من كُل عام، في محرمٍ الحرام، وما يتلوهُ من أيام شهر (صفر الشؤم)، كما يتطير منهُ العرب، بغض النظر عن رأي الدين، وتحريم التطير، وعن تسميت شهر صفر من قِبل المتدينين، تحدث بعض الحوادث المؤذية بصورة خاصة وعامة مع كثير من الشعوب والبلدان.
نحن في العراق تمر علينا مناسبة حزينة، تتمحور حول مسير سبايا آل بيت النبوة، من الشام إلى إلى العراق، وكربلاء بالتحديد، حيث وقعة الطف ودفن شهدائها مع زعيم الثورة الخالدة الإمام الحسين، فتكون مواساة الناس في هذه المناسبة أن يذهبوا إلى كربلاء سيراً على الأقدام، وهناك من يزحف على رُكبتيه، ولو حضرتم تلك المسيرة لرأيتم العجب العجاب.
بعد سقوط الصنم عام 2003 وفتح الطريق أمام الزائرين، أخذت أعداد الزائرين بالتزايد عاماً تلو آخر، وهم لم يجدوا مشكلة في شئ إلا بمسألتين مهمتين، إولاهما: الوضع الأمني المتردي، من حيث عمد الإرهابين إلى قتلهم وترويعهم كما أمرهم صنمهم قبل ذلك، وقد تم السيطرة على الوضع الأمني تماماً في هذا العام، فلم يحدث أي خرق أمني، فبوركت قوات الحشد الشعبي وقواتنا المسلحة التي تمكنت من ذلك، بالرغم من محابتهل لتنظيم داعش الإرهابي.
أما المسألة الثانية: فهي تخص تأمين وسائط نقل الزائرين إلى محافظاتهم، وكانت معاناة الزائرين كبيرة جداّ، فكيف في هذا العام وقد بلغ عددهم ما يقارب 22 مليون زائر!؟
هنا يُستبان معنى وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، فقد إستطاعت وزارة النقل ووزيرها السيد صولاغ، من توفير وسائط النقل المريحة، والمأمنة لعودة الزائرين بسلامةٍ إلى أهلهم وبمدة وجيزة، فما أن يتم الزائر زيارتهُ ويخرج إلى الطرق العامة، حتى يصل بعد ساعاتٍ قليلة إلى منزله، فبوركت جهودكم وإلى مزيدٍ من التقدمِ والنجاح.
ولكي يكون النجاح أكبر، فمن واجبنا إطلاع المسؤولين على بعض المشاكل، التي يجب إيجاد حلول لها من قِبلهم، منها:
* قد حدثت عمليات سطو وسرقة لدور الزائرين، بعدما تأكد المجرمون من ذهاب أهل الدار إلى الزيارة.
* كذلك إزدياد عدد الأجانب، وإختلاطهم مع الزائرين العراقيين، مع عدم وجود مترجم، مما أدى إلى عدم معرفتهم الطرق المؤدية، إلى ما يبغون الوصول إليه.
* كذلك كثرة المتسولين الأجانب، ولا سيما الهنود والباكستان والافغان وغيرهم، وهي ظاهرة غير حضارية وقد لاحظتُ زيادتها في هذا العام.
* عدم تنظيم مسير الزائرين داخل كربلاء أي بين الحرمين ومحيطهما.
* معاناة أصحاب المواكب والذين يقدمون أرقى أنواع الخدمة المجانية للزائرين ومن مالهم الخاص، من أصحاب الأراضي القريبة من شارع مسير الزائرين، ومن مسؤلي بلديات تلك المناطق، الذين يقومون بهدم ما يتم إنشاءهُ، من حمامات صحية لغرض خدمة الزائرين.
بقي شئ…
ليقوم كلٌّ منا بآداء واجبه، ولتكن مسيرتنا لزيارة الحسين مسيرة لبناء عراق مدني عصري عادل.