الموضوعُ هذا لا يتعلّقُ ” بالعِرْق ” ولا ” بالقومية ” ولا يمسّ البيشمركه ايضا , ولا حتى < الأسايش – جهاز المخابرات الكردي > , بل انه لا يتعرّض للأخوة الأكراد او الكرد حسبما تفضيلهم لهذه التسمية ..
   رئيسُ جمهوريتنا ” محمد فؤاد معصوم هورامي ” وهو ” لمن لا يعرف سيرته الذاتية ” فهو ينتسب لأسرةٍ دينيةٍ كبيرة وهو نجل الشيخ ملاّ معصوم الذي كان رئيس علماء كردستان ومن دعاة التقارب المذهبي ” , لكنّ رئيسنا كان عضوا سابقا في الحزب الشيوعي ثم استقال منه .. رئيس الجمهورية ووِفقَ ما ذكرته الأخبار , وتصدّرتْ العناوين الأولى والرئيسية لبعض الصحف , قد قام يوم امس الأول بزيارةٍ الى رئيس مؤسسة المدى ” السيد فخري كريم ” وهو كرديٌّ ايضا , وقد إصطحبَ الرئيس معه في هذه الزيارة ” فرياد راوندوزي ” وزير الثقافة . وفي هذا الصدد ” قد ” يُلفِتُ نظرَ القرّاء أنَّ رئيسَ جمهورية العراق وفي العاصمة بغداد لَمْ يصطحب في زيارته هذه ايّ مسؤولٍ تركمانيّ او مسيحي او من الأيزيديين إنْ لمْ نقل عربيا ! , ثمّ وبعيدا جدا عن المحاصصة المقيته , فأنّ نشرَ خبر هذه الزيارة قد اكساها بصبغةٍ كرديّةٍ مجرّدة ومن دونِ قصد , وللحقيقةِ وللأمانةِ الصحفية فأنّ الرئيس فؤاد معصوم لايمكن ان يتصرّف بهذا المنحى , وهذا ما إضطرّني الى تفكيكِ هذا الخبر ومحاولة البحث عن حيثياته وخلفيته , وقد إتّضحَ لي ببساطةٍ وبالسرعةِ القصوى أنَّ زيارة الرئيس معصوم كانت شخصيّة بحته وانه قام بزيارة السيد فخري كريم في منزله بسبب عودةِ الأخير من اربيل الذي اضطرّ للمكوث فيها لشهورٍ عدّة بسبب قيام نوري المالكي برفع عدّة قضايا ضده في المحاكم جرّاء السياسة الأعلامية لمؤسسته الصحفية ” وجريدة المدى ” بشكلٍ خاص والتي اعتبرها المالكي مناهضة لسياسته ! وقد قاما رئيس الجمهورية ووزير الثقافة بزيارة ” صاحب المدى ” إثرَ عودته الى بغداد اخيرا وحضوره الى المحكمة وحصوله على الكفالة , كما انّ هنالك علاقة شخصية متينة تربط وتجمع بين هذه الأسماء الثلاث .
   كُلُّ ما في الأمر أنَّ طريقة واسلوب نشر وعرض ” خبر ” الزيارة الشخصية هذه قد جعلها أمامَ البوّابة الإعلامية المفتوحة للأحتمالات ولربما التأويلات وما الى ذلك ممّا يشهده الإعلام في هذه الأيام , بينما أنَّ السادة الثلاثة هم من رموز الثقافة العراقية مهما بلغ الإختلاف مع مواقفهم السياسية , ومهما بَلَغَتْ حِدّة هذا الخلاف ايضا …

*Raeyd [email protected]