18 ديسمبر، 2024 7:59 م

زيارات فارسية بضيوف صفويين ثقال

زيارات فارسية بضيوف صفويين ثقال

يقولون ويكررون : لا يوجد مرتزقة وأجانب يقاتلون في سوريا والعراق !! والجارة المسلمة إيران بلاد مسكينة تحرس الحدود والثغور الإسلامية من أقاصي القوقاز إلى سواحل طرطوس المتوسطية ، مقتطعة تكاليف تلك الحرب المقدسة من خبز وطعام جياع شعوبها الإيرانية الصابرة على مضض تحت حكم ولاية الفقيه .

وكما أن أحبتهم قادمون من إيران همهم الدنيوي والأخروي فقط للتبرك في زيارات أربعينية الحسين وزيارة لمراقد الأئمة في العراق، ومجاميع أخرى منهم أقسمت أن تكمل سيرها عابرة للعراق وسوريا ولبنان، همها الأول والأخير تفقد وحماية مرقد السيدة زينب والسيدة رقية وعتبات أخرى لم يسمع بها من قبل وكانت وهمية، لكنها صارت تختلق لها الأساطير والقصص الخرافية ويزور من اجلها التاريخ العربي والإسلامي، فأضحت توزع وتبنى وتستثمر تجاريا ومذهبيا في ربوع أراضي الشام، وتتركز تلك المراقد خاصة في ريف دمشق ومحيطها.

ومن اجل تلك الزيارات الماراتونية وحرمتها المقدسة ولتحقيق أغراضها: عليكم أن تسكتوا يا معشر العراقيين والسوريين واللبنانيين، وكل العرب الرافضين للنهج الإيراني وفتوحاته الفارسية الطائفية الصفوية ؟.

(إيران لم تتدخل مطلقا لا في العراق ولا سوريا؛ بل هبت لنجدة هذه البلدان من الإرهاب ؟؟)، وهم يقسمون بذلك أغلظ عبارات الإيمان بدءا برأس الحسين وبقية الأئمة الطاهرين، ألاثني عشري خاصة ؟؟ ، واغلبهم بات لا يقسم بالله العظيم، ولا بقرآنه الكريم، ولا حتى بالرسل الكرام، فتلك كينونة جديدة، وبدعة لها مراسيم وطقوس أخرى تكشفها الأيام بقرائن مفزعة تظهر يوما بعد يوم .

وتتحدث الوقائع مزيفة بديماغوجية الإعلام الصفوي المغرض حين تتسرب إلى العامة بعضا من تكاليف الحملات الإيرانية وتقدم بأرقام متواضعة، تتحدث عن مجرد هبة أو هبات تأتي من دولة إيران المحاصرة من قبل الطاغوت والشيطان الأكبر، تقدم بسخاء وتضحية لمساعدة المسلمين ، ومن يطلب عونها، خاصة من مسلمي العراق والشام ولبنان والبحرين واليمن ومناطق الإحساء والقطيف، وصولا إلى آخر شيعي فاطمي، تخلف بالبقاء في دول شمال إفريقيا ، ووصولا إلى دول المغرب في موريتانيا وسواحل الأطلسي.

طبيعي إن خلف تلك الأرقام وتوظفيها، هناك ملايين بشرية ومليارات دولاريه وتريليونات دينارية وتومانية ، تدفع من سرقة ونهب مليارات الدولارات من النفط العراقي المهرب والمنهوب بإدارة إيرانية، وخبرة لبنانية يقدمها حزب الله وبنوكه ووكالاته وشبكات تصدير مخدراته وبتواطؤ أمريكي إسرائيلي غربي وحتى عربي وتركي، في كثير من الحالات.

ووفق منطقهم هذا، تعالوا ، نحتسب إلى الله ونحاسبهم؛ ففي سوريا وحدها : وإذا ما استثنينا ألف وخمس مائة مستشار إيراني، وثمانية آلاف من قوات الحرس الثوري، وعشرين ألف عنصر من ميليشيات حزب الله، فضلا عن أربعة آلاف مقاتل أفغاني، ومثلهم من الباكستان ونيجيريا، وضعفهم من العراق، وحيث يترسب ويتبقى من كل زيارة أربعينية مليونية مئات الألوف من المستوطنين الجدد، ويشفط وكلاء إيران في ديوان الخراج الفارسي لصوص من أمثال الفياض والمهندس والعامري يختلسون المليارات لسحب رواتب ورواتب لأشخاص وجماعات، وصلت مخصصاتهم إلى ثلث رواتب وزارة الدفاع العراقية والأجهزة الأمنية، وضعت في مفردات الميزانية الحكومية على شكل تخصيصات، تشمل الرواتب والتجهيز والتسليح لهؤلاء المواعش، وخلفهم وأمامهم، يصطف فيلق القدس وقاسم سليماني.

