23 ديسمبر، 2024 5:08 ص

” زيلينسكي ” وقيادة المعركة

” زيلينسكي ” وقيادة المعركة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي < مواليد عام 1978 > صارَ حقّاً في وضعٍ لا يُحسد عليه < ومَنْ ذا الذي يحسد هكذا رئيس وفي ظل هكذا اوضاع تنقضم فيها اطراف الدولة الأوكرانية رويداً رويداً , قبل ارتفاع معدلّ السرعة .! > .

لا جدال أنْ مطلوب من هذا الرئيس أن يديم بثّ الروح المعنوية لقواته وللشعب الأوكراني , ويدعو لديمومة المقاومة والتصدي , بجانب الظهور بالمظهر النضالي , لكنّ المسألة تجاوزت الإعتبارات الوطنية , دون ان تعني الإستسلام للرّوس , وكما ذكرنا سابقاً فإنَّ القيادة الأوكرانية ورئيسها قد فوّتتْ على نفسها فرصة تجنّب وقوع الحرب , ودون تقديم تنازلاتٍ تمسّ السيادة الأوكرانية , والإبقاء على حالة السلام مع موسكو , دون تعريض البلاد لهذه الخسائر في كلّ المفاصل , ولعلّ القادم أشدّ واخطر .

إنّ لكلّ معركةٍ ” بالطبع ” اهدافاً تعبوية واخرى ستراتيجية , وهنا يكمن فن ادارة المزج بينهما , لكن الهدف السياسي لخوض المعركة هو ما يتقدم على سواه , ومن خلال دراسة الظروف الخارجية لهذه المعركة , فيبدو أنّ زيلينسكي قد وقع تحت تأثير ما تقدمه امريكا وبريطانيا ودول اوربية اخرى ” بإسراف ” من تقنيات الأسلحة المتطورة للجيش الأوكراني , وبموازاةٍ مع تصريحات قادة تلك الدول , والإعلام الغربي الذي يرفع ويصعّد من وتيرته وكأنّ اوكرانيا على وشك ان تهزم موسكو .! , ومع اعتبارٍ لضيق افق القيادة الأوكرانية العسكرية والسياسية , من أنّ الأسلحة الصاروخية الحديثة التي تصلهم , لا تؤهّل الجيش الأوكراني للقيام بهجوماتٍ مضادّة او بمبادرةٍ منها لمواجهة القوات الروسية على مستوى وحداتٍ عسكريةٍ نظامية , رغم نجاحاتٍ ملحوظةٍ للأوكرانيين في نصب الكمائن للروس ولقصفهم المدفعي الدقيق , بجانب ما يتصدّر ذلك عبر الدفاعات الجوية الأوكرانية للتصدي للمقاتلات والمروحيات الروسية , فضلاً عن الدروع الأخرى وما سببته من خسائرٍ ملحوظة للروس , كما أنّ القيادة الأوكرانية وكأنّها لم تأخذ بالحسبان الدقيق بأنّ ايّ ضرباتٍ موجعة ومؤثرة للقوات الروسية المهاجمة , سوف يقابلها بما هو أشدّ مهما تأخّر عامل الوقت .

زيلينسكي تحديداً وقادته ومستشاريه افتقدوا الحسابات البعيدة وأبعادها , من أنّ انسحاب الجيش الروسي من الجبهة المواجِهة للعاصمة كييف , قد كان جرّاء شدّة تحصيناتها وما قد تتسبب بتكبيدٍ لخسائرٍ فادحة للروس في حالة اقتحامحها , وقد برهن على ذلك أنّ الكرملين سرعان ما غيّر ستراتيجيته التعبوية وبمرونة عبر تغيير قياداته التي تخوض المعركة , بأخرى اختار تولية قيادتها للجنرال < اليكسندر فورنيكوف > الذي يقود القوات الروسية في سوريا , والمعروف بصلابته وقسوته في المعارك , وهو الذي تسبب في سقوط مدينة حلب السورية الملآى بالقوات والمرتزقة المعارِضة للحكومة السورية , كما أنّ هذا الجنرال سبق وأن نال اعلى الأوسمة الروسية العسكرية من الرئيس بوتين , وباتَ من الطبيعي على هذا الجنرال أنْ يقدّمَ ما يقدّم ما سوف يكبّده من خسائرٍ ميدانيةٍ كبرى للقوات الأوكرانية وبما يغيّر من معادلة مجريات الحرب القائمة لحد الآن وكمرحلةٍ لعلها الأولى او في صفحاتها العسكرية الأولى

من جانبٍ آخرٍ ضمنَ جوانبٍ شبه متعددة , فالرئيس الشيشاني ” رمضان قديروف ” الذي يصطفّ كتفاً الى كتفٍ مع بوتين في مشاركته بالمعركة , فقد اعلن يوم امس وعلانيةً بأنّ قواته وبعد الإنتهاء من حسم المعركة الدامية ” مع الروس ” في مدينة – ماريوبول – الأوكرانية , فسوف تنتقل الى حسم المعركة وتحرير! العاصمة كييف .. القادم في هذا المعترك الدولي لهذه المعركة يبدو اكثر ثقلاً عسكرياً وسياسياً مما سبقه لحد الآن , والفرصة مفتوحة لكلّ المتغيرات وما يقابلها ايضا .!