زيباري زارَ الخليجَ ليتربَّح، وفي مئويَّة وضع الحرب الكونيَّة الاُولى أوزارَها يزورُ برهم الخليجَ الَّذي شهدَ حرب الحُلفاء؛ هيَ أوَّلُ زورةٍ لرئييس الجُّمهوريّة بعد (تكليفه) بتسنم منصبه (التشريفيّ)، وبعدَ أوَّل مقالةٍ له نشرتها صحيفة “ الحياة ” اللَّندنيَّة السَّعوديَّة، “ واعدة ” بوضع أوزار حروب الخليج، الَّتي تسبَّبَ بها حُلفاء- خُلفاء صدّام (طالباني- برزاني). المقالة نشرت في 10 تشرين الثاني 2018م وجاء فيها: ” داخليّاً، تبدأ خارطة الطَّريق مِن إصلاحات حقيقية تضمن إعادة تمتين العقد وترميم الثقة بين المُواطن والدَّولة، مِن خلال توفير الخِدمات وفرص العمل وتطوير البُنى القانونيَّة في مُحاربة الفساد بقوَّة وحزم، والعمل على تشريع قانون انتخابات يضمن نزاهة العمليَّة الانتخابيَّة ويُعزّز ثقة المُواطن العراقي بالآليّات الدّيموقراطيَّة، واطلاق حوار وطنيّ داخليّ لمُعالجة الاختلالات البنيويَّة في منظومة الحكم.. العراق يسعى إلى بناء أفضل العلاقات مع عمقه العربي والخليجي، والتعاون مع أشقائه في إرساء قواعد حُسن الجّوار والتكامل الاقتصاديّ والنهوض الثقافي المُشترك، كما تجمع بين العراق والجُّمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة روابط علاقات متينة، نطمح إلى تنميتها وتقوية أُسُسها لتكون بدورها مِثالاً للتعاون مِن أجل نماء واستقرار المِنطقة، وأنَّ علاقات مُتميزة تربط العراق بتركيا تحمل بدورها آفاقاً مفتوحة للتطوّر، وهذا ما يعزّز فرص سلام ناجز تستحقه المِنطقة وشعوبها”.
وقال رئيس “ المجلس الأعلى الاسلامي ”، سماحة الشَّيخ د. هُمام حمّودي، في 10 تشرين الثاني 2018م “لولا العمامة لما بقيَ العراق وانتهى، العمامة الكبيرة تتمثل بالمَرجِعية الأعلى في النجف، فهي صاحبة الفضل ببقاء البلاد وإخراج تنظيم داعش مِنه، كما أنها ساهمت بإبعاد الكثيرين عن المُشاركة في الحكومة الحاليَّة. العِمّة التي تواجدت في مجلس النوّاب، كانت تسعى الى الوحدة والالتئام بين القوى السّياسيّة. من الناحية الاقتصاديَّة، فأن النفوذ التركي في العراق أكبر من الإيراني، ومِن الناحية السّياسيّة فأن أغلب السّياسيين يتعاملون مع أميركا، امّا على أساس النفوذ الشَّعبي فأن لإيران المرتبة الأُولى. عبدالمهدي سيتوجّه الى المناطق المحرومة، ويعمل على توفير الخِدمات لها، رئيس الوزراء لديه دراسة واضحة عن 400 ناحية سيتمّ تطويرها. عبدالمهدي يُريد إعادة هيبة الدّولة وفرضها بالاحترام وليس الخوف”.
صحيفة The Times البريطانيَّة اليوميَّة الرّائدة تأسَّست في لندن عام 1785م، نشرت مقالةً افتتاحيّةً عن الاحتفالات بالمُناسبة خلال الاُسبوع الجّاري، جاء فيها إن المجازر الَّتي وقعت في هذه الحرب وكان عدد ضحياها 40 مليون إنسان بين قتيل وجريح، تجعلنا نُفكر مليّاً قبل زعزعة النظام العالمي.
وقد وضعَ الأديب الصَّحافيّ البريطانيّ Norman Angell (و 26 كانون الأوَّل 1827 ت 7 تشرين الأوَّل 1967م) عام 1909م كتاباً مُناهضاً للحرب Europe’s Optical Illusion عُرف في الولايات المُتحدة بعنوان “ الوهم الجَّلل The Great Illusion ”، حازَ عنه جائزة نوبل للسَّلام عام 1933م، يؤكّد في تضاعيفِه وغضونِه وتجاعيدِه؛ أنّ النزاع بين الأُمم الأُورُبيَّة الكُبرى غير مُحتمل، لأن اقتصاديّاتها أصبحت مُتضافرة، ولا يمكن تحمّل تبعات مِثل هذا النزاع اقتصاديّاً، وإذا وقع فإنه لن يدوم طويلاً. والدّرس الأوَّل الذي ينبغي أن تتعلمه الأقوام، أنَّ النظام العالمي ليس خلوّاً مِن الخطر، ومِثلما يُرجع المُؤرّخون اندلاع الحرب العالميَّة الأُولى إلى التنافس بين ألمانيا وبريطانيا، اليوم تنافس بين الولايات المُتحدة والصّين، وشَماليّ العراق بين السُّليمانيَّة وأربيل. وأن غياب القوانين العالَميّة يُفضي إلى تصاعد النزاعات، وقد تؤدّي المُنافسة إلى نزاع سياسيّ وعداوة بين فسطاطين.
أَلَمْ تَرَ خبث صُفرة الموت تتراءى في سحنة المُعتلّ المُبتزّ المُزايد بشعارات القوميَّة ودعاوى ( حدود الدّم )؟، كأنه وجه «نــُـفــَـساء نَـفْسـاء Puerera»!.
مُساءَلة منطقيّة إلى القارىء اللَّبيب: إذا دخلَ بعض مُرشحي حكومة عبدالمهدي دائرة الاتهام بماضيهم، لماذ نُبادر بالتطوَّع لإخراج كُلّ المُشاركين باستمناء استفتاء الانفصال بشَماليّ العراق، وإدخالهم عنوةً بعد استشراء فساد الذمَم، إلى دائرة النزاهة الوطنيَّة وعدم استعداد تربّح التُّجار الفُجّار، الجّائر في سوق المزاد العلنو، مِن زورات الجّوار، على حساب المصلحة الوطنيَّة العُليا للعراق؟. هوشيار زيباري اُقيلَ بتُهمة الفساد وتلقى مِن الكويت ( هديّة ! ) على أساس منصبه الَّذي اُقيلَ مِنه، ثمّ شارك برهم صالح في استفتاء عدم الولاء للعراق!.
الكيّس الفطِن في لدغتِه الاُولى يلوم الأفعى ذات الوَجهين يراها بالوجه الَّذي تُقابله فيه، ولا يُلدَغ مرَّتين؛ في لدغتِه الثانية يلوم نفسه فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ.