23 ديسمبر، 2024 1:57 م

زيارات مشبوهة ومعادية للعراق

زيارات مشبوهة ومعادية للعراق

بعد زيارة وزير الخارجية الايراني للعراق خلال الاسابيع الماضية، کشف السفير الايراني في العراق، ايرج مسجدي، يوم الخميس المنصرم، عن زيارة مرتقبة من الرئيس الايراني حسن روحاني الى العراق”، املا بأن” تسفر هذه الزيارة عن اتفاقات جيدة في مجال تعزيز العلاقات بين البلدين” وأضاف أن”ايران وفي اطار تنمية التعاون الشامل مع البلد الصديق والشقيق العراق، نشجع الشركات الايرانية على النشاط والاستثمار في مختلف نقاط العراق ونطالب من الحكومة المحلية والمركزية ان توفر الارضيات لهذا الامر اكثر مما مضى”، وهذه الزيارة تأتي في ضوء أوضاع قلقلة وغير يواجهها النظام الايراني ولاسيما وهو يواجه عزلة دولية غير مسبوقة الى جانب رفض داخلي غير عادي تتصاعد في الاحتجاجات الشعبية ونشاطات معاقل الانتفاضة التي صارت دائرتها تتوسع وتشاغل النظام وأجهزته الامنية بصورة غير معهودة من قبل.
النظام الايراني وبعد أن وصل الى مرحلة بالغة الخطورة والحساسية حيث يواجه تحدياتی مصيرية أبرزها وأهمها رفض ومعاداة الشعب والمقاومة الايرانية له وتوحدهما في جبهة واحدة تعمل کل مابوسعها من أجل إسقاط هذا النظام، يحاول بشتى الطرق تأمين المنافذ والبدائل الممکنة بتهيأة إحتمالات عبوره من هذه المرحلة وتخلصه من الضغوط الداخلية والدولية المکثفة المرکزة عليه، وهو يجد في العراق أفضل مايکون بهذا الصدد إذ يمتلك کل الامکانيات التي تجعله يلعب دور”المنقذ”لهذا النظام الديکتاتوري المکروه على مختلف، ولاشك بأن العراق عندما يلعب هکذا دور”إنتحاري”، فإنه سيکون على حساب مصالحه العليا، لأنه سيکون فيه الخاسر من جميع النواحي.
منذ الاحتلال الامريکي للعراق وإستفحال نفوذ النظام الايراني في العراق، لم ير العراق خيرا ولم ينعم بالامن والاستقرار فقد کان على الدوام ساحة تصفية حسابات للنظام الايراني داخليا وعربيا ودوليا، وإن الاعوام الثمانية من من ولايتي رجل إيران الاول في العراق نوري المالکي، قد أکدت ذلك بوضوح، ومع إن حيدر العبادي وخلال ولايته حاول أن يحدد بطرق واساليب خجولة دور ونفوذ هذا النظام ولکنه لم يتمکن من ذلك بل وحتى إن النظام الايراني وعملائه تمکنوا من الاطاحة به، وإن الفترة الحالية وترکيز وتکثيف زيارات القادة والمسٶولين الايرانيين للعراق هو للعمل من أجل تهيأة العراق وجعله ساحة مشابهة للتي کانت في عهد المالکي، وهو مايحذر منه المراقبون والمحللون السياسيون بإعتباره سيدخل العراق في معمعة دموية أخرى ستکلفه إضافة للأرواح أموالا طائلة خصوصا وإن هذا النظام وکما قلنا قد دخل مرحلة سيتم تحديد مصيره فيها!