانية، ويشغل اليوم منصب سفير أوكرانيا في لندن ، حيث نفاه الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي ، بعد اتهامه بأنه كان وراء سبب فشل الهجوم الاوكراني المضاد عام 2023 ، وعاد بتصريحات تحتمل الكثير من التأويلات ، وقال في حديث نقلته صحيفة The Daily Telegraph، إن الأرض ليست أولوية بالنسبة لبلاده في قضية حل النزاع مع روسيا ،و إن فشل قوات كييف في تحقيق “نجاحات كبيرة” خلال الهجوم المضاد ، يعود إلى عدم تزويد شركاء بلده بالأسلحة الكافية ، وشدد زالوجني، على أن موضوع  الضمانات الأمنية يعتبر أكثر أهمية بالنسبة لأوكرانيا من مسألة الأرض ، وهذا يتناقض مع تصريحات زيلينسكي ، وأهتمام الغرب بإطالة أمد القتال، معولين على إضعاف موقف روسيا بحلول عام 2025-2026.

  وفسرت تصريحات القائد العسكري الاوكراني، والذي كان يتمت بشعبية كبيرة داخل البيت الاوكراني، وكان المرشح الأول للفوز في الانتخابات الرئاسية الاوكراني، والتي كان من المفترض ان تقام العام الماضي، وظهوره اليوم بمثل هكذا تصريحات تدل على أننا أمام تغيرات في خطاب السلطات الأوكرانية، التي كانت تصر في السابق على استحالة تحقيق السلام دون إعادة جميع الأراضي المفقودة، وسط انباء تشير الى ان العسكريين الأوكرانيين، يؤيدون إنهاء الصراع مبكرا بسبب الخسائر الفادحة واستحالة تحقيق النصر.

ووفقا للخبراء، أن أدلاء زالوجني بهذا التصريح لسبب ما ، يرجع ذلك إلى حد كبير إلى رفض الغرب لخطة زيلينسكي ، وخطته  لم تجد الدعم، ، والفكرة الرئيسية لمعظم المنشورات الغربية ، هي أن الوثيقة المقترحة “بعيدة عن الواقع مثل أوكرانيا عن النصر” ، وإذا تحول زيلينسكي بعد ذلك إلى التهديدات النووية، فإن زالوجني وكما قال عالم السياسة فلاديمير كورنيلوف لصحيفة ” فيزغلاد ” ، قد اختار مسارًا مختلفًا ، في الوقت نفسه  ،تبدو كلمات زالوجني مبسطة للغاية ، لكن بطريقة أو بأخرى، نرى السفير الأوكراني يعترف بأنه لا يزال يتعين التفاوض على المفاوضات مع روسيا ، وهذا أمر جدير بالملاحظة بشكل خاص ،بالنظر إلى تذكير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا ، بأن كييف هي التي منعت نفسها من الدخول في حوار مع موسكو.

  ويلفت المحللين السياسيين الانتباه أيضًا إلى حقيقة أنه خلال الفترة القريبة الماضي ، لم يكن هذا هو المنشور الأول الذي يظهر فيه القائد الأعلى السابق للقوات المسلحة الأوكرانية ، وتشير النسخة المطبوعة من صحيفة صنداي تايمز ، بشكل مباشر إلى أن جميع مشاكل أوكرانيا بدأت ، بعد أن أقال زيلينسكي القائد العسكري ، ويشيرون أيضًا ، إلى أن الأوكرانيين العاديين لديهم سؤال: هل زيلينسكي مرشح مناسب لقيادة البلاد؟ ، وكل هذا يدل على أنه على الأقل في بريطانيا، بعد أن تعرفوا على «خطة النصر» المجنونة، أدركوا أنهم يتعاملون مع شخص فقد كفايته تماما ، والآن، يبدو أن لندن تطلق خطة “الخليفة” من أجل العثور على مرشح أكثر ملاءمة لمنصبه.

  ولم يكن من قبيل الصدفة أن يتم جر زالوجني إلى الساحة السياسية ، فور فشل «خطة النصر» وإلغاء الاجتماع في رامشتاين ، ونعلم جميعا كيف فسر بايدن رفضه الذهاب إلى ألمانيا، لكن هذا لم يمنعه من زيارة ألمانيا بعدها وأيضا الاجتماع مع السياسيين الأوروبيين هناك ، ورفض توسلات زيلينسكي لحضور الاجتماع ولقاء الرئيس الأمريكي ، وبالتالي لم تتم دعوة زيلينسكي إلى هذا الحدث ، ويتردد  اليوم ان الزعماء الغربيون يجمعون في رأيهم على ضرورة القيام بشيء ما مع زيلينسكي.

    المراقب للتطورات الحالية ، لا يفاجأ بتصريحات  قائد القوات المسلحة الأوكرانية السابق ، وحاليا السفير في لندن ، أن تصريحات زيلينسكي السابقة ، حول عدم مقبولية التنازلات الإقليمية ، وكلمات زالوجني حول إمكانية حدوث ذلك هي جزء من نفس السياسة ، أولاً، يحاول زيلينسكي الضغط على شركائه الغربيين، ويدعوهم إلى ضم أوكرانيا إلى الناتو، ونشر أسلحة مختلفة على أراضي البلاد، والقيام بدور أكبر في الصراع العسكري ، وبعد ذلك، عندما أصبح نقص الدعم لمثل هذه الأفكار واضحا، تم تقديم اقتراح زالوجني ، وإن الجميع في القوات المسلحة الأوكرانية – من أبسط القيادة العسكرية إلى القيادة العسكرية العليا – يدركون أن الجيش الأوكراني يتعرض للهزيمة ، وإن نتيجة الأعمال العسكرية محددة سلفا بالفعل ، وبطبيعة الحال، تتوقع كييف أن تجميد الصراع سيسمح لها بإبقاء منطقة معينة تحت السيطرة ، والحفاظ على سيطرتها على أوكرانيا ، وبعبارة أخرى، إن افتراض زالوجني ليس أكثر من عودة إلى الخطة القديمة، بشأن نوع من الهدنة المؤقتة أو تجميد المواقف الحالية.

    وإحدى نقاط ما يسمى “خطة النصر” التي قدمها زيلينسكي، ونشرها الأسبوع الماضي  في البرلمان الأوكراني، هي القدرة على ضرب عمق الأراضي الروسية بأسلحة غربية عالية الدقة ، ويبدو إن تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، لشركاء كييف الغربيين من أن موسكو ستعدّهم مشاركين في الأعمال القتالية، قد أأتت أوكلها ، ورفض الغرب دعوة زيلينسكي للاجتماع ، ورفضهم لمطالب زيلينسكي ، على الأقل ، وتأجيلها بطلب أمريكي  الى مابعد الانتخابات الامريكية ، الشهر المقبل ، وترك الموضوع الى الإدارة الامريكية الجدية  ، والإبقاء على عدد من نقاط خطة زيلينسكي سرية ، لأن لها طابعًا إرهابيًا، ونشرها علنًا يعني أنهم يحكمون على أنفسهم بأنهم دولة إرهابية.

أحدث المقالات