18 ديسمبر، 2024 11:56 م

زيارة العبادي لكردستان .. الحيثيات والمداخلات !

زيارة العبادي لكردستان .. الحيثيات والمداخلات !

على الرغم منْ أنّ جولة وزيارة رئيس الوزراء لم تقتصر على المحافظات الكردية , وانما شملت الموصل وديالى وسواها , لكنّ الحديث هنا يقتصر على زيارة كردستان .

لا شكّ أنّ من حقِّ السيد العبادي وسواه من المسؤولين ” المرشحين ” للأنتخابات بزيارة اية محافظة او مدينة لأجل الترويج الدعائي لحملته الأنتخابية , لكنّ الفن والذكاء السياسي يتطلّب أنْ لا يظهر الجانب الدعائي في مثل هذه الزيارة , ولا يغدو مكشوفاً ايضاً , وكان بالإمكان تعزيز ذلك والتمويه عليه ” قدر الإمكان ” بأتخاذ والقيام بأجراءاتِ الأعلان عن افتتاح مشاريعٍ اقتصاديةٍ ما او ثقافية او فنيّة او وضع حجرٍ أساسٍ افتراضيٍّ لها بما تستفيد منها جماهير ايّ محافظةٍ كردستانية , وليس صعباً ضرب عصفورين او مجموعة عصافير بحجرٍ واحد , وخصوصاً للسيد رئيس الوزراء , لكنّ عموم او كافة المسؤولين والقياديين العراقيين يفتقدون لمثل هذه الفطنة والذكاء السياسي ” في هذا المجال ” ودونما تعميمٍ على المجالات الأخريات .!

لاحظنا أنّ سفر وتنقّل رئيس الوزراء كان في طائرة TRANSPORT– نقل , عسكرية ذات المراوح الأربع , وبدا من خلال الصور العابرة والسريعة انها طائرة نقل او شحن امريكية , ” واذا ما كان هذا التشخيص دقيقاً ” فله ثلاثة اسباب على الأقل :

1 – لأسبابٍ واغراضٍ أمنيّة , إذ ليس من السهولة التحرّش واطلاق نارٍ افتراضيٍّ على طائرةٍ تحمل شعار الولايات المتحدة وسيما لو كانت تابعة لسلاح الجو الأمريكي , لا معلوماتٍ لدينا أنّ طائرة السيد حيدر العبادي كانت ترافقها مقاتلاتٍ وقاذفاتٍ امريكية لأجل الحماية .!

2 – إنّ حجم ووزن هذه الطائرة يتيح حمل ونقل مركباتٍ وعجلاتٍ ليتنقّل بها السيد العبادي داخل المحافظات الكردية .

3 – أغلب الظّن واضعفه كذلك أنّ التنقّل والسفر في مدن الأقليم بطائرة عسكرية امريكية ” وليست من الخطوط الجوية العراقية ” فلعلّه – افتراضاً – للإيحاء بأنّ الأمريكان يقفون من خلف العبادي ويدعموه , بالرغم من علاقتهم المتميزة مع القيادة الكردية وبيشمركتها . ومن جانبنا أنّ لا أحدَ من كلا الجانبين < العراقي الرسمي , او الحكومي الكردستاني > قد فكّرَ في ذلك .! ولمْ يراوده ذلك كذلك .!

زيارة رئيس الوزراء لمحافظة السليمانية – معقل الأتحاد الوطني الكردستاني المتشتت قيادياً , والتي انحسبت وانسحبت

على ذلك كافة التنظيمات الكردستانية المعارضة لنهج حكومة البرزاني , فقد كانت زيارةً نمطية وتقليدية , ويبدو أن لم يجرِ استثمار واستغلال هذه الزيارة اطلاقاً , مع كلّ حزبٍ او حركةٍ من تلك التنظيمات المناوئة < كحركة التغيير ” كوران ” والجماعة الأسلامية > على الأقل .!

إنّما ولكنّما زيارة اربيل – عاصمة الأقليم ! فلربما جداً ما كان لرئيس الوزراء زيارتها , فهي معقل الأستفتاء الماضي اولاً , وثمّ أنّ القيادة البرزانية في اربيل هي التي تقف حائلاً ” من الناحية العسكرية ” في الحؤول ومنع الدولة العراقية في فرض سيادتها على المنافذ والمعابر والمراكز الحدودية للعراق مع الدول المحاذية للعراق حدودياً كتركيا او سوريا . كما أنّ القيادة البرزانية في اربيل ” تحديداً ” تتهافت وتتكالب عليها دول اوربا بالأضافة للأمريكان والبريطانيين بضخّ الأسلحة الثقيلة والأموال الهائلة , ليس بالضد من السيادة العراقية فحسب , وانما لحساباتٍ مؤجّلة وليست بعيدةً في تنفيذها .!

يبدو لنا في ” الإعلام ” على الأقل أنّ زيارة السيد العبادي الى اربيل لم تكن في مكانها , ولم تكن محسوبةً مسبقاً , وللأسفِ ايضاً , لكنه اذا ما جرى التجديد لولاية العبادي , فليس صعباً معالجة وتضميد اخطاء تلك الزيارة , ولعلّه من المفيد الإشارة الى أنّ فور مغادرة رئيس الوزراء لعاصمة الأقليم , فقد جرى تمزيق اوصال صور وبوسترات وملصقات سيادته في ارجاء اربيل .! , كما افادت الأخبار أنّ المخابرات الكردية اعتقلت كلّ مَن انضمّ لقائمة العبادي في الأنتخابات , بالرغم من نفي الأسايش لذلك .!