23 ديسمبر، 2024 12:01 م

زيد ابن ثابت ,مثلًا

زيد ابن ثابت ,مثلًا

لكلّ عقيدة مريدون يؤمنون بها بين الرسوخ والإيمان وهناك من سيقف منها بين هذا وبين الخشية ومنهم أعداء صريحون .. الّذي يعنينا بطبيعة الموضوع هي الفئة المؤمنة وهم عادةً موجودون في كلّ زمن, والرسوخ بالإيمان نابع من طبيعة بشريّة خاصّة بفئة معيّنة من البشر ساقتها ظروف مختلفة لهذا التمايز كما تتمايز البنية الجسديّة من شخص لآخر ومنهم من لا يتزعزع أيمانه حتّى وإن استجدّ ما يثير الشكوك في عقيدته.. وقد تميّز بمثل هذه الصفات في الإسلام فئة معيّنة ومعروفة من “الصحابة” عند بداية الدعوة منهم معاذ ابن جبل “أمين الأمّة” بحسب ما جاء في حديث نبوي وهو الّذي ائتمنه الرسول على قائمة تضمّ أسماء لمنافقين بعض الصحابة ومنهم عمر سعى لمعرفة ما تحويه من أسماء..
ما دمنا في العراق ونكتب حول الدين فلابدّ ويراعي عند الكتابة كلّ طرف الطرف الآخر “بافتراض صحّة التقسيمات الطوائفيّة” ليس إقحامًا للمادّة, بل لحاجة الموضوع إليها.. التراث الشيعي ما يعاب عليه إهماله الفترة أو الحقبة الأهمّ في تاريخ رسالة الإسلام وعموده الفقري الّذي تفولذ عليه الإسلام “الحقبة المكّيّة” علاوةً على إهماله أجزاء كثيرة من تاريخ الاسلام في المدينة فقط اهتمّوا بالسقيفة! بينما لو كانوا قد اهتمّوا بتلك الحقب الّتي سبقت السقيفة لتوضحت لديهم الكثير من الحقائق برأيي ولتبدّل الكثير من مواقفهم حيال شخصيّات متّهمة بنظرهم لغاية اليوم!, ولذلك ليس مستغربًا حين تسأل أيّ “شيعي” اليوم فيما عدى بعض المثقّفين بالتراث الإسلامي ككلّ وعدا بعض المعلومات استقاها جمهور الشيعة من فلم الرسالة! “وهذا الفلم شكّل موجة معرفيّة لأغلب أوساط المسلمين شيعةً وسنّة” ولولا وجود “الحمزة” لما استطاع الفلم اخترق ذاكرة هذه الأوساط”؛ عن من هم أولئك الّذين دخلوا الاسلام بداية الدعوة في مكّة وكيف دافع أولئك عن الاسلام والرسول لازال يطرح أوّليّات مفاهيم الدين الجديد بدا وهو يدعوا حينها بنظر قريش كمن يدعوهم لرحلة إلى كوكب المرّيخ, وكيف وبمن نزلت ولأجل ماذا نزلت تلك السور المكّيّة وعدد أولئك الّذين دافعوا عن الرسول, ومن هم, ومن هم أولئك الّذين تولّوا الدفاع عن النبيّ حين يقذف من قبل سادات قريش بالقاذورات وبأحشاء جيف الحيوانات بداية دعوته وعرّضوا لأجله أنفسهم للموت ومن هم أولئك “الصحابة” الّذين دخلوا الاسلام بوقت مبكّر ومن هو الّذي حرّر بلال وخبّاب وغيرهما من العبيد ودفع أمواله لأجل تحرّرهم وعن عدد أصابع اليد الواحدة الّذين أثّروا في مجريات الدعوة المحمّديّة منذ بدايتها ولولاهم لخمدت الدعوة في مهدها.. إذ الّذي يعني الشيعة كما بات معروفًا عنهم بشكل عام من الإسلام هو مقتل الحسين والظروف الّتي أحاطت بذلك المقتل لحدّ ما اختزلت مع الوقت وكأنّها هي الحقبة الوحيدة في الإسلام وما عداها حشو ولغو “وعداء لدين ولآل بيت النبوّة”.. هنا لا أحاول تزكية أهل “السنّة” ,فإن كان عيب تراث “الشيعة” الجهل بأوّليّات الإسلام يوم لم يُخلق الحسين بعد وعليّ نفسه لم يتجاوز الستّ سنوات, فعيب أهل السُنّة أنّهم “نصّيّين” ألغوا “الزمن والظروف” وتناسون ما فعله “عمر” عندما تكيّف مع الزمن في “عام المجاعة” عندما عطّل النصّ القرآني الّذي يأمر بقطع اليد.. كما ولا أدعوا هنا لاستمرار تلك المقاييس القديمة ,فهي باتت متخلّفة وبالية ليس بمقاييس اليوم فقط بل منذ أن أهلّ القرن الثاني للهجرة وغير قادرة على استيعاب آليّة توصيل المستجدّات الأخلاقيّة المعاصرة حتّى باتت اليوم وكأنّها السبب الرئيسي في تقييد الفكر ما حوّل الموروث مع الزمن إلى مادّة أقرب للأساطير وللخرافات وللأوهام بل ومصدّر لها ,لذا فمن العيب على العقل العربي يحملها اليوم محمل الجدّ.. كما وبقاء تلك المقاييس نرضع أجيالنا منها السبب الرئيسي لبقائنا الأبدي عرضة للاحتلالات بدل حقنهم بمفاهيم التغيير أملًا لأن نكون منافسين لبقيّة الأمم.. كما وهذا لا يعني الصحابة الأوّلون ليس لديهم تطلّعات بمنصب أو بقيادة بعدما قويت شوكة الإسلام وبلغت حدود الدولة الاسلاميّة إلى ما وراء النهر “نهر دجلة”, حيث كثرت الغنائم والمناصب والبيع والضيع..

