23 ديسمبر، 2024 4:10 ص

زيارة الأربعة ملايين باطلة شرعا

زيارة الأربعة ملايين باطلة شرعا

لا أدعي هذا في ضوء عقيدتي اللادينية، بل في ضوء قاعدة الإلزام التي وضعها إمام الشيعة السادس جعفر بن محمد بقوله «ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم»، وأيضا من خلال ثقافتي الفقهية لثلاثة عقود.

لماذا أقول إن زيارتكم المليونية باطلة، وفق الرؤية الشيعية نفسها؟ ولماذا أفترض بل أكاد أجزم أنها هي غير مقبولة، لا من الحسين نفسه، ولا من الله، إلاإذا أخذ الله الناس على قدر عقولهم؟

أربعة ملايين تكفي للقيام بثورة إصلاح شامل وجذري، كما تؤمنون بأن الحسين إنما خرج طلبا للإصلاح. بأربعة ملايين يتم إسقاط الطبقة السياسية سلميا، وبأربعة ملايين أو أقل بكثير تتواصل الثورة – آخذين درسا من الشعب السوداني – حتى تشكيل حكومة مدنية موقتة من شخصيات وطنية نزيهة وكفوءة غير حزبية من ذوي الاختصاصات، كل حسب ميدان اختصاص وزارته، بعيدا عن المحاصصة، ويجري التحضير خلال سنتين لانتخابات حرة، بعد حظر الأحزاب المسيسة للدين، والطائفية، والفاسدة، وغير الديمقراطية، وتأسيس أحزاب بديلة خلال هذه الفترة، تكون ديمقراطية حقا، تجديدية، أي معيدة لإنتاج الطبقة السياسية السيئة الحالية، علمانية، سواء من الاتجاه اليساري، أو الليبرالي، أو الاجتماعي، أو الوسطي. وإجراء تعديل دستوري شامل، ليكون للعراق دستور علماني قائم على أساس المواطنة، مع إصلاح القضاء، من أجل مقاضاة جميع الذين سرقوا أو أهدروا المال العام، واستخدموا الدين أو المذهب والمقدسات الدينية لأغراض الربح السياسي غير النظيف، أو اثاروا النزعة الطائفية، أو كانوا وراء أعمال العنف، أو كانوا أدوات للأجندات غيرالعراقية، سواء الإيرانية أو التركية أو السعودية أو غيرها، خاصة إذا توجهت أعداد كافية من الأربعة ملاين الثائرة، إلى كل النقاط الحدودية البرية والجوية والبحرية لمنع هروب المطلوبين للقضاء.

إنه الممكن المستحيل. هو ممكن لو توفر الوعي السياسين ولو توفرت الإرادة، ومستحيل – حاليا على أقل تقدير- لأننا للأسف ما زلنا بعيدين جدا عن تحقيق شرطي هذا الوعي السياسي الوطني الواسع، وتلك الإرادة المقترنة بالإصرار والمواصة والنفس الطويل، باستثناء القلة، آملين أن تتحول هذه الاقلية الواعية يوما ما إلى سيل جارف.