23 ديسمبر، 2024 10:31 ص

زيارة الوفد الصحفي السعودي للعراق .. المعاني والدلالات

زيارة الوفد الصحفي السعودي للعراق .. المعاني والدلالات

كم هو جميل ان يسود العالم جو من الالفة والمحبة وان يكون شعبنا العربي الذي تربطه روابط الدين واللغة والتاريخ والعادات المشتركة كتلة متكاتفة متضامنه بعيدة عن الاحقاد وافضل وسيلة لتحقيق عالم تسوده المحبة هي اتباع السياسة الناعمة في العلاقات الدولية .. ولو رجعنا قليلا الى تاريخنا الاسلامي لوجدنا ان المسلمين الاوائل اول من تبنى استخدام السياسة الناعمة وهي القدرة على جذ ب وضم الاخرين دون اكراه او دون استخدام القوة كوسيلة للاقناع .. والذي دعاني للكتابة عن هذا الموضوع هو قلة الابحاث والدراسات في عالمنا العربي والاسلامي المنكبة لولوج هذا النوع من السياسة لمعرفة مدى قوتها وتاثيرها في السياسة الخارجية وصناعة الحلفاء والاصدقاء .. وهنا لابد من التأكيد ان اهم وسائل السياسة الناعمة هو تأثيرها في صناعة التحالفات التي هي في كل الاحوال من اهم مصادر قوتنا الخارجية .. والذي دعاني لكتابة هذا المقال هو ما احس به من تحرك متميز تقوم به نقابة الصحفيين العراقيين برئاسة نقيبها مؤيد اللامي لتعميق علاقاتها مع نظرائها الصحفيين العرب وخاصة مع الصحفيين في الدول العربية التي تربطها بالعراق علاقات متوترة نتيجة تراكمات الماضي ومن بينها دولة الكويت والمملكة العربية السعودية وفي ضوء ذلك فالمتتبع لانشطة النقابة يجد توجه النقابة لبناء علاقات متميزة مع الصحفيين في كلا البلدين من خلال تنفيذ زيارات متبادلة لصحفيين عراقيين وكويتيين وسعوديين وفي ضوء هذه الزيارات استطاعت النقابة استثمار علاقاتها المتطورة مع نقابات تلك الدول لفتح آفاق جديدة من العلاقات والتعاون البناء بما يسهم في مد جسور الثقة بين شعوب الدول المجاورة للعراق على اعتبار ان استثمار الاعلام هو من الوسائل العصرية التي لها اثر كبير في توجيه الجماهير يخدم تطلعاتها في اقامة سلام دائم في المنطقة وهي من التجارب الرائدة في المنطقة وقد استثمرت الدول الغربية هذه السياسة منذ عقود ونشرت ثقافتها وحضارتها ووصلت الى حالة جديدة من الرقي والتقدم مما انعكس ايجابا على شعوبها وكون لهم تحالفات متعددة ولعل من الامثلة والتجارب في عالمنا العربي تجربة نقابة الصحفيين العراقيين التي اصبح لها تأثير قوي في بث روح المحبة والتأخي بين الصحفيين العرب وقد توجت هذه العلاقة بعد زيارة وفد الصحفيين الكويتيين للعراق ووفد الصحفيين السعوديين الذين عبروا عن مشاعرهم الجياشة في حب اخوانهم العراقيين واكدوا ان تحسن العلاقات بين العراق والسعودية ووصولها لهذا السقف العالي من التفاهمات سيضع الامور في نصابها باتجاه العمل على بناء مستقبل جديد في المنطقة يخدم شعوبها خاصة وان العلاقة بين العراق والسعودية علاقة بلغ مداها في العمق وعلى مدى سنوات وشكل الصحفيون في كلا البلدين كتلة متراصة في كل المحافل الدولية وهو دليل على حسن النوايا ومن خلال هذا التوجه الرائع تمكن الصحفيون في كلا البلدين وبوسائلهم الاعلامية المتاحة من مد جسور الثقة بين الشعبين الشقيقين وهم على يقين ان المطارق والجراحات يمكن ازالتها بروح التفاهم وما حدث في اوربا خير مثال على ذلك فجدار برلين كان قد تم اختراقه بالتلفزيون والافلام السينمائية قبل زمن طويل من سقوطه في عام 1989 ذاك ان المطارق والجرافات ما كانت لتنتج دولا فانتقال الصور المبثوثة من ثقافة الغرب الشعبية على مدى سنوات طوال هي التي ساهمت في اختراق الجدار قبل ان يسقط .. فتحية لنقابتنا وتحرك نقيبها مؤيد اللامي واندفاعه لاذابة الجليد بين الحكومات من خلال تحركه المتميز والمبدع لتنفيذ سياسة ناعمة تجمع ولا تمنع تجمع كل الخيرين في المنطقة العربية لارساء اسس جديدة من العلاقات اساسها المحبة ومعالجة المواقف المتوترة الصعبة باسلوب من العقلانية بعيدا عن التشنجات التي لاتخدم المنطقة .. وتحية لكل الصحفيين العرب الشرفاء وسعيهم الدؤوب لارساء اسس الصداقة والمحبة بين الشعوب.