18 ديسمبر، 2024 7:48 م

زيارة وزير الدفاع الأمريكي للعراق تكشف حقائق عورة السيادة التي تدعيها حكومة حيدر العبادي!

زيارة وزير الدفاع الأمريكي للعراق تكشف حقائق عورة السيادة التي تدعيها حكومة حيدر العبادي!

في زيارة خاطفة ومفاجئة قادمآ من دولة الامارات العربية المتحدة إلى بغداد ,وصل وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس مع وفد يرافقه عدد من الصحفيين والمراسلين الاثنين 20 شباط 2017 قبل منتصف النهار وبطائرة نقل عسكرية خاصة نوع ” لوكهيد سي-130 هيركوليز” هبطت على أرض مدرج قاعدة بغداد الجوية الواقعة غربي مطار بغداد الدولي, ومن هناك تم نقله بطائرة مروحية خاصة نوع ” سي إتش-47 شينوك” إلى السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء !.

من المفارقات الهزلية المضحكة التي حدثت في هذه الزيارة , والتي عكست بصورة أو بأخرى عن مدى ما وصلت إليه حالة التخبط والعشوائية ,وكذلك عن مدى ما وصلت إليه السيادة التي تدعيها سواء أكانت حكومة حيدر العبادي الحالية أو حتى الحكومات التي تشكلت بعد الغزو والاحتلال الأمريكي … برج المراقبة لم يعلم بأن هناك شخصية مهمة أمريكية قادمة إلى بغداد بطائرة نقل عسكرية ,حيدر العبادي وبصفته الرسمية كرئيس للوزراء لم يعلم هو الأخر بوصول وزير الدفاع الأمريكي إلا بعد أن تلقى اتصال هاتفي من السفارة الأمريكية , وهنا تمكن المصيبة ! الإتصال كان قبل الاجتماع وليس بعد انتهاء وزير الدفاع اجتماعه مع عدد من القادة العسكريين والأمريكان وبعض من طاقم السفارة !؟ وبمعنى اخر وأكثر وضوحآ بأن حيدر العبادي كان ينتظر سيادة وزير الدفاع الأمريكي لغرض الإنتهاء من اجتماعه !!!؟؟؟. السؤال المطروح هناك ؟ هم يقولون أننا دولة ذات سيادة ؟! ولكن هل حصل وزير الدفاع الأمريكي على فيزا من السفارة العراقية في دولة الامارات حسب الأصول والأعراف الدبلوماسية المعروفة بين دول العالم المحترمة … وهل تم ختم جواز سفره وبحضوره إلى السفارة وبصفة شخصية !!؟.

هذا الحدث يكشف لنا دون أي جدال أو تأويل بأن العراق ما يزال تحت الوصاية والإحتلال الأمريكي … أما إذا تحدثنا عن إيران ومسؤوليها وزياراتهم إلى العراق وبالأخص مسؤولين وضباط الحرس الثوري الإيراني وعلى رأسهم قاسم سليماني فحدث ولا حرج !!؟.

لنعكس الصورة في هذا المقام إلى الجانب الأخر, وليجرب وزير دفاع حكومة حيدر العبادي عرفان الحيالي ويقوم بزيارة مفاجئة الى الولايات المتحدة الامريكية ؟ ماذا سوف يحدث له !؟ فورآ يتم إسقاط طائرته قبل أن يدخل المجال الجوي الامريكي ,وفي أفضل الاحتمالات يتم ألقاء القبض عليه بتهمة دخول البلاد بصورة غير شرعية وإيداعه السجن !!؟ أو على الأقل ليحصل على فيزا لغرض القيام بزيارة رسمية وليست عائلية أو شخصية !!؟ كم من الوقت سوف يستغرق لغرض الحصول على تلك الفيزا !!؟ أو حتى فؤاد معصوم أو حيدر العبادي ليجرب ويقوم بزيارة مفاجئة وغير معلنة لأمريكا ماذا سوف يحدث له !؟ وكيف سوف تتعامل معه الأجهزة الأمنية الأمريكية !؟ هذه نتركها لخيال القارئ الكريم !.

صحيح أن هناك أشخاص كثيرون يفقدون كرامتهم والوجاهة والكبرياء أمام بعض الاحداث على المستوى العامي الشخصي ولظروف خاصة ومعينة قد تكون قاهرة أكثر من تحمل الإنسان ولكنها تبقى في اطار الحالة الشخصية وليست العامة !؟ ولكن بالنسبة للمسؤولين الحكوميين وخاصة رؤساء الحكومات وأن كانت لديهم الوجاهة والكرامة والكبرياء متدنية جدآ أو فاقديها بالأساس وعلى المستوى الشخصي وهذا هو الأرجح والأعم , فأن لكرسي الحكم والمنصب الحكومي له الوجاهة التي تعطى لمثل هؤلاء الاشخاص وتكون بالمجان ليجعل الذين مثل هؤلاء وغيرهم لديهم هذه الصفات أمام أنظار الناس وبدون مقابل لان هذه ما يعطيه لهم المنصب بالمجان !؟ .

الحالة المعكوسة حاليآ بالنسبة لمعظم المسؤولين الحكوميين بعد الغزو والاحتلال ,وبمختلف الوزارات والمؤسسات والدوائر الرسمية وشبه الرسمية ,يعتبرون وهم على قناعة تامة ,بان المنصب لهم تشريف وليس تكليف لخدمة المواطن العراقي ,وهذه حقيقة يكاد يتلمسها المواطن ليس كل يوم وإنما كل ساعة! لان العقل الجمعي لهؤلاء لا يتحمل أو لا يدرك بأن حقيقة المنصب هو بالأساس تكليف لخدمة المواطن وليس تشريف للتفاخر والتنابز بالألقاب ووجاهة وللتباهي والتفاخر ,ولا هو غنيمة ولا ترف مادي مجاني مأخوذ غصبآ من أفواه ولقمة المحرومين والفقراء والمعوزين ! ولان فاقد الشيء حتمآ لا يعطيه !!؟.