23 ديسمبر، 2024 8:12 ص

زيارة العلاق ….لا بد من تنقيط الحروف

زيارة العلاق ….لا بد من تنقيط الحروف

أثارت زيارة السيد العلاق عضو البرلمان العراقي والوفد المرافق له إلى السليمانية بتوجيه من السيد العبادي رئيس الوزراء موجة استياء عارمة وسخط شعبي باعتبار أن الزيارة جاءت لتطييب الخواطر وجبرها واذابة الجليد ومحاولة كسب ود واستعطاف الساسة الكورد إثر اقتحام المتظاهرين للبرلمان  بتأريخ 30 نيسان الأمر الذي سبب موجة من الهلع لمن يفترض أنهم ممثلو الشعب الذي دخل البرلمان تأتى عن ذلك فرار أغلب الساسة من الأبواب الخلفية ومن بقي فر حافي القدمين كما هو الحال مع النائبة آلاء الطالباني الأمر الذي استدعى ان يقود الفريق حمه امين قائد القوة الجوية طائرة عسكرية لاجلاءها مع ثلة من أعضاء البرلمان من ساسة الكورد من بغداد إلى السليمانية ….ولنا أن نتساءل كيف يفر من يفترض أنهم ممثلوا الشعب من الشعب الذي أعطاهم الصفة الشرعية بتمثيله ؟؟؟ بل كيف يلوذ أعضاء البرلمان بالسفارة الأمريكية هرباً وفراراً من الشعب ؟؟؟ بل كيف تصف من تلوذ بالسفارة الأمريكية شعبها بالزومبيات الذين يفترض أن تكون لسان حالهم ؟؟؟ بل الأدهى من ذلك كيف يفر من يُفترض أنه يعتمر عمامة رسول الله كما هو حال السيد العلاق الذي فر متوجهاً إلى مطار بغداد ليستقل طائرة متجهة إلى أوربا فرار من دخول الشعب إلى برلمان الشعب …. إن هذا لشيئٌ عُجاب … للأسف لم يمر الأمر دون أن يدفع الشعب ضريبة دخوله إلى برلمانه بل دفع الثمن غالياً حيث عصفت السيارات المفخخة مدينة السماوة مخلفة 38 شهيداً و86 جريحاً أرتقى قسم من الجرحى لاحقاً إلى بارئهم بسبب فداحة الجروح والإصابة ، تبعتها مدينة السيدية في بغداد ثم بعقوبة في محافظة ديالى ثم الصدر والكاظمية وحي الجامعة في بغداد مخلفة مئات االشهداء والجرحى ورغم نهر الدماء والأرواح التي فاضت إلى بارئها لم نرى زيارة وفد من أعضاء البرلمان لذوي الشهداء في بغداد وغيرها ….. هنا يتساءل الشارع العراقي الغاضب :مئات من النساء اصابهن الهلع وانتفضن من خدورهن ونثرن شعورهن ونزلن إلى الشوارع حاسرات الرؤوس حافيات الأقدام. …. ولكن لم تتحرك غيرة ساسة الصدفة لتطييب الخواطر رغم أن مدينة الصدر وغيرها من المدن المنكوبة على بعد أمتار لا تستوجب طائرات للذهاب …الحديث ذو شجون … لذا سأضع النقاط على الحروف وأكون شاهدا لله ثم للتاريخ على الحادثة التي تترجم تفاصيل المشهد :بعد إعلان نتائج انتخابات 2010 ان لم تخني الذاكرة وجهت لي دعوة الى بغداد وهيئت لي أسباب الزيارة التي رافقني فيها بعض الشخصيات الأكاديمية والإجتماعية من شيوخ العشائر العربية والكوردية والتركمانية فتوجهنا مع تباشير الفجر من الموصل إلى بغداد ولكن بسبب كثرة السيطرات وحركة الأرتال الأميريكية وصلنا بعد أن ضرب الليل أطنابه  وجثم على صدور أهل بغداد كما هو حال الحكومات المتتابعة … ما يعنينا هنا عقد اللقاء او المؤتمر الموسع بحضور عدد من الوزراء ووكلاء الوزارات والعديد من أعضاء البرلمان للدورة السابقة فكانت لنا مداخلات نارية فالنائحة الثكلى ليست كالنائحة الاجيرة هنا تحدث الدكتور رئيس التجمع او رئيس الكتلة بعد ان أضغى لكل المداخلات قائلا بالنص :كي تكون الصورة واضحة المعالم للجميع التقيت بصناع القرار من الأمريكان وكان النقاش على طاولة مفتوحة لنعرف أين نضع أقدامنا. … سألنا  (والكلام للدكتور رئيس التجمع) : هل يمكن تشكيل حكومة بمعزل عن السنة ؟أجاب الأمريكان نعم …؟؟؟ ثم سألنا هل يمكن تشكيل حكومة بمنأى عن الشيعة …؟؟؟ أجاب الأمريكان كلا …!!! ثم سألنا هل يمكن تشكيل حكومة بمعزل عن الكورد …؟؟؟ أجاب الأمريكان يستحيل ذلك …؟؟؟الذي يهمنا ان وجود الساسة الذين سئم الشارع بكل مكوناته منهم مرتبط بالمعادلة التي ذكرت فلا تستغربوا ان تم تسيير مظاهرات ولو مشياً على الأقدام لاسترضاء وخطب ود الساسة الكورد الذين لم يفوتو حدثاً إلا وأستثمروه إستثماراً أمثل لتوجهات وطموحات أحزابهم وها هم يطالبون بضم نصف الموصل إلى كُردستان شرطاً لعودتهم للبرلمان … ومن يدري غداً بغداد و…. وإستثمار وإستغلال الأزمات هذه تُحسب لساسة الكورد ..ولكن على حساب العراق وأهله ويقيناً سيكون للأمر تداعيات في قابل الأيام أو السنين.. المهم استمر اللقاء حتى وقت متأخر ، وبالعودة إلى حادثة إقتحام البرلمان من قبل الشعب الذي طفح به الكيل وحاول إيصال رسالة أقل ما يمكن أن يُقال عنها أننا سئمنا خذلان ساستنا الذي أفقرونا … ساستنا الذين إذا إتفقوا سرقونا وأذا إختلفوا قتلونا …. جاء رد النائبة آلاء الطالباني : ما يعنينا أمن كورستان ولتحترق بغداد في الجحيم …؟؟؟!!! بل ولتحترق كل مدن العراق فما ضر الساسة ….؟؟؟!!! بالعودة إلى المرأة العراقية التي غزت صورها القنوات الفضائية ومواقع التواصل الإجتماعي ……والله لو كانت هذه المرأة التي خرجت من بيتها بلا عباءة تستر بدنها … ناثرةً شعرها … حافية القدمين تفتش عن أشلاء ولدها بين القتلى … حتى أصبحت هذه الصورة وصاحبتها رمزاً لمعاناة الأم والأخت العراقية على مدى ثلاث عشرسنة من الرعب والخوف والتقتيل والتهجير والتفجير بحيث توشك أن تصل مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف بكربلاء المقدسة …. لو كانت هذه المرأة تستصرخ غيرة ساسة المنطقة الغبراء وأمام مكاتبهم لما لبى ندائها أحد من الساسة الذين يئسنا منهم كما يئس الكفار من أصحاب القبور ……إلى الله المشتكى … حسبنا الله ونعم الوكيل ….اللهم إحفظ العراق وأهل العراق