أن تكون غبياً وتافهاً، فهذا أمرٌ خاص بك لانتدخل فيه، وهذه هي إرادتك لنفسك، واختيارك، وان تكون جاهلاً سفيهاً فهذا أيضاً أمر يعنيك لايعني غيرك، سوى من أراد ان يسلك مسلكاً إنسانياً ليحاول أن يعالجك.. لكن أن تكون غبياً تحاول ان تستغبي الناس، وجاهلاً ينشر الجهل في نفوس البشر، وكاذباً محاولاً إستغلال كذبك في سبيل خداع الناس، فهذا أمرٌ لايرضى عنه الصادقين، ولايسمح به المنصفين..
في ظل الترحيب المصري، الشعبي والاعلامي والحكومي، بزيارة العراقي عمار الحكيم الى القاهرة، خرج بعض -او أحد- المغرضين المحرضين على بعض وسائل الإعلام، متكلماً بكلام يسوده الكذب والخداع، ناشراً معلومات مغلوطة ليستغلها لصالحه، يرفض من خلالها -وهو خارج مصر أساساً- زيارة الحكيم لمصر، مدعياً أن الحكيم “سفاح”، ولا أعرف حقيقة كيف أستنتج هذه الصفة وكيف نسبها للعمار، خصوصاً وان نهج الحكيم واضح وصريح، وقد حورب دوماً بسبب منهجه الانساني المعتدل..
لن أتطرق كثيراً للمعلومات المغلوطة والخاطئة التي ذكرها هذا “الإعلامي؛ كذكره في تقريره أن الحكيم خريج الجامعة الإسلامية في قم، ويبدو انه لم يتعب نفسه ليقرأ سيرة الحكيم ليعرف انه خريج كلية القانون! ثم يقول -بنفس التقرير- أن الحكيم زعيم “ميليشيا بدر” كما يقول، يبدو أن “الإعلامي” لم يطلع مسبقاً أن منظمة بدر قد أنشقت عن المجلس الأعلى منذ تولي الحكيم لرئاسته! ثم يستمر بكذبه ليقول ان للحكيم علاقة قوية بالحوثيين، يبدو أنه لايعرف أن الحكيم لاعلاقة له بالحوثيون أساساً، ولم يكتشف أن الحكيم لم يعلن تأييده او عداءه لأي طرف في حرب اليمن حتى هذه اللحظة، سوى دعواته للجلوس على طاولة الحوار ودعواته المعتادة للحل السياسي! ثم يدعي هذا الإعلامي؛ ان الحكيم رجل إيران الاقوى في العراق، يبدو ان هذا الكاذب لايعرف شيئاً عن خلافات الحكيم مع إيران في السنوات السابقة وخلافها معه، ولايعرف أنه من السياسيين القلة الذين رفضوا تلقي أوامر خارجية تجاه السياسة العراقية، ولايعرف انه تلقى العديد من ردود الأفعال والمواقف المؤذية تجاهه بسبب موقفه الوطني هذا!
تستمر المهزلة ليعود هذا الإعلامي بعرض تقرير عن تاريخ بدر، سيكذبه كل عراقي منصف مطلع، والأكثر مهزلة أن “الإعلامي” يستشهد بتقرير لأنه من قناة “الرافدين” الذي يقول عنها عراقية، الأمر مضحك بقدر ماهو محزن، بسبب الجهل الذي يتملك هذا الشخص، يبدو انه لايعرف أن هذه القناة تابعة لشخص مطلوب للقضاء بتهم إرهابية، وليس مطلعاً على كثرة الكذب الذي تنشره هذه القناة والمفضوح زيفه امام الجميع..
بعد ذلك يستضيف “الإعلامي” “محلل” عراقي، شبيه بالاعلامي هذا، يبدأ بكلامه “ان الزيارة لها بعد طائفي، وهو ان إيران تود ان تنشر فكرها في مصر مقابل النفط” وهنا أود ان أكرر كلامي، الحكيم عمار شخصية سياسية وطنية عراقية، وتمثليه تمثيل وطني عراقي، والزيارة لاعلاقة لها بإيران، وماحمله الحكيم في جعبته من ملفات، هي ملفات عراقية وطنية نتائجها عراقية، وتنفع البلدين لاغيرهما..
“المحلل” هذا كحاله من بعض باقي “المحللين” المهاجرين الذين فضلوا الأموال على الحقيقة، وباعوا المبادئ في سبيل الدينار، ليقول أن “الحكومة العراقية حكومة طائفية”، يعلم الجميع كم مللنا من هذه الأكذوبة التي لايصدقها سوى كاذبوها، كما الجميع يعلم أن الحكومة العراقية لاتمت للطائفية بصلة، والدليل على مانقول هو مشاركة جميع المكونات في جميع السلطات، ولاتوجد مؤسسة عراقية، من رئاسة الوزراء الى كل المؤسسات الأخرى والسلطات، إلا وفيها تمثيل من جميع المكونات والعقائد والطوائف..
حين يحاول الكاذب أن يدعم كذبه في كافة الوسائل يكون كالمهرج -مع احترامنا لهذه المهنة-، فيقول أي شئ ويفعل أي شئ، في سبيل إرضاء جمهوره وأصحابه، حتى وان كان مايقوله مليئاً بماهو كاذب، وحتى وان كان لايمت للواقع بصلة، مسكين، جهله أو حقده، أو المال الذي يقدم له عماه..
أن تقول شيئاً وانت لست مطلعاً عليه بتاتاً، فهذا يعني أنك من ذلك النوع، الذي يتفوه بكل ماهو كاذب، وغير صحيح، فيذكر “المحلل” ذاك، ان رسالة زيارة الحكيم للسيسي، هي رسالة سلبية لبعض الدول العربية، مؤكَدٌ أن بائع المبدأ، لم يطلع على مشروع الحكيم الذي يسعى من خلاله، لبناء علاقات قوية مع الاشقاء العرب جميعاً، ويسعى لترميمها وتقويتها، ولايعلم أيضاً ان الحكيم يحارَب بسبب ذلك!