وكما أن الحديث عن ميزانيات تحضير وتسفير وتسليح وإقامة الدواعش وكلفة تنقلهم بين سوريا والعراق ؛ فتلك قصة أخرى، ليست محسوبة على مخصصات زيارات وطقوس وولائم اللطم والمنادب الفارسية في العراق والشام؛ بل تدخل فيها حسابات كلفة السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة وأكاذيب مشاريع وهمية تنسب إلى تحت بند: ميزانيات إعادة بناء ما يهدمه هؤلاء وهؤلاء، في نينوى والانبار ودير الزور والرقة وحلب وإدلب ، فكلها تذهب كصفقات مشاريع وهمية تصب في جيوب حيتان الحرب الدائرة التي تقودها إيران على العرب.

في العراق تحتل ميزانيات المواعش والحشد الشعبي وتكاليف إيواء واستقبال ومخصصات الزيارة الأربعينية المليونية أرقاما مالية مفزعة لمن اطلع عليها، و تبدو في أرقام مالية فلكية، تتجاوز ميزانيات دول كاملة على كوكبنا الأرضي، حيث تنتقل الأموال بسيولة زئبقية عالية الكثافة واللزوجة.

وتحتل ميزانيات الصدارة في كل تلك النفقات المدورة والمختلسة نسبة كبيرة من رغيف خبز الشعب العراقي وتنميته ، وملياراتها المهربة تبيض في أرقام فلكية وتوزع على أعداد من ملايين الفضائيين من الدواعش والمواعش الذين تنقلهم أسراب الملائكة على أجنحتها عبر مركبات فضائية خاصة لتنفيذ “مهامهم وخدماتهم الجهادية في خطوط المقاومة والممانعة الإسلامية ” ، فتنزلهم من رحاب الفردوس السماوي إلى حيث الكواكب الأرضية التعسة، المبتلاة بهم وبحروبهم وفتنهم الطائفية .

في سوريا وحدها يتحدثون “عن ثلاثين ألف مقاتل داعشي، وعشرة آلاف من مقاتلي جبهة النصرة، من مائة وعشرين دولة، إلى جانب تواجد القوات الأمريكية والتركية والفرنسية والبريطانية، وتلك الأعداد القادمة من كوكبي زحل والمريخ، والتي هي في طريقها إلى سوريا جاءت مكبرة وملبية نداء الواجب المقدس ، يأتون من أقاصي مجرة درب التبانة، بالإضافة إلى مقاتلي ما يسمى بالجيش الحر، وكافة فصائل المحاربين المتمردين على النظام والذين تسلحهم كل دول العالم.. إلخ، فإن الآلاف العشرة الباقين من المقاتلين إلى جانب بقايا الجيش السوري هم سوريون من أصحاب الأرض!!” ، أما العراق فكله يأتي ملبيا لبيك ياحسين ويقاتل شعبه بعضه بعضا في كل المدن التي وصلها الزوار الإيرانيون.

كيف تتحدثون عن وجود أجانب ومرتزقة يقاتلون في سوريا ؟ كما يتساءل الصديق د. أسامة عكنان؟! في مقالة له، وبما عرضه من أرقام مفزعة تبدو للبعض ؟ .

وعن مقالتنا هذه نرجو أن لا تردوا علينا وتتساءلوا عن حقيقة تعدادهم في العراق وعن مواقع استعمارهم الاستيطاني في اغلب مدن العراق؟ ، فهم كــ “ضيوف الرحمن” وهم ” ضيوف الحسين” ؟ لهم امتيازات ومخصصات خاصة لزوار الحسين، ولهم حقوق استلام إتاوات وواردات جمركة تحت عنوان وميزانية حماية المراقد المقدسة ومن ميزانية الوقفين السني والشيعي أيضا؟ ، ولهم حقوق محاربي الإرهاب المدنس….؟.

تلكم المشكلة التي يكرس لها خطاب وحديث وكلام تبثه أكثر من 90 فضائية عالقة في سماوات فضائنا العربي والإسلامي، وتترجمها مبالغات ما يبث ويصور وينشر عن زيارات، لم تعد خفيفة على العراقيين وبلاد العرب والمسلمين، لزوار قادمون من بلاد فارس، وهم قوارض وجراد يلتهم كل ما يقع أمامه ، وهم ليسوا بتلك الخفة وقرب موعد الترحال أو العودة إلى بلادهم كما يظن بهم البعض .