قاعدة عين الأسد ( قاعدة القادسية) تبعد عن مايقرب من 150 كيلو عن محافظة الأنبار وما يدور فيها من معارك أشتعل أوارها بسبب المحافظ وأبو ريشة والمالكي وغاياتهم الشريرة بضرب المعتصمين المطالبين بحقوق شرعية يكفلها الدستور الذي طالما تغنى به المالكي وأكد الإلتزام ببنوده دون أن يطبقها.
زيارة المالكي هذه تاتي بعد سلسة من الهزائم التي تكبدتها قواته التي انشأت بواسطة دمج مليشيات أسست وتم دعمها من إيران لتحمل أسم الجيش العراقي الجديد، والتي فشلت طيلة أكثر من 45 يوماً بتحقيق ما وصفته آلة الإعلام المخادع التابع للمالكي بالنصر، لكن هذا النصر المزعوم لم يتعدى حدود استوديوهات تلك القنوات التي تطبل للباطل، والتي تمارس خداع الشعب ونقل الصورة المغايرة لما يحدث على أرض الواقع لقتال زج فيه هذا الجيش إن صح تسميته لأغراض انتخابية وشخصنة للحدث بعيداً عن الصورة الحقيقية لما هوعليه الحال.
نزل المالكي بقاعدة عين الأسد التي حملت الأسم وغاب عنها مضمونه، أي لم يكن للأسد ولا لصفاته أي علاقة بما يجري، فالهزيمة معالمها واضحة على الجميع والتأمر ثابت على تقاسيم وجوه من حضر، وهي لاتعدوا أكثر من محاولة فاشلة للمالكي لرفع معنويات حلف وصم بالغدر والعار، فاستحق بجدارة لقب ( حلف الغادرين).
التفاهمات التي جرت خلال الزيارة بعيدة عن مضمون حل الأزمة، التي من المفترض أن يحمل المالكي خيوطها كونه يحمل مسمى رفيع للموظف الأول في العراق ( رئيس الوزراء)، والذي بيده كل خيوط الحل بدلاً من ذهابه للتأزيم، عين الاسد جمعت من لاعلاقة له بالأزمة أو الحل، وكل الأطراف المتواجددة بين جدران تلك القاعدة البعيدة عن ساحات المواجهة والتي تم تأمينها بصورة كبيرة لتكون بعيدة عن الخطر، لم تناقش قضية الأنبار والمشكلة الحاصلة، بل كانت عبارة عن زيارة ترضيات وتوزيع مكاسب وإغراءات على من باعوا ضمائرهم، وأتفقوا على خدمة الأجنبي وتنفيذ مآرب شريرة لمصلحة إيران ومصالحهم الخاصة على حساب دماء أهل الأنبار ودماء أفراد الجيش الذي زج بحرب ليس بحربه.
وهي محاولة بائسة لرفع معنويات مليشيات مهزومة، لاتمثل إلا الباطل دون عن الحق، الذي باتت صوره واضحة لكل من كان مشكك في البداية،والباطل وإن طال زمنه زاهق بأمر الله، لم يجمع المالكي أطراف المشكلة ليتم التداول بتفاصيل الحل، بل ذهب ليجمع أطراف الفتنة ومؤججيها ليصب الزيت على النار المشتعلة من أجل مزيد من الدماء والقتل والتهجير، وخلق أزمة جديدة تبقى معها سلطته الفانية عله يكسب وقتاً أخر حتى موعد الانتخابات، وبغياب صوت الحكمة كان صوت الباطل هو من أدار ذلك اللقاء على طريقة ( وين أذنك) لتصعيد الخلاف ودفعه نحو التأجيج بدلا من تكريس الحل حقناً للدماء، وصوناً للعراق وأهله.
والسؤال المطروح، ماهي الفائدة المرجوة من الزيارة، وهل تخدم الوضع المتأزم في الأنبار ، وماهي الحلول التي جاء بها المالكي.
الجواب ببساطة لم تقدم زيارة المالكي سوى وعود كاذبة خادعة أطلقها رجل عرف عنه بين أوساط الشعب بأنه كذاب مخادع ، كما عرف عنه نقضه للوعود التي يبرمها حتى مع المقربين منه، ولم يقدم حلاً سوى عن منافع وقتية آنية لاتتجاوز حدود المكان الذي لم يكن فيه أسد كما هو اسمه، إذا استثنينا مادفعه من رشى لأقطاب تحالفه ( حلف الغادرين) من أموال الشعب، وهذه تسُود الوجوه ولاتحل مشكلة.
المالكي تجاوز الحل المطلوب بالآنبار باتجاه التصعيد وليس لملمة الموضوع وحقن الدماء، وهذه لايريدها إنطلاقاً من تصريحه الشهير ( بيننا وبينهم بحراً من الدم)، ولا أعلم كيف يتسنى لرئيس وزراء أن يطلق مثل هذا التصريح على شعب يقول هو أنه يراس حكمه، لذلك اجتمع مع من يقفون في صفه ويشاركوه جرمه، بدلاً عن الاجتماع بالأطراف المناوءة له والتي تشكل طرف المشكلة الثاني، والذين قد يصل لقاءه وحديثه معهم الى حلول ترضي الجميع حقنا للدماء كما قلنا، (أنا اكتب مفترض ما قد يحدث وليس استجداء للقاء المالكي بأصحاب القضية) ، زيارة الانبار لاتوصف إلا بانها زيارة تصعيد وتعقيد وليس زيارة للبحث عن حلول تكفي العراقيين شرور القتال والتقاتل ن وبالأخص أهلنا بالأنبار.
المالكي رجل تأزيم وليس تفخيم، وليس برجل دولة كما يصوره البعض ، وإلا لما وصل بنا الحال في العراق لما هو عليه اليوم، لذلك ستشهد الايام القادمة تصعيداً خطيرا وكبيرا على حدود الأنبار ليوفي أصحاب حلف الغادرين ثمن ماقبضوا من المالكي ، وسيزداد عدد الضحايا من الطرفين ، وهو مايريده المالكي بإختصار.