18 ديسمبر، 2024 7:14 م

زيارة الى محكمة الاحوال الشخصية…

زيارة الى محكمة الاحوال الشخصية…

يعيش الانسان دوما في كل مراحل حياته بين منعطفات حياتيه كثيره يواجه بها احيانا بعض الصعوبات وربما تكمن حلولها أحياناً باللجوء الى محاكم الدولة وسلطة القضاء واحيانا الى وجاهة وسلطة القبيلة ولكن الملفت للنظر في يومنا هذا هو كثرة المشاكل التي تعرف بمشاكل الاحوال الشخصية بين الازواج بصورة عامة وخاصة بين الشباب والمتزوجين حديثا لأنها معضلة اصبحت شائعة في المجتمع وربما تعتبر اكثر سلبية لان خطورتها تؤدي الى تفرقة العوائل وتشتيتها لأسباب بسيطة لو اتيحت الفرصة لعقلاء القوم فانه سوف يتم ايجاد الحلول لها بعيدا عن دوامة الشكاوى والدعاوي في محاكم الدولة ..
اليوم ذهبت الى محكمة الاحوال الشخصية في زيارة مع احد الاصدقاء وهناك شاهدت الازدحام وكثرة المراجعين بين مشتكي ومشتكى عليه.. وبين من يجد نفسه انه مظلوم وضحية وبين من يستبد برأيه ويرى ان القانون هو الحكم والفيصل في حلحلة مشاكله الشخصية..
وهنا اناشد جميع ابناء طبقات المجتمع والمنظمات الانسانية والتوعوية الثقافية ورجال الدين وشيوخ العشائر ووجهائها بالتدخل لإنقاذ آلاف الاسر من مشكلة التشتت والضياع وذلك باللجوء الى ايجاد الحلول بعيدا عن اجراءات القضاء في هذا الموضوع الانساني لان مشاكل الاحوال الشخصية نابعة من خلافات عائلية وقابلة للحلول ويجب على الجميع التفكير بتبعاتها وخطورتها على الاسرة وماينتج عنه من تفكيك للنسيج الاجتماعي بين ابناء العائلة الواحدة….
ان عمل القضاء هو تطبيق القانون ولا يمتلك القاضي سلطة اجبار الطرفين على التصالح لان هذا ليس من اختصاصه وان كثرة الدعاوي تزيد العبأ على اعمال القضاة في المحاكم وماشاهدته اليوم شخصياً ان السادة القضاة يعملون على مدار ساعات الدوام الرسمي في غرفهم الخاصة دون استراحة وتجد الشخص المنادي في باب غرفة كل قاضي ينادي بين الحين والآخر على اصحاب دعاوي جديدة..
وهناك مسألة اخرى ايضا مهمة وربما مهمة جدا شاهدتها اليوم وهو عمل الاخوة المحامين فالمحامي هو خط الدفاع اما عن المشتكي او عن الطرف الثاني ولكن البعض من الاخوة المحامين ومن هو محسوب على رجال تحقيق العدالة شاهدته متمسك بالدعوة اكثر من المشتكي نفسه وهذا يدخل من باب الجانب المادي بعيدا عن الجانب الانساني.. ان تفرقة عائلة وتشرد اطفال واستمرار خلافات عائلية بصورة دائمة لا يمت لعمل رجل القانون بصلة لان عمل رجال القانون هو الاصلاح بين الناس بعيدا عن مفهوم:-
(( الاموال الوفيرة تأتي من دعاوي كثيرة))
وهنا اناشد الاساتذة الافاضل في نقابة المحامين باتخاذ دورهم وواجبهم القانوني والانساني وتوجيهاتهم القيمة للسادة اعضاء النقابة بالسعي لتصالح الاطراف بعيدا عن دوامة المشاكل والتراضي بينهم هو الحل الافضل لإعادة بناء اسرة واستقرارها بعيدا من تمزقها وتفكيكها وحتى لا تبقى معاناتها مستمرة مدى الحياة….
ختاما اعان الله السادة القضاة بكل مسمياتهم ودرجاتهم الوظيفية لما يواجهونه من تعب ومجهود شخصي وكل الشكر والتقدير لهم ولكل الكادر الوظيفي والامني في دور العدالة لما شاهدته من حسن استقبال لكافة المواطنين…