23 ديسمبر، 2024 3:16 م

زيارة النجيفي لتركيا فتحت آفاقا لتسريع المواجهة مع داعش والحاق الهزيمة المنكرة بها

زيارة النجيفي لتركيا فتحت آفاقا لتسريع المواجهة مع داعش والحاق الهزيمة المنكرة بها

تكتسب الزيارة التي قام بها أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية الى اسطنبول وأنقرة ولقاءاته كبار المسولين الاتراك وعلى رأسهم رئيس الوزراء احمد داوود أوغلو ورئيس الجمهورية التركية رجب طيب اردوغان أهمية استثنائية لطبيعة الظرف الحرج الذي يمر به العراق وهو يعد العدة للاسراع لتحرير نينوى وبقية محافظات العراق من هيمنة داعش على مقدرات هذا البلد وتعريض سلامته وامنه لمخاطر جمة.
لقد اوضح النجيفي بما لايقبل الشك للقادة الاتراك خلال زيارته القصيرة التي استمرت يومين ان أمن العراق له علاقة بأمن دول المنطقة، وتركيا منها على وجه الخصوص بسبب الطبيعة التاريخية والجغرافية والدينية وحتى الوطنية التي حكمت ظروف المنطقة وتعرض الأمن الاقليمي لمخاطر عديدة أبرزها التهديد الذي تمثله داعش لكل قيم الحياة ولكل معتقداتها ويمثل موقف تركيا الداعم للعراق محل تقدير وثناء القيادات العراقية، كونه يشكل عنصر التوازن في المنطقة ويساعد في التسريع بتحرير نينوى، لما تمتلكه تركيا من ثقل جيوسياسي قريب من العراق، بامكانها أن تسهم في تزويد العراق بما يحتاجه من اسلحة ومعدات وخبرات وثقل سياسي في مواجهة داعش وغطرستها واستهتارها بمقدرات شعب العراق، وفي مواجهة تحركات اقليمية لاتريد الخير للعراق، وهي تتحين الفرص لصب الزيت على النار لتزداد اشتعالا.
 
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد رحب بالسيد النجيفي خلال لقائه به في انقرة، مشيرا الى عمق العلاقة التي تربط تركيا بالعراق، مضيفا أنهم يشعرون بالقلق لما يجري في العراق وما ينفذه تنظيم داعش الإرهابي، وهذا ما يدعونا الى اتخاذ خطوات مشتركة تجاه هذه التداعيات، واكد ان زيارة السيد النجيفي مناسبة لتعجيل العمل المشترك، ودعم العراق في حربه ضد الارهاب  ،  لذلك سنعمل من اجل مساعدة القوات العسكرية العراقية بالتجهيز والتدريب، وذكر الرئيس اردوغان بانه سيتدارس ويبحث هذا الموضوع غدا مع الحكومة والجيش التركي ..
من جانبه شكر النجيفي مواقف الرئيس اردوغان، وعبر عن امتنانه للاستجابة السريعة، وأشار الى ان ما يربط بين البلدين الجارين العراق وتركيا من علاقات تاريخية تجعلنا نتطلع الى دور تركي متميز في مواجهة الارهاب ودعم العراق للقضاء على تنظيم داعش.
وقد اوضح القادة الاتراك وعلى رأسهم رئيس الجمهورية اردوغان انهم على استعداد لتقديم الدعم والاسناد المادي والمعنوي واللوجستي الذي يسهم في تقريب تحرير نينوى في المعركة الفاصلة المرتقبة، وقد أوضحوا بجلاء للسيد النجيفي ان وقوف تركيا الى جانب العراق أمر تقتضيه المصالح العليا المشتركة وعلاقات حسن الجوار والتاريخ العريض وكل عوامل التلاقي والمشاركة في المصير الذي يهدد شعوبنا ودولنا جميعا، ومن الضروري ان تتوحد الجهود لمواجهة ظرف طاريء كهذا يتطلب تحشيدا من نوع خاص، وهو ما سعى القادة الاتراك عبر كل اللقاءات تأكيده لقادة العراق وعلى رأسهم السيد أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية، الذي تربطه بهم علاقات وطيدة اسهمت في التخفيف من ازمات المنطقة وعلى صعيد علاقات البلدين والتي حاولت جهات سياسية متنفذة ان تلعب بورقتها سعيا لتخريب اواصر هذه العلاقة والعمل على وضع أسفين من التوترات لكي لاتتقدم هذه العلاقات وتقطع شوطا طويلا من التطور والنماء على الاصعدة كافة.
ومن هذه المنطلقات التي تم استعراضها للاهمية الاستثنائية لهذه الزيارة يتوضح مدى أهمية التنسيق المشترك والتعاون الايجابي البناء، وبخاصة في الجانب الاقتصادي والتجاري الذي يشهد قفزات نوعية سجلت ارقاما قياسية بلغت عشرات المليارات من الدولارات، وهي ماضية في هذا المنهج الايجابي الفعال للوصول بالعلاقات بين بلدينا وشعبينا الى مديات تشهد انطلاقات مضطردة، ويسهم في الوقت نفسه في الحاق الهزيمة بداعش وتلقينها الدروس المرة، جراء اساليب تعاملها الهمجي البربري مع ابناء شعبنا المسلم الآمن وهم من شوهوا الاسلام واساءوا الى العرب والمسلمين، بعد ان وجدوا الظروف المناخية للطائفية المقيتة التي غرستها قوى اقليمية ومحلية مختلفة الانتماءات والولاءات تضمر الشر للعراق فكانت الميليشيات وداعش وجهان لعملة واحدة، ومواجهتهما واجب وطني واخلاقي وانساني مقدس ان أريد للأمن والاستقرار أن يعم المنطقة والعالم، والا سيكون مستقبل العالم كله محفوفا بالمخاطر ان بقيت التوجهات الطائفية والمحاصصية هي من تتحكم في الواقع العراقي وتشكل ابرز معالمه الهدامة المدمرة، والعراقيون مصممون هذه المرة على انهاء حقبة الطائفية وامراضها الخبيثة، وقد لعنتها الاجيال، وهي تأمل ان تودع عهودها الهمجية الى غير رجعة.