“المحلل وصاحبهُ الإعلامي” أستمروا كثيراً بذكر “الغزو الشيعي”، وبان عليهما بوضوح تحسسهم المفرط تجاه الشيعة، لا أعرف هل الشيعة سُكان كوكب آخر يسعون لغزو العرب؟ ام هم تتار يسعون لأحتلال الاراضي؟ هذه الحساسيات، وغيرها من نظريات المؤامرة وما الى ذلك، كنت أظنها أنها انتهت في القرن الواحد والعشرين، ولم أتوقع أن جهلاً مثل هذا لازال منتشراً، أو ليس الشيعة من نفس الدين واغلبهم من ذات الاوطان والقوميات؟ ولا أعرف ان كانت ستنتهي هذه النظرة الرجعية التافهة، ام ستنتشر نظرية جديدة كنظرية “الماسونية” لكن هذه المرة اعتقد سيكون أسمها “التحالف الشيعي العالمي” كما سماه هذا المحلل الذي يبدو انه ذكياً، او نظرية “الهلال الشيعي” التي ذكرها هذا الاعلامي الفطن..
“الاعلامي” أضحكني جداً حين اراد أن يبين نفسه مثقفاً مطلعاً، يتكلم بالايدلوجيات الشيعية الخطيرة وما الى ذلك،
لكنه بان بمنظر مضحك وتافه جداً، حين اراد ان يوضح المعلومة التاريخية التي يعرفها، ويحاول أن يستشهد بها على خطر الايدلوجية الشيعية، التي لايوضح منها الا كذبها وخروجها من فم جاهل يؤمن مثله بنظرية “المؤامرة الرافضية”، تعجبت كثيراً حين رأيت كهؤلاء في بلاد كمصر، تخرج للأمة افضل المثقفين والعلماء، لكن يبدو أن الجاهل يبقى جاهلاً حتى وان خرج من مصنع للثقافة..
المشكلة الحقيقية، هي أن الطائفيين المجرمين، الذي عُرفوا باعمالهم الاجرامية الارهابية، يسمون اصحاب الاعتدال وسفراء السلام ب “السفاحين”، فهذا الإعلامي الذي يُعتبر من تيار متطرف إجرامي، يسمي الحكيم بـ “السفاح” رغم مشروع الحكيم الوسطي المعتدل الواضح، ثم يعود ليؤكد كذبه، فيوجه متابعيه لمشاهدة مقاطع على “يوتيوب” يدعي انها توضح حالات إعدام طائفي ارتكبتها بدر، ورغم أن بدر حالياً لاتُمثل الحكيم، إلا ان العراقيين أجمع يعرفون جيداً، ان بدر هي من ابرز التنظيمات التي يُشهد لها بعدم اشتراكها في الحملات الطائفية التي كانت، حين كان يقودها العزيز والشهيد..
وانا بدوري أدعو جماهيره ان يذهبوا ويشاهدوا في يوتيوب والقنوات الفضائية، وان يقرأوا في الصحف والمواقع، المصرية والعربية والعالمية، وان يتوجهوا للمحاكم المصرية ويطلعوا على جرائم اصحابه الواضحة، ويراجعوا خطبهم الطائفية المحرضة، وفتاوى مشايخهم وقادتهم الاجرامية -ولانريد هنا أن نذكر أسماء-، وبنفس الوقت يذهبوا ويطلعوا على أعمال العمار ونشاطاته وتوجهاته، وان يراجعوا خطبه واراءه ورؤاه، ثم يجيؤا ويخبروننا بإنصاف من هو المجرم الطائفي، ومن هو المسالم الوطني..
لقد حورب الحكيم لأنه لم يتاجر بلغة الدم كغيره، وقد تحسس منه الكثير من الطائفيين لأنه لم يستغل العواطف المذهبية والطائفية، في الوقت الذي اتجه في الكثير لذلك،
وقد رأى الحكيم مارأى، لأنه رفض أن يكون تبعياً لأحد غير الوطن، وعانى من الكثير من الحملات التسقيطية والهجمات الاعلامية المغرضة، لأنه رفض أن يسلك مسلك الطائفيين والمحرضين، ولأنه ظل رمزاً للاعتدال والوسطية، والدعوة للوطنية، تعرض لأبشع انواع الاستهداف وما الى ذلك، فلا يأتي اليوم الطائفيون والمجرمون، واصحاب التاريخ الملئ بالدم والقتل والارهاب، ويسمي الحكيم “سفاح”، فذلك ما لايقبله الوطنيون مطلقاً، ويحاربه المنصفون بقوة، ويرفضه المسالمون رفضاً قاطعاً..
ان العمار هو سفير السلام العراقي، ومازياراته وتحركاته الا لاعادة العراق لحظنه العربي، وفتح علاقات مع الاشقاء العرب، خصوصاً البلاد التي كانت لها مواقف داعمة للعراق، كمصر، كما ان الحكيم رمزاً للوطنية العراقية، يسعى لقتل الطائفية واشاعة روح المواطنة والعروبة، وهذه الهجمات والاستهدافات الغبية الطفولية، لن تثني من عزمه، ولن ترجعه عن مواقفه، فهو يراجع ولايتراجع، ويتقدم ويجدد ويتجدد، ولن يضعف او ينثني، وسيبقى رغم الاشاعات والتسقيطات سفيراً للسلام وراعياً للحكمة، وسيبقى يُثبت زيف كذبهم..