كانت الساعة تشير الى الواحدة بعد منتصف الليل عندما جاءني تلفون من منطقة جنوب الموصل من احد ابناء عائله المحجوب يقول لي ان ابن العم محمود محمد محجوب قد اصابته جلطه دماغيه وهو الان في مستشفى القياره وسوف يتوجهون الى مستشفى ابن سينا العام لغرض الكشف على حالته عن طريق جهاز المفراس وهذا الجهاز يبدو انه غير متوفر في مستشفى القياره. وعلى الفور قامت ادارة مستشفى القيارة مشكورة بتجهيز سيارة اسعاف وارساله الى مستشفى ابن سينا العام بعد اجراء العلاجات الاوليه له وارسال معه ممرض مختص داخل الاسعاف..
قمت بالذهاب الى مستشفى ابن سينا وانتظارهم هناك وبعد اقل من ساعه وبمجرد وصولهم اتصلت بالدكتور سعد علي الخطابي مدير مستشفى ابن سينا ورغم ان الوقت كان متأخر الا انني اعرف ان الدكتور سعد الخطابي هو احد وجهاء قبيلة الجبور وهو اهل المسؤولية وان جهاز هاتفه الخلوي مفتوح على مدار 24 ساعه وفعلا تمت الاستجابة وبعد ان شرحت له الحالة للمريض تم اجراء مكالمة تلفونية مع الاطباء الخفر في المستشفى فقاموا بإدخال المريض في قسم الطوارئ وقاموا بالإجراءات اللازمة بعدها توجهنا الى شعبه المفراس وتم سحب صورة شعاعيه تبين بانه مصاب في جلطه دماغيه وعند اعادتنا الى قسم الطوارئ تم تحويلنا فورا الى قسم الجملة العصبية وبقينا متواجدين مع الاطباء المقيمين والكادر الطبي الى ساعات الفجر وفي صباح اليوم التالي توجهت الى ادارة المستشفى والتقيت بالدكتور سعد الخطابي وشكرته على موقفه وكذلك التقيت في ردهات المستشفى بعدة اطباء هناك منهم الاخ والصديق الدكتور سعد الحسني والدكتور حلمي وبصراحه ما يثلج الصدور انني وجدت في هذا المستشفى كفاءات علميه طبيه مميزة ورغم ان هناك بعض الحالات التشخيصية السلبية الموجودة من قبل الشارع العراقي الى مؤسساتنا الصحية بشكل عام الا ان ادارة وكفاءة الاطباء كانت واضحة وبدون مجاملة وخاصة عندما التقيت بأطباء الجملة العصبية الدكتور ابن العم محمد صالح الجبوري ابن منطقة جنوب الموصل صاحب الاخلاق العالية والكفاءة العلمية والاطباع الهادئة والدكتور رقم واحد جملة عصبية كما نقولها بالمصطلحات العامة واحد رموز هذا الاختصاص في العالم العربي الدكتور حقي مجدل والذين قاموا بشرح لي عن حاله المريض والوقت المتطلب لتحسنه وما لفت نظري اكثر عند حديثهم عن المشاركة في احد المؤتمرات الطبية في احد الدول الأوربية وقال ان مثل هذه الحالة ويقصد الجلطة الدماغية يكون علاجها بجهاز مخصص يقومون على الفور بسحب الخثرة الدماغية على ان لايتجاوز وصول المريض الى المشفى مدة ستة عشر ساعة فسحب التخثر الموجود وانهاء حالة التجلط الدماغي ويعود المريض الى حالته الطبيعية فقلت له وما المشكلة لدينا فقال ان الامكانيات الطبية كأطباء موجودين ولكن المشكلة هي في عدم توفر هذا الجهاز…
استمتعت بحديث الدكتور كثيرا وبصراحه وجدت لديه خبرة علمية لا يمكن تجاهلها فلقد شرح لي كثيرا عن امراض الجملة العصبية وعن المستشفيات الموجودة في العالم والتي تخص فقط امراض الجملة العصبية فقال يوجد في تركيا مستشفى تخصصي يعالج امراض الجملة العصبية ابتداء من الصداع ونهاية في الورم الدماغي وبكل بساطة الا اننا مع الاسف لا نمتلك هكذا مستشفيات تخصصية ونفتقر الى وجود اجهزة طبية وما يثير الدهشة عندما قال والحديث للدكتور حقي مجدل عن سؤال احد الاطباء هناك في سويسرا مفاده كم حاله مرضيه تعالجون من المصابين في الجلطة الدماغية في مشفاكم وكم حاله تشفى في السنه لديكم فأجبته باننا لا نملك هكذا اجهزة فاستغرب فقال لي العراق الغني ماديا وصاحب الكفاءات والخبرات العلمية لا يستطيع توفير هكذا خدمة طبية لأبناء شعبه لقد كان قبلك طبيب من فيتنام يقول اننا سنويا نعالج 15,000 حاله نعيدهم الى حياتهم الطبيعية…
فاين نحن من هذا يا رجال الدولة ايها المسؤولون الا تعلمون ان اعادة المصاب بالجلطة الدماغية الى حياته سوف يخفف العبء عن عائلته اولا وكذلك يخفف العبء عن الدولة من ناحية الامكانات المادية والمعنوية ورغم انني كنت مرافقا لمريض مصاب بالجلطة الا انني استمتعت كثيرا بحديث هؤلاء الاطباء والكفاءات العلميه وما وجدت منهم من تعاون…
وانا هنا اتحفظ على كثير من الامور التي اسمعها في الشارع واقول نعم ان المواطن من حقه ان يتمتع بمؤسساته الصحية وان يجد جميع انواع الأدوية والأجهزة الطبية لخدمته فهذا هو واجب على الدولة وليس منة او فضل من احد..
وفي تمام الساعة الحادية عشر ظهرا شاهدت تجمع داخل المستشفى فاكتشفت بان السيد محافظ نينوى الاستاذ عبد القادر الدخيل ومن معه من وفد اداري واعلامي قاموا بزيارة الى المستشفى للاطلاع على الخدمات الموجودة هناك واثناء مروري من قربه التقيت به وتبادلنا التحية والسلام وانا لدي معرفة به قبل اليوم وتم سحب صور تذكاريه وكان مشغول جدا لان المواطنين ملتفين من حوله يشرحون له مشاكلهم ومعاناتهم بشكل عام..
اتمنى له التوفيق واتمنى ان يبقى على علاقة وثيقة اخوية بينه وبين ابناء هذه المحافظة فأبناء هذه المحافظة يستحقون ذلك ولا ينكرون جميل من يخدمهم… والاستاذ الدخيل ابن عائلة عراقية اصيلة ولديه خبرة واسعة في مجال الادارة والخدمة العامة..
واخيرا دعائكم لمريضنا بالشفاء العاجل……
وتقبلوا تحياتي …