التاريخ الصحفي الحافل لسجل الاستاذ زيد الحلي، الكاتب والمهني المحترف والمتابع الشغوف لكل الاحداث المهمة، يبقى همه على الدوام ان يكون (حاضرا) ، يتابع ليس مجريات الحدث المهم فحسب ، بل يبقى همه كيف يكون له دور في متابعة ما يترتب على هذا الحدث او ذاك من رودود أفعال أو انعكاسات على مستقبل العراق والمنطقة!!
إنها (مهنة المتاعب) التي أثقلت قلب الرجل، لكن الأستاذ والزميل العزيز زيد الحلي، لم تتعبه أهوال الصحافة، إن لم يكن هو من أتعبها، لكثرة متابعاته واهتماماته بمضامينها وتوجهاتها ، وكيف يكون شكل الرسالة الاعلامية ،وكيف تصل الى أسماع المتلقي وتدخل قلبه من دون إستئذان!!
وإحدى فضائل الرجل ، عدا المهارة الصحفية والكفاءة العالية التي يشهد له بها الكثيرون، هو هذا التواصل المستمر مع رواد الصحافة ومبدعيها..وسؤاله المستمر عنهم ومتابعة كل صغيرة وكبيرة عن أحوالهم!!
فما ان يسمع عن أي واحد منهم قد حدث له حادث أو أصيب بمرض حتى وان كان بسيطا يسال عنه ويتفقده ، ويبحث عن اية وسيلة للتخفيف عن ( مصاب ) أي زميل ، في اوقات الشدة، وتجده حاضرا لايكل اينما يتطلب الأمر حضوره، في الملمات!!وفي الاونة الاخيرة، وبعدما أتعب الحلي (مهنة المتاعب) كثيرا، حتى وجد قلبه وهو يحتاج الى الرعاية الصحية فدخل المستشفى ، وخرج منه سالما، بعد وعكة صحية ألمت به، وزاره زملاء المهنة الا كاتب هذه السطور، فلم تسنح لي الفرصة لزيارته لأسباب ربما كانت خارجة عن الارادة، وبعد ان خرج من المستشفى ، وكان الدكتور طه جزاع أول من أعلن عن دخوله وخروجه المستشفى في آن واحد، وطمأننا عن أحواله ، وكانت أمنيات الجميع ان يمن الله على أبي رغد بالصحة والسلامة وأن يخرج سالما معافى، فكانت العناية الآلهية حاضرة معه، وهو الان بصحة جيدة والحمد لله، وقد وجدنا ان نعبر عن ( تقصيرنا ) عن زيارته بهذه الكلمات التي هي رد للجميل لتلك الايام التي قضيناها معا، قبل سنوات، عسى ان نوفي الرحل حقه من الاهتمام!!
تحياتنا للاستاذ زيد الحلي، الرجل الذي لديه من الأرث الصحفي والكتابة المبدعة ما يكفي لمجلدات، حتى دخل عصر ( اليوبيل الذهبي ) في فترة الخدمة الصحفية الطويلة ، وقد وفقه الله بصحبة خيرة من المبدعين في مختلف مجالات الثقافة والادب والفن والعلوم المختلفة والريادة الفكرية، وجلهم أعلام في سماء الكلمة، له معهم علاقات وطيدة، ربما لم يبلغها أي زميل صحفي من الرواد الكبار ومنهم الاستاذ زيد الحالي أطال الله في عمره، وهو مايزال حتى هذه اللحظة ، شبابا يمنح الآخرين طاقات وابداعات ورؤى ، ولم تبلغ مهنة الصحافة منه الا انه كان نهرها المتدفق على الدوام وبحرها المترامي الاطراف، حتى اتعبها، ولم تتعبه ، وتنطبق عليه كلمات ألاغنية الوطنية التي رددها كثير من العراقيين في أيام مطاولاتهم مع من يتربصون بالأمة شرا : (( تعب حتى الحديد وما تعبنه )!!وما لنا الا أن نقول : سلامات استاذ زيد الحلي..وسلامات لقلبك الذي لن يتوقف ابداعه، مادارت الايام..ولكل من رواد الصحافة وزملاء المهنة كل محبة وتقدير، وستبقى هامة عالية وقامة شامخة ، تهوى الأعالي ، وتحافظ على القيم العليا ، في علاقاتك مع زملائك ومحبيك ..وتمنحهم فيضا من حبك وعطائك ..وتبقى علما يرفرف كراية العراق الشماء ، لن تنحني الا لله رب العزة..وامنياتنا لكم التوفيق الدائم بعون الله!!