7 أبريل، 2024 2:12 ص
Search
Close this search box.

زيارات المالكي والدعاية الانتخابية 

Facebook
Twitter
LinkedIn

شهدت الأيام الماضية زيارات ومبادرات ميدانية للسيد نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء وشملت موقع الظلال لتبديل لوحات تسجيل السيارات وهيئة التقاعد ومكان مقتل الصحفي الشهيد محمد بديوي ألشمري , كما أصدر توجيهات صارمة  لتخفيف الازدحامات في السيطرات المنتشرة في عموم العراق , وقد عدها البعض لأغراض انتخابية بينما وصفها البعض الآخر بأنها جاءت متأخرة وكان المفروض مباشرتها قبل هذا الوقت بكثير .
وبغض النظر عن دوافع وأغراض هذه الزيارات , إلا أنها أثبتت أهمية التواجد الميداني للمسؤول لكي يكون حاضرا لحل المشكلات ومعالجة الاختناقات , فقد غيرت المرور والجهات ذات العلاقة آلياتها في انجاز معاملات المواطنين بعد الزيارة كما إن هيئة التقاعد حصلت على موافقة فورية لإيجاد بناية جديدة تستوعب مراجعات المواطنين , وقد خففت زيارته من الشد الذي كانت تعاني منه منطقة الجادرية بعد مصرع الشهيد المقدور إذ تم نقل جثمانه إلى الطب العدلي وتسليم الجاني والمباشرة بالتحقيق كما إن الازدحامات انخفضت بالفعل في اغلب السيطرات .
ومثل هذه النتائج السريعة كان يمكن أن يشهدها المواطن ويستفيد منها بشكل كبير لو كان المسؤول حاضرا في الميدان , حيث شهد البلد غيابا شبه تام عن حضور المسؤولين وقد انتقلت هذه العدوى إلى أدنى المستويات القيادية بحيث أصبح حضور من هم بدرجة مدير عام  (على سبيل المثال ) محاط بإجراءات أمنية مبالغ فيها وغالبا مايكون الحضور أما شكليا