الفيس بوك مقهى وفضاء مفتوح لكل الافكار والاصوات التي تنطلق بحرية وان اغلب رواد الفيس بوك هم من المتعلمين اي الذين يفكون الخط كما يقال في اللهجة العراقية اغلب طروحاتهم تعكس الخلفية السياسية والثقافية والبيئة الاجتماعية للكتاب .
ان اغلب الحوارات حول زيارة المالكي الى امريكا تبلورت بين الرافض والمؤيد وبين المتفائل والواثق بنجاحها والمتشائم والواثق بفشلها.
وهلاء لايعجبهم العجب العجاب فهم رافضين للمالكي مقدما ولذلك تراهم ينتقدونه بدون موضعية او ادلة مقنعة للطرف الاخر فهولاء نفسهم انتقدوا المالكي في زيارته للصين وزيارته لكوريا وزيارته لايران وزيارته لمصر واستضافته للقمة العربية وافتتاحه للمدينة الرياضية في البصرة وهم المنتقدين لتسليح الجيش من روسيا او الصين او امريكا وهم المنتقدين للاحتلال و المنتقدين لخروج المحتل والمطالبة بعودته من جديد لاعادة نشر الديمقراطية ورسم خارطة الطريق . واما المتفائلين هم يصفقون فقط بدون وعي وبدون تقديم ادلة ومقومات لنجاح الزيارة وهولاء الفريقيين لازالوا بتلمسون الضؤ حول نتائج الزيارة.
ان لكل الدول والشعوب كارتلات ومكاتب اعلامية في امريكا للتسويق الاعلامي وحتى الحركات المعارضة لها مكاتب ولكن في العراق الجديد يفتقد الى كتاب او اعلاميين فلسفارات العراقية سكنها الجهلاء بما جادت علينا المحاصصة وجلهم لايعرفون غير العربية والكردية والتركمانية والفارسية.اننا بحاجة الى كتاب وصحفيين تابعين للحكومة يكتبون باللغة الانكليزية لتوضيح الرؤى للامريكان الا من مقالات يتيمة للمالكي في الواشنطن بوست ترجمة حرفيا من اللغة العربية الى الانكليزيية بدون التورية الادبية للترجمة وكم مقالة كما اعتقد للنائب مجيد ياسين وهو يصب الاتهامات للسعودية وقطر وتركيا والاكراد ويحملهم كل مشاكل العراق الداخلية دون الخوض بالاسباب الموضوعية للاخفاق السياسي والحكومي والتشريعي.
انا كشخص متابع للواقع السياسي العراقي يحمل افكار متواضعة اختلف كثيرا حول روى المالكي لقيادة الدولة والقوات المسلحة والخطاب الاعلامي وانتقد كثيرا منها عبر الفيس بوك بموضوعية ولكن من الواقع السياسي اليوم كان السيد المالكي موفقا باختياره التوقيت للزيارة التي اعلن عنها قبل وقت مبكر فكان منتقدي الزيارة وهم يجهلون الاعراف الدبلوماسية واختلاف نظم الحكم بين العراق وامريكا هو ان الدعوة مقدمة من بايدن وليس من الرئيس اوباما وهذا يعود للتوصيف الوظيفي المتقارب لمنصب بايدن والمالكي. وعلى الرغم من ذلك كل الاطراف تتمنى مس كول من بايدن حتى يغردوا للصحافة ان بايدن اتصل بهم.
ان المالكي زار واشنطن في فترة عصيبة وان للعراق موقف ثابت وقوي من القضية السورية بعد فشل المراهنات القطرية التركية السعودية على اسقاط نظام بشار المبكر . وان الثقل العراقي في القضية السورية كبير ولايستهان به وكانت الصفحة معكوسة في ولاية المالكي الاولى حيث كانت هذه الدول هي من تمتلك زمام المبادرة في المسالة العراقية.
ان المالكي ذهب لوشنطن وهو لديه اكثر من خيار في التسليح ومن اكثر من مصدر وان الصفقة الروسية العراقية التسليحية رغم ماشابها من تدليس اعلامي وضبابية ولكنها تعبر مصدر قوة في طلب السلاح الامريكي الذي يعيش الكساد والاقتصاد الامريكي المثقل بالتضخم.
ان قدرة العراق وموقعه الجغرافي وعلاقته مع ايران يمكن اعتباره مصدر قوة في مكافحة الارهاب ولذلك كان المالكي ذكيا في رمي الكرة في الملعب الامريكي الذي حارب العراق وافغانستان تحت شعار مكافحة الارهاب واخذ زمام المبادرة ان الارهاب ليس محليا وانما يجب ان يكون تكاتف دولي في مكافحته والقضاء عليه.
ان العلاقات الامريكية العراقية يجب ان تتطور على كافة الاصعدة العسكرية والعلمية والصحية والنفطية والطاقة وهذا مطلب ليس هدفه للمالكي وحده وانما للشعب العراقي فلو فرضنا انا ارسلنا بعثة طلبة لدراسة الدكتوراء في امريكا يحتاج الشخص ست سنوات حتى يحصل عليها واعتقد ان عودتهم سيكون بعد نهاية ولاية المالكي الثالثة فان المبتعثين الذين ارسلهم عبد السلام عارف عادوا للعراق بعد 1986 وهم كنز عراقي ساهموا في رفع القدرات العلمية العراقية ولم يستفاد منها عبد السلام عارف.
ان زيارة المالكي ونتائجها ستوتي اثرها مستقبلا .اما المتربصين ان الذين اختصروا زيارة المالكي في حصوله على الولاية الثالثة هي خربضات لايصدقها المتلقي لان من يمنح المالكي الولاية الثالثة هي صناديق الاقتراع فقط والاصابع البنفسجية رغم حدسي ان حصول المالكي على اغلبية برلمانية هي احلام من خلال قرائتي المتواضعة للمشهد السياسي والانتخابي رغم انجازته في استقرار الطاقة الكهربائية وخروج العراق من البند السابع وبعض الانجازات ولكن التراجع الامني نتيجة الاخطاء القاتلة في التخلي عن الصحوات والاعتماد على الضباط غير الاكفاء والعجز الاستخباري وتشتته والالتهاء بالتصدي لمحاولة الانقلاب المزعوة قللت من شعبية المالكي ولكن رغم ذلك لازالت هنالك فرصة سانحة امام المالكي بتجديد ولايته من خلال تحقيق فوز انتخابي من خلال تفعيل المصالحة الوطنية والتصدي للفاسدين وحتى لو كانوا الاقربين والتخلص من بعض الوجوه والمستشارين والجهلة والاعتماد على العناصر الكفوة وتطهير الموسسة العسكرية من العقول الهرمة والفاسدة والنزول للشارع والناس وسماع مشاكلهم وايجاد الحلول الناجعة العملية وليس الخطابات لان الشعب العراقي جزع من الخطابات العسلية والاحلام خلال العقود الخمسة المنصرمة.
ان التواصل الاعلامي من خلال نقل الصورة الحقيقية للشعب هي النافذة لكشف الحقيقة وتعديل دفة الميزان في الفيس بوك والاعلام .
وهنالك حكمة انك مهما كنت تحاول جاهدا في البناء والاعمار والاصلاح ستجد هنالك اصوات معارضة فهذا ديدن الناس لايقبلون على احد حتى الملائكة والانبياء والله لايخلى من انتقادات العباد والناس ولكن الحقيقة والمصارحة وحدها هي من تنمي علاقة المساندة والتكاتف.