قبل أيام ، أشارت الأنباء الى إحتمال أن تقوم ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت بزيارة الى إيران ، وهي أول رسالة سلبية لها آثار كبيرة ، على المستوى الأقليمي والدولي، وهي ليس من مهامها، كونها ممثلة الأمم المتحدة في العراق، وهي غير معنية بالتفاوض مع إيران ، في وقت يبذل المجتمع الدولي جهوده الكبيرة لتضييق الخناق على بلد، يمارس عمليات العدوان والتدخل السافر المستمرة في شؤون دول المنطقة، بلا إستثناء ، وقد عانى العراق ما عانى من ويلات التدخل الايراني في شؤونه، منذ عقود طويلة من الزمن وخلفت كوارث ومآس، تذكرها الملايين، وما زالت آثار ويلاتها قائمة حتى اليوم!!
واذا كانت عبوة قد وجهتها إحدى الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران قبل أسابيع في شمال العراق ، وقالت عنها أنها رسالة تحذير منها للأمم المتحدة في العراق، فهي في مجمل ما تعنيه أنها تدخل سافر ضد بعثات أجنبية وسفارات ومنشآت ثقافية أجنبية لها حرمتها، وينبغي أن يتم احترام وجودها ، وان من يستهدفها هم جماعات موالية لايران، وخارجون عن القانون، في وقت تذرف طهران دموع التماسيح على تلك الاعتداءات، وتعلن رفضها لها، أي أنها تسير وفق مبدأ : (( تقتل القتيل وتمشي في جنازته) للتدليل على أساليب مراوغاتها وأكاذيبها ، وكأن شعوب العالم غبية الى الحد الذي تقبل ان تستنكر ايران قصف البعثات الدبلوماسية في العراق، ولهذا البلد سوابق معروفة ضد سفارات أجنبية في طهران، هي من أكدت للعالم ان تلك الدولة المارقة لاتحترم عهدا ولا بعثة دبلوماسية، ولا تقيم وزنا لعرف دبلوماسي او سياسي او ديني او أخلاقي، وتضرب بكل تلك القيم عرض الحائط!!
واذا ما صحت زيارة بلاسخارت لإيران في وقت قريب، فإنها رسالة إعتراف ضمني خطيرة ، بأن الأمم المتحدة ترعى النشاطات الارهابية وتلك الخارجة عن القانون ، وتقبل التفاوض مع من ينتهك القانون والاعراف والأصول الدبلوماسية ، وتشجع طهران على الإيغال في إستهداف تلك البعثات أيا كانت، وزيارتها تعارض توجهات المجتمع الدولي الرامي الى فرض حصار خانق على النظام الايراني، الى ان يقبل بالتعايش الايجابي مع المجتمع الدولي ، وان لايبقى مصدر تهديد وترويع لدول المنطقة ومنها العراق ودول الجوار الاخرى ، وتعد تلك الزيارة تشجيعا لطهران في البحث عن مزيد من المغريات وأساليب ( لوي الأذرع) ، وأي إستجابة او زيارة او تناغم مع توجهات حكام طهران، يعني ان العالم لن ينعم بعد اليوم بالسلام، إن تم مكافئة الارهابيين بهذه الطرق ، التي تشجعهم على هذا السلوك البعيد عن كل منطق قيمي أو أخلاقي ، ولهذا ينبغي على بلاسخارت ان لا تتورط في تلك الزيارة، التي ستتخذها طهران وسيلة للخنوع والخضوع لارادتها، وستشجع زيارات من هذا النوع الى اعطاء طهران (صك إعتراف أممي) بما ترتكبه من جرائم، ولهذا ينبغي التفكير ألف مرة ، بل مليون مرة، قبل ان تقدم بلاسخارت على خطوة من هذا النوع، تهدد إستقرار المنطقة والعالم، حيث لاينبغي أن يكافأ المجرم على جرائمه، بهذه الطريقة ، وستدفع حكام إيران للانزلاق في مزيد من فرض ضغوط الإذلال والاستسلام لمبادرات من هذا النوع، لها آثار ضارة ، وتهدد السلام والتعايش الدولي، وهي غير مضطرة لاتخاذ خطوات من هذا النوع، أقل ما يقال عنها، أنها ، (نفاق سياسي ودبلوماسي)، بل وغباء مفضوح ، لاينبغي إيلاءه أية أهمية ، في أي وقت كان ، ولأي سبب كان..و(الحكيم تكفيه الإشارة) كما يقال!!