متى نفهم ماذا يريد منا أهل البيت عليهم السلام ؟ متى يفهم الشعب حقيقة أهل البيت ؟ متى يفهم الشعب إن الله سبحانه وتعالى لم يخلق أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) لكي نبكي عليهم ونأكل الطعام في مناسبات تخصهم ؟ متى يفهم الشعب أن أئمة أهل البيت هم منار الثائرين وأنهم مشروع المصلحين وأنهم هدف الرسالات السماوية ؟ متى يفهم الناس إن أئمة أهل البيت ضد الظالمين والفساد والفاسدين ؟ ومتى يفهم زوار الإمام الكاظم ( عليه السلام ) إن طغيان الظلم هو من قتل الإمام الكاظم ويثأروا له من كل الظالمين والفاسدين ؟ متى يفهموا أن أهل الفساد هم أخوة في كل الأزمنة والأماكن ومن كل الأديان والمذاهب وأنهم أتباع الشيطان ؟ متى يفهم الناس أن الإمام الكاظم في هذه اللحظات الحاسمة من حياة الشعب لا يرغب في زيارتهم لمرقده ؟ وإنه يتأمل منهم الذهاب إلى الخضراء للإطاحة برؤوس الفساد التي أينعت وحان قطافها ؟ متى يفهم الناس أن ألائمة مشروع إصلاح وليس مشروع بكاء وزيارة وتوزيع الطعام ؟ متى يفهم الناس أن الأئمة ثورة وانتفاضة ضد الباطل والطغيان وليس نوم وغفوة وسبات ؟ متى يعي الناس حقيقة أهل البيت ( عليهم السلام ) ؟ متى نفهم معنى الزيارة كما أرادها أهل البيت ؟ متى نتعلم كيف نصنع من مظلوميتنا نصراً لنا ؟ متى تكون زيارتنا زيارة الوعي والثائرين وليست زيارة الجهل والخانعين ؟ واعلموا أن الإمام الكاظم عليه السلام لو كان يوجهكم الآن لم يكن يأمركم بالحزن على قتله وزيارة قبره بقدر ما يأمركم بالفرح والسرور والتوجه لإزالة الفاسدين الجاثمين على صدر العراق . وتيقنوا لو تركتم الخضراء في هذه الأيام وتوجهتم للزيارة والدعاء والصلاة فلن تقبل زيارتكم ولا صلاتكم ولا دعاؤكم لأنه سوف يكون الجواب الإلهي لكم تلك الخضراء فصلوا في محرابها بعد تحريرها من دنس القتلة والسراق والفاسدين . ولا تكونوا ممن يترك الوطن يذبح وتسرق ثرواته وهو يصلي في المحراب فلن تنفعك مثل هذه الصلاة فإنها عادة وليس عبادة كما أخبرنا بذلك الإمام الصادق عليه السلام قائلاً ( لا تغترّوا بصلاتهم ولا بصيامهم ، فإنّ الرجل ربّما لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش ، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث وأداء الأمانة ) ، فقد حان الوقت لصدق الحديث والوقوف مع الوطن السليب المنهوب المظلوم ، فالعراق يستحق أن نقف معه ، فهو موطن الحضارات ومهبط الرسالات وبلد الصالحين ، وقد حان وقت أداء الأمانة لوطن وُلدنا على أرضه واستنشقنا هواءه وأكلنا من زرعه . وإياكم وضياع الفرص فإن ضياع الفرصة غصة ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من فتح له باب من الخير فلينتهزه ، فانه لا يدري متى يغلق عنه ) .ولنستمع أخيراً أيها الزائرون لنصيحة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ( أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي ، بتقوى الله ، ونظم أمركم ، وصلاح ذات بينكم ، فاني سمعت جدكما صلى الله عليه وآله وسلم يقول : صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام ) .