لقد اظهرت زيارة مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي الى المنطقة الغربية أجوبة الكثير من التساؤلات التي كانت تثار حول المظاهرات الأخيرة ( تشرين 2019) في العراق وما علاقة الأمريكان بها ، دخول نائب الرئيس الأمريكي الى الأراضي العراقية بدون علم الحكومة المركزية دلالة على عدم اعترافه بها وكأن الأراضي أرضهم وهم أصحاب القرار بها ، ولكن تفاصيل الزيارة وما جرى فيها تعطي الأدلة الواضحة الدامغة على دعم الأمريكان لإسقاط حكم الشيعية وإذا لم يستطيعوا ذلك بسبب الظروف والعوامل المحيطة فأنهم سوف يقطعون الأراضي التي تهمهم في تنفيذ مشروعهم الرامي الى ضرب محور المقاومة ، فقد ألتقى مايك بنس بشخصيات المنطقة الغربية المؤثرة من شيوخ عشائر وشخصيات سياسية وأمنية ، , وأمام هذه الجموع يتصل برئيس الوزراء العراقي ويسمع الحاضرين من كلماته لعادل عبد المهدي أن أمريكا ترفض تبعية بغداد لإيران ، ويعلم جيدا مايك بنس ان هذه الكلمات سوف تدغدغ مشاعر الحضور الذين يتشوقون لسماع مثل هذه الكلمات من الجانب الأمريكي ، ولأول مرة تقوم شخصية مثل مايك بنس بأخبار شيوخ عشائر الأنبار بأن بغداد لن تنفعكم بشيء ولا تقوم بإعادة بناء مدنكم لأن ايران لا توافق على ذلك ، لأن جميع المسؤولين الأمريكيين كانوا يدفعون شيوخ عشائر المنطقة الغربية الى احترام حكومة بغداد لأن نظامها ديمقراطي ، ولكن هذه المرة أخبر بوضوح نائب الرئيس الأمريكي شيوخ العشائر من خلال إجابته لسؤال أحد الشيوخ الذي قال له أن الحكومة المركزية لم تعوض النازحين ولم تعيد البناء ؟؟؟ فكان الرد سريعا من الجانب الأمريكي الذي يمثله مايك بنس أن السعودية والإمارات سوف يقومان بهذا الأمر وستكون قواعد توزيع الأموال قاعدتي الأسد والحبانية ، وسوف ندعم بأنفصال أقليمكم السني حتى تكونوا سداً منيعاً لمخطط إيران في الشرق الأوسط ، ولم يكترث مايك بنس بالمظاهرات ومطالب الشعب العراقي للإصلاح بل لم يدعم بكلمة واحدة المتظاهرين ولم يكترث بهم ولا بمعاناتهم وحقوقهم ؟؟؟؟ ، لأن الأمريكان لا تعنيهم حقوق أبناء الوسط والجنوب ولا استقرار مدنهم و لا ازدهارها ، بل الذي يعنيهم المصالح الأمريكية الإسرائيلية التي تدفعهم الى قطع الطريق والتواصل ما بين إيران وسوريا ولبنان (حزب الله) ، لهذا السبب كانت الوجهة الثانية لزيارة مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي مدينة أربيل واللقاء بنيجرفان والشخصيات العراقية المعارضة للعملية السياسية أو حكومة بغداد ، ومن خلال هذه الزيارة التي شملت مكونين عراقيين لم يشتركوا بالمظاهرات بل رافضين لكل مطلب حقيقي ومفصلي للمتظاهرين كرفض المحاصصة او النظام الرئاسي وغيرها من مطالب المتظاهرين ، بل لم يدفع مايك بنس الحكومة العراقية الى تحقيق مطالب المتظاهرين ؟؟؟ من هذا يتضح لنا أن الأمريكان دفعوا ابناء الوسط والجنوب للتظاهر ورفض العلاقات مع الجارة ايران من خلال مخطط كانت هذه التظاهرات أحد حلقاته ولكن غايته إسقاط حكومة بغداد ذات العلاقات الجيدة مع ايران وتغيرها بأخرى تعطي الولاء لأمريكا وحلفائها السعوديين والإماراتيين ، وبسبب فشل هذا المخطط فقد أتجه الأمريكان الى قطع المنطقة الغربية من سلطة وسيطرة بغداد وبناء حكومة موالية لهم ولحلفائهم كما هو الحال في إقليم كردستان ، لهذا تظهر الأسباب الحقيقية وراء دعم الأمريكان للتظاهرات في العراق ليس حقوق الشعب والتقليل من معاناتهم بل لتدمير محور المقاومة وأما ما يطرح في الإعلام التابع لأمريكا وحلفائها من شعارات ودعم المتظاهرين إلا غطاء إنساني وسياسي ليخدعوا به شباب وشابات ابناء الوسط والجنوب لكي يكونوا أدواتهم في تنفيذ مخططاتهم الرامية الى ضرب كل شيء يدعم محور المقاومة ( كالمرجعية وإيران والحشد الشعبي والفصائل التي يحتضنها) ، وأما مطالب الشعب وحقوقه فلا تعني لأمريكا اي شيء فليذهب الجميع الى الجحيم المهم مصالحهم (الأمريكية الصهيونية) أولاً ثم أولاً ثم أولاً .