26 نوفمبر، 2024 12:27 م
Search
Close this search box.

زيباري … وزير فاسد في نظام فاسد

زيباري … وزير فاسد في نظام فاسد

شمن شاهد لقاء وزير الخارجية هوشيار زيباري في برنامج من الآخر على قناة دجلة الفضائية قبل يومين , ورسائل التهديد المبّطنة وغير المبّطنة التي أرسلها عبر البرنامج للكتل السياسية والقادة السياسيين , واتهاماته الخطيرة التي وجهها إلى رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ومستجوبه النائب هيثم الجبوري , سيقف على حجم الخداع والتضليل الذين مارسهما الوزير زيباري من خلال البرنامج , أنا شخصيا مع جناب السيد الوزير في الدفاع عن نفسه وردّ اتهامات الفساد الموّجهة إليه من قبل مجلس النوّاب , لكنّ هذا الدفاع يجب أن يكون من خلال ذكر الحقائق المدعومة بالوثائق الرسمية , وليس من خلال تضليل الرأي العام بالأكاذيب ورمي الأطراف الأخرى بالاتهامات غير الموضوعية .

فالوزير زيباري الذي اتهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بالوقوف وراء استجوابه في مجلس النوّاب , حاول أن يمررّ معلومة مضللّة للرأي العام والشعب العراقي , حيث ادعى أنّ ميزانية البلد كانت فارغة إلا من 694 مليون دولار نهاية عام 2014 , بعد أن كان هنالك فائض في الميزانية يقدّر بحوالي 18 مليار دولار نهاية العام 2012 وبحدود 6 مليار دولار نهاية العام 2013 , حيث أراد الوزير من خلال هذه المعلومة المضللّة أن يوحي للرأي العام العراقي أنّ نوري المالكي الذي يقف وراء استجوابه هو من أفرغ ميزانية البلد وسلّمها فارغة , وهو الأولى بالاستجواب منه , من دون أن يذكر كم كان في خزينة الدولة يوم سلّم المالكي في التاسع من أيلول رئاسة الوزراء لخلفه حيدر العبادي , متوّهما أنّ مثل هذه المعلومة المخادعة والمضللّة يمكن أن يخدع بها الرأي العام وتمرّ مرور الكرام , والحقيقة أنّ السيد نوري المالكي حين ترك رئاسة الوزراء في التاسع من أيلول كان في خزينة الدولة العراقية أكثر من تسعة ترليون دينار عراقي أي أكثر من ستة مليار دولار , وهذا هو الخداع والتضليل بعينه , وها أنا أياد السماوي أتحدّى معالي الوزير أن يخرج للإعلام ويكذب هذه المعلومة , بعد ذلك أريد أن اسأل السيد الوزير باعتباره رئيس لجنة القمة العربية التي انعقدت في بغداد , هل يستطيع جناب الوزير أن يطلع الشعب العراقي على حجم الفساد وحجم الأموال التي أنفقت على هذه القمة ؟ .

نعود الآن للاتهام الآخر المبطّن الذي وجهه للنائب هيثم الجبوري , فالوزير ذكر أنّ شخص ما من دون أن يذكر أسمه قام بتحويل 6 مليار و 455 مليون دولار لحسابه الخاص في أحد البنوك الخارجية , وحين سأله مقدّم البرنامج وما علاقة السيد هيثم الجبوري بهذا الأمر ؟ فردّ أنّ السيد الجبوري كان عضوا في اللجنة المالية السابقة ومن واجبه أن يسأل عن هذه الأموال , موحيا للرأي العام أنّ السيد النائب كان متواطئا مع هذا الشخص , وبدورنا نسأل السيد زيباري أيهما أولى بالسؤال والمحاسبة , هيثم الجبوري الذي هو واحد من بين 14 نائب عضو في اللجنة المالية أم رئيس اللجنة المالية السيد حيدر العبادي ؟ ولماذا لا يحمّل السيد الوزير باقي أعضاء اللجنة الآخرون المسؤولية أيضا ؟ .

وبدوري كمتابع مستقل اسأل السيد زيباري باعتباره وزير عاصر كل رؤساء الوزراء السابقون , لماذا لم تطالب جناب الوزير مجلس الوزراء بتقديم الحسابات الختامية مع مشروع الموازنة كما ينص بذلك الدستور العراقي , ليطلّع الشعب العراقي عن مصير كل دينار تم أنفاقه ؟ أليس هذا أيضا واجب يا جناب الوزير باعتبارك عضوا في مجلس الوزراء ؟ أم أن المسؤولية تجوز على الجبوري ولا تجوز على الزيباري ؟ في الختام أقول لمعالي الوزير .. تحدّثت كثيرا عن كسر العظم , وها أنا أقولها لك بكل شفافية , مصالح أربيل في بغداد أكثر الف مرة من مصالح بغداد في أربيل , وحزبك معالي الوزير لا يمّثل كل الأكراد , فذهاب وزير فاسد في نظام فاسد لن يكون له هذا التأثير الذي تهددّ به كاكا زيباري . 

أحدث المقالات