بيان رئاسة اقليم كوردستان كان واضحاً وصريحاً في وصفه لزيارة السيد نيجرفان بارزاني رئيس الاقليم الى العاصمة بغداد التي دامت ثلاثة ايام، وعقده لقاءات واجتماعات مع رؤساء (الجمهورية والوزراء ومجلس النواب) والقادة وكبار المسؤولين للقوى والاطراف السياسية العراقية، ومباحثات بارزاني واجتماعاته مع القادة ومسؤولي البلاد بشأن الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية والصحية العراقية ومشكلات اربيل بغداد ومخاطر الارهاب واهمية خلق رؤية وتفاهم مشترك لمستقبل العراق، مضيفاً انه طرح للنقاش المكانة والعلاقات الدولية العراقية.
هذه الزيارة المهمة والشاملة التي التقى فيها بارزاني بمعظم المسؤولين والقادة السياسيين الذي كان لهم دور في حكم العراق خلال السنوات السابقة، وشخصيات ربما يكون لهم دورا في المستقبل، وهو ما لا يمكن لشخص غير البارزاني ان يحققه وخلال مدة الزيارة التي كانت مكثفة وشاملة لكل الاطياف والالوان.
مظاهر الترحيب والاهتمام والتقدير بهذه الزيارة كانت واضحة وبيانات الاشادة والنتائج التي يمكن ان تؤدي اليها الزيارة تناولتها وسائل الاعلام وسوف يكون لها صدى وآثار ليس على مستوى الاقليم فقط بل على مستوى العراق ودول الجوار والعالم، حيث يمكن القول ان نيجرفان بارزاني استطاع بهذه الزيارة ان يتجاوز ويخرج من اطار اقليم كوردستان بصفته رئيساً للاقليم، الى الاطار الوطني العراقي والواقع الدولي باعتباره احد القادة العراقيين الذين يمكن لهم ان يقدموا نموذجاً يجمع ويلتقي عنده وفي مجلسه الآخرون.
البارزاني بزيارته الاخيره الى بغداد أكد انه رجل الاتفاق الذي تلتقي عنده الآراء والتوجهات ووجهات النظر من كل الشخصيات العراقية التي تحكم او لها دور في العملية السياسية في العراق، وانه شخصية تجمع وتوحد وتؤلف بين القلوب قبل العقول التي اشادت وتشيد بالدور الذي يقوم به في الاقليم وفي العراق.
ان الظروف والواقع الموجود يفرض نفسه على الجميع ويوجب التحرك من اجل مهمة كبيرة وهي انقاذ العراق، حيث تحرك البارزاني اولاً من اربيل الى باريس في زيارة سريعة من اجل مبادرة فرنسية اوربية تجمع الاطراف العراقية التي يصعب الاجتماع بها ومعرفة توجهاتها وخلال مدة قصيرة نظرا للتجاذبات والتدخلات والتأثيرات الاقليمية والدولية عليها.
ونجح البارزاني بعد عودته الى اربيل وجمع القوى والاطراف الكوردستانية في اجتماع في رئاسة الاقليم بعد اكثر من سنة من القطيعة وعدم تواصل الاطراف الكوردستانية، ليُوحد الموقف والصوت الكوردي ويزور بغداد بعد ان تم تمرير قانون الموانة وتعديل قانون المحكمة الاتحادية وتحديد موعد الانتخابات المبكرة، وهي كلها مطالب عراقية.. اي بمعنى ان البارزاني لم يزر بغداد من اجل موضوع عالق او آني لمصلحة الاقليم فقط.
زيارة البارزاني ولقائه بأمين عام الجامعة العربية يبين ان الكورد والاقليم هما العمق الاستراتيجي لدول المنطقة ولبغداد، وكما كانت جبال وارض كودستان ملاذا آمناً ووطناً لكل المناضلين والشرفاء من اجل مستقبل جديد للعراق، تؤكد هذه الزيارة واللقاءات التي جرت ان الاقليم رئة العراق التي يستنشق منها الصحة والعافية والامان والرأي السديد وتوحيد وجهات النظر والتي نجح نيجرفان بارزاني رئيس اقليم كوردستان في تأكيدها باعتباره رجل الاتفاق في مهمة انقاذ العراق.