دأب المسؤولون ألامريكيون ومعهم الفرنسيون والبريطانيون وألالمان على القيام بزيارة أربيل عندما يزورون بغداد وفي ذلك معاني ودلالات سنستعرضها حتى يكون الرأي العام العراقي على بينة مما يجري حول العراق , ولكن زيارات المسؤولين ألاتراك لآربيل أتخذت طابعا مزدوجا ليس مألوفا في العرف الدبلوماسي فهم كثيرا مايستقبلون المسؤولين في أقليم كردستان العراق سرا وعلنا , ويسمحون لآنفسهم بالقيام بزيارة أربيل دون المرور ببغداد ولايشعرون بحرج دبلوماسي لآن الخارجية العراقية كانت مغيبة طيلة السنوات الماضية وألاسباب معروفة ؟
أن قيام السيد داود أوغلو بزيارة أربيل بعد زيارته لبغداد تؤشر الى بعد لايتناسب وسيادة العراق مثلما تؤشر الى عدم جدية الحكومة التركية في التخلص من أزدواجية العلاقة بين المركز وألاقليم لآغراض لم تعد خافية ولم تعد الدبلوماسية التركية قادرة على تبريرها وهي التي فشلت في معادلة صفر مشاكل ولازالت غير قادرة على التخلص من تبعات التورط في المستنقع السوري , ومراوحتها في مثلث كوباني ” عين العرب ” عفرين – القامشلي هي خيبة أمل كبيرة للستراتيجية التركية مثلما أن موقفها من التحالف الدولي ضد داعش تكشفه قاعدة ” يكاد المريب يقول خذوني ” والمؤتمر الصحفي للسيد أوغلو مع رئيس الحكومة العراقية الدكتور حيدر العبادي في بغداد هو مثل المرأة التي تضع النقاب على وجهها ولكنها تكشف صدرها وخصرها وساقيها , فهو يقول أن تركيا والعراق ضد داعش وألارهاب , ومجموعات داعش تتخذ من الفنادق التركية أستراحة لها وتتخذ من المطارات والموانئ التركية معابر ا لها والسيد أوغلو في مؤتمره الصحفي في بغداد عندما ينفي وجود دليل على دعمهم للآرهاب أنما هو يوقع نفسه في مغالطة لايحسد عليها وعليه وعلى أمثاله من السعوديين والقطريين تنطبق ألاية الكريمة ” بل ألآنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ” .
أن أستمرار زيارة المسؤو لين ألاجانب لآربيل بعد بغداد وأحيانا زيارة أربيل دون علم بغداد أنما هو عمل مقصود يخبئ ورائه نوايا سلبية تجاه وحدة العراق , ونوايا من هذا المستوى ليست لصالح أقليم كردستان وليست لصالح حكومة المركز الفدرالية , ومواقف من هذا النوع تحتاج دبلوماسية عالية الحس من قبل وزارة الخارجية العراقية ومن قبل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة , لآن تساهل أي طرف من هذه ألاطراف تجاه ظاهرة أزدواجية المعايير الدبلوماسية التي تقوم بها بعض الدول لاسيما التي أشرنا لها يجعل هذه الظاهرة تتحول الى شهادة زور ملغومة بنوايا تعمل وتحرض على تقسيم العراق , فهل بأمكاننا تجاوز تأثير هذه الزيارات غير المرغوب بها وطنيا , وهل بأمكاننا أحداث تغيير أيجابي لمفهوم الزيارة وتحويلها الى فضاء الدولة الفدرالية بدلا من أفتراض فضاءات لاتخدم المصلحة الوطنية ولاتخدم الوجود العراقي الموحد , والحديث يمكن أن يكون مع ألاخوة الكرد أعضاء البرلمان العراقي , ومع السادة الوزراء الكرد أعضاء الحكومة العراقية الفدرالية , كما أن دور السفارات العراقية في الدول المعنية بتلك الزيارات لايمكن ألاستغناء عنه عندما تتوفر ألارادة الوطنية وألانتاجية الدبلوماسية , وللمراكز الثقافية وأعلام شبكة ألاعلام العراقي حيزا واسعا في توسيع هذه الفكرة ولكن بشرط أستقبال لقاءات المفكرين وأصحاب الرؤى الثقافية العالية بعيدا عن المجاملات والشخصنة التي تسود طبيعة اللقاءات في شبكة ألاعلام العراقية.