في زمنٍ أصبح فيه الإعلام يصل إلى أبعد نقطة في العالم عبر وسائل متعددة، بدءًا من مواقع التواصل الاجتماعي، مرورًا بالإعلام المسموع، وصولًا إلى الإعلام المرئي، كثُر ظهور الإعلاميين الذين يقدّمون برامج حوارية مع شخصيات بارزة في المجتمع، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو دينية.
ورغم هذا الحضور الكبير، الا أن الكثير منهم يفتقد القدرة على جذب المشاهد وإبقائه متابعًا حتى نهاية البرنامج. والسبب يعود إلى عدة عوامل، أبرزها: لجوء البعض إلى الخطاب الطائفي الذي يُعدّ جريمة بحق الإعلام الحر، أو انشغال آخرين بالبحث عن الشهرة دون تقديم محتوى حقيقي يُضيف للمشاهد معلومات عامة تضاف الى خزينه الثقافي…
لكن في المقابل، نجد نماذج مشرّفة من الإعلاميين الشباب الذين اختاروا الصدق والصراحة أساسًا لعملهم، ومن بينهم الإعلامي العراقي الشاب زيد طارق. فقد استطاع أن يفرض نفسه بقوة على الساحة الإعلامية من خلال برامجه الحوارية الأخيرة، التي استضاف فيها شخصيات متنوعة من المجتمع، وطرح عليهم أسئلة مباشرة بعيدة عن المجاملات، مستندًا إلى روح الإعلام الحر المستقل.
لقد تابعتُ بعض حلقاته التي نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وعُرضت في القنوات الفضائية، ووجدت أن أسلوبه قد جذب جمهورًا واسعًا من مختلف فئات المجتمع، ممن رأوا في برامجه فرصة لسماع صوت المواطن العراقي الحقيقي، الذي يمتلك ثقافة واسعة واطلاعًا على التاريخ والجغرافيا، ويستطيع أن يتحاور بشكل شيّق إذا أُتيحت له الفرصة الإعلامية المناسبة.
إن ما يقدمه الإعلامي زيد طارق يثبت أن العراق ما زال يزخر بكفاءات شبابية قادرة على صناعة إعلام حر نزيه، بعيد عن التزييف والادعاء. فهو لا يبحث عن الشهرة الزائفة، ولا يسعى وراء المنافع الشخصية، بل يسعى لتقديم مادة إعلامية رصينة سلاحها الصدق، تنبع من القلب لتصل مباشرة إلى القلوب.
لقد اثبت من خلال اللقاء بشخصية اجتماعية معروفة، تبين أن المواطن العراقي يتمتع بثقافة عالية.، سواء كان من حملة الشهادات، الأكاديمية أو لم يكن، وانه يملك رصيدًا واسعًا من الجوانب الثقافية، ويختزن معرفة غنية سواء في الجوانب والمعلومات التاريخية أو في الجانب السياسي أو الجانب الحياتي العام، يكون حديثه ممتعًا وشيقًا كلما أُتيحت له فرصة إعلامية مميزة.
فشكرًا لك أيها الإعلامي زيد طارق، ونتمنى لك مزيدًا من النجاح والتألق، وأن تواصل تقديم برامجك المميزة التي تُمتعنا بالحوار الراقي مع شخصيات اجتماعية وثقافية صادقة، تعكس الوجه الحقيقي للمجتمع العراقي…