زيد ابن ثابت بن الضحاك بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة

شيخ المقرئين , و”الفرضيين” , مفتي المدينة أبو سعيد وأبو خارجة , الخزرجي , النجاري الانصاري , كاتب الوحي

حدث عنه أبا هريرة وابن عباس وقرئا عليه.. وابن عمر وابو سعيد الخدري وأنس بن مالك وسهل بن سعد وأبو أمامة بن سهل وعبد الله بن يزيد الطمي ومروان ابن الحكم وسعيد بن المسيّب وقبيصة بن ذؤيب وابناه خارجة وأبان بن عثمان , وعطاء بن يسار وأخو سليمان وعبيد بن السباق وعروة وحجر المدري وطاوس وبسر وخلق كثير ..

تلا عليه ابن عبّاس والسلمي “وغير واحد” ..

كان زيد من “حملة الحجّة” إذ كان يستخلفه على المدينة عمر ابن الخطّاب إذا حجّ

( هو من تولّى قسمة الغنائم يوم يرموك ) بعد هزيمة الروم على أيدي خالد بن الوليد ..”هذه الأخيرة لا يعلمها الشيعة وإن علموها لا يقرّون بها بسبب التعتيم الحوزي” وكأنّهم يريدون “خطأ” فتح الشام, ربّما هم على حقّ من حيث ما سمّيت بالفتوحات ككلّ بما فيها فتوحات إيران! ,لكن من زاوية إنسانيّة لا من زاوية عِناد ضدّ الآخر!”. الكاتب ..

قتل أبوه “يوم بعاث” فتربّى زيد يتيماً

أسلم زيد وهو ابن احدى عشر سنة

أمره النبي بتعلّم “خطّ اليهود” ليقرأ له كتبهم . إذ قال : “فإنّي لا آمنهم” ! ..

قال بن سعد : يكنّى ب سعيداً , وأمّه أمّ جميل ..

أبناء زيد < خارجة وسليمان ويحيى وعمارة واسماعيل وأسعد وعبادة وإسحاق وحسنة وعمرة وأمّ إسحاق وأمّ كلثوم .. وأمّ هؤلاء جميعاً أمّ سعد بن الربيع “أحد البدريين” أي من قاتل ببدر “وولد له” : إبراهيم ومحمّد وعبد الرحمن وأمّ حسن , وأمّهم جميعاً  عمرة بنت معاذ بن أنس .. كما وولد له زيد وعبد الرحمن وعبيد الله وأمّ كلثوم “لأمّ ولد” .. وولد له سليط وعمران والحارث وثابت وصفيّة وقريبة وأم محمّد ؛ “لأمّ ولد” ..

البخاري : زيد يكنّى أبا سعيد ويقال : “أبو خارجة” .. وقال “محمّد بن أحمد المقدمي : له كنيتان ..

عن أبي الزناد عن عن عن عن عن أبيه قال : أتى “ص” مقدّمة المدينة , “فقالوا” : يا رسول الله هذا غلام من بني النجّار “أخوال النبي” وقد قرأ ممّا أنزل عليك سبع عشرة سورة , “فقرأت على رسول الله” فأعجبه ذلك وقال : سا زيد تعلّم لي كتاب يهود ؛ فإنّي والله ما آمنهم على كتابي .. قال فتعلّمته  وفي نصف شهر حذقته ! وكنت أكتب لرسول الله.. عن “الأعمش” عن ثابت قال زيد : قال لي رسول الله : أتحسن السريانيّة , قلت لا , قال فتعلّمها فتعلّمتها في سبعة عشر يوماَ ..

