بالرغم من قساوة الظروف المناخية التي تشهدها مناطق كردستان العراق، وبخاصة تساقط الامطار والثلوج بكثافة، أبى نائب رئيس الجمهورية رئيس ائتلاف متحدون الاستاذ أسامة النجيفي الا ان يزور معسكر تدريب المقاتلين في مخمور برفقة وزير الدفاع خالد العبيدي ويطلعا على سير الاستعدادات الجارية لتحرير محافظة نينوى من سيطرة داعش.
كانت الابتسامة تغطي علامات التفاؤل والامل البادية على وجه النجيفي، الذي وجد في ساحات التدريب والمقاتلين الذين يتلقون تدريبات على مختلف انواع الاسلحة فرصتهم، لأن يجد في هذه السواعد السمر ما يشكل علامة انشراح رفعت من معنويات المقاتلين وهم يرون في هذه الزيارة دافعا معنويا، وأملا بقي يراود مخيلة ابناء نينوى من ان فجر تحريرها قادم لامحالة، وان يوم زف بشرى تحريرها أصبح قاب قوسين أو أدنى.
وكان موضوع الحرس الوطني وعدم صدور قانونه حتى الان وعدم تخصيص الموارد المالية للصرف عليه لانجاز هذه المهمة الغالية وهي تحرير نينوى فرصة للاستاذ اسامة النجيفي لتذكير الجهات العليا في الحكومة والبرلمان ان تضع نصب اعينها الالتزام بما تم الاتفاق عليه من ضرورة اقرار قانون الحرس الوطني واضافة بند الى الموازنة يؤكد وضع تخصيصات مالية مناسبة، ان أريد تحقيق مطالب المكون العربي، وتقريب تحرير نينوى، بدل هذه المماطلات التي تضع بعض الجهات داخل اطراف التحالف الوطني لعرقلتها بالرغم من تأكيد قيادات على مستوى عال في التحالف الوطني من انها تساند هذا المطلب وتأمل تشريع قانون الحرس الوطني بأسرع ما يمكن.
ولا يخفي قادة المكون العربي في اغلب لقاءاتهم ان هناك مخاوف بدت معالمها تتضح شيئا فشيئا، من ان اطرافا داخل العملية السياسية وبخاصة من دولة القانون راحت تعمل من اجل افشال تجربة الحرس الوطني وضع العراقيل بوجه انطلاقة مسيرتها من اجل عدم تمكين ابناء هذا المكون في المشاركة في هذا الواجب المقدس، والايحاء بأن (الحشد الشعبي) هو الوحيد الذي يحقق هذا الامل للعراقيين، في وقت يرفض ابناء مدينة نينوى اشراك قوات من خارج مدينتهم للاسهام في هذه المعركة عدا قوات البشمركة التي يمكن ان تساند مهمة كهذه هدفها تحرير نينوى، بالنظر الى الطبيعة الجغرافية التي يمكن الاستفادة منها من قدرات قوات البشمركة التي قدمت الخبرات والمساعدات المختلفة لانجاح تجربة معسكر مخمور، في ظل توجيه رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الذي لم يترك فرصة لكي تسهم في تحقيق هذا الهدف الا ودعا الى تقديم كل التسهيلات اللازمة من اجل تحرير نينوى في اقرب وقت ممكن.
لقد اسهمت زيارة اسامة النجيفي ووزير الدفاع خالد العبيدي بالتعرف عن قرب عن احتياجات المقاتلين واستعداداتهم للتهيؤ للمعركة المقبلة، وبهذا تكون للزيارة ابعاد سترتيجية وتكتيكية في انها عرفت كيف يتم وضع الخطط العسكرية اللازمة لانجاز هذه المهمة، اضافة الى دعوة ابناء نينوى للانخراط في هكذا معسكرات من خلال تشكيلات الحرس الوطني وتطوعهم في صفوفها، ليتسنى تحقيق حلم ابناء هذه المحافظة في ان يروا مدينتهم وقد تحررت من رجس داعش ونهضت عنها غبار هذا الوباء الذي حل بها وركلته خارج اسوارها، وهو أمل أقسم فيه كل ابناء نينوى للمشاركة في هذا الواجب المقدس.