عن عن الخ عن أبيه “عن جدّه” كان رسول الله اذا نزل عليه الوحي بعث “لي” فكتبته .. وقال / يجيء لي بالكتف وبالدواة قال : فقال : اكتب لا يستوي القاعدون , وذكر الحديث ..

عبيد بن السباق قال : حدثني زيد , ان أبا بكر قال له : إنّك رجل عاقل لا نتّهمك , قد كنت تكتب الوحي لرسول الله فتتبّع القرآن فاجمعه ؛ فقلت كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول الله  قال هو والله خير “برأيي ماذا كان سيحصل لو لم يفعلوها؟”. الكاتب..

 فلم يزل ابا بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر و فكنت أجمعه من الرقاع والاكتاف والعسُب وصدور الرجال ..

قال أنس : جمع القرآن على عهد رسول الله أربعة كلّهم من الانصار : أُبيّ ومعاذ وزيد بن ثابت وأبو زيد ..

“خالد الحذاء” عن أبي قلابة عن انس عن النبي : أفرض أمّتي زيد بن ثابت .. وجاء بنفس ذلك من حديث ابن عمر .. وحديث الحذاء صحّحه الترمذي ..

يروى عن زيد : “أجازني رسول الله ص .. كذا  يوم الخندق وكساني قبطيّة” ..

وعنه : أجزت في الخندق , وكانت وقعة بعاث وأنا ابن ستّ سنين ..

روى “الشعبي” عن مسروق قال : كان أصحاب الفتوى من أصحاب الرسول ص عمر وعلي وابن مسعود وزيد وأبو موسى ..

وعن القاسم : كان عمر يستخلف زيداً في كلّ سفر ..

حدثنا سفيان بن وكيع : حدثنا بن عبد الرحمن عن داود العطار عن معمر عن قتادة عن أنس قال رسول الله ص أرحم امتي بأمتي أبو بكر وأفرضهم زيد بن ثابت .. ومع ذلك .. يعقب بن وكيع هذا : هذا غريب ؟ وحديث الحذاء صححه البخاري! .. ثمّ يعقّب , قلت : بتقدير صحّة “أفرضهم زيد وأقرأهم أُبيّ” لا يدلّ على تحتّم تقليده في الفرائض , كما لا يتعيّن تقليد أُبيّ في قرائته وما انفرد به ..

“روى عاصم , عن الشعبي : غلب زيد الناس على اثنين , الفرائض والقرآن” ..

“ابن أبي الزناد عن أبيه قالا : لمّا حُصر عثمان , دخل عليه زيد بن ثابت فقال له عثمان أنت خارج الدار أنفع لي منك ها هنا فذب عنّي , فخرج

فكان يذبّ الناس حتّى رجع ناس من الانصار الخ .. فجاء أبو حيّة المازني مع ناس من الانصار فقال : ما يصلح معك أمر , فكان بينهما كلام < حدّة في الكلام > وأخذ بتلابيب زيد , هو وأناس معه , فمرّ به ناس من الانصار فلمّا رأوهم , أرسلوه , وقال رجل منهم لأبي حيّة : أتصنع هذا برجل لو مات الليلة ما دريت ما ميراث أبيك ! ..

روي عن سعيد بن عامر عن حميد بن الأسود قال : قال مالك : كان إمام الناس عندنا بعد عمر زيد بن ثابت وكان إمام الناس عندنا , بعد زيد , ابن عمر ..

“عن ابن عبّاس لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد ص أن زيد بن ثابت , من الراسخين في العلم ..” .. الخ فقدم مسروق المدينة فسمع قول زيد <في أخوات الأب والأم الخ> فيها فأعجبه , فقال له بعض أصحابه : أتترك قول عبد الله ؟ فقال : أتيت المدينة , فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم

عن عن .. “عن أبي سلمة أن ابن عباس قام الى زيد فأخذ له بركابه فقال تنحّ يا ابن عمّ رسول الله ص ! فقال : إنّا نفعل هكذا بعلمائنا وكبرائنا ..

“عن الثوري عن ابن ابي خالد عن الشعبي أنّ مروان دعا زيد بن ثابت وأجلس له قوماً خلف ستر! فأخذ يسأله , وهم يكتبون , ففطن زيد فقال : يا مروان , أغدراً , إنّما أقول برأيي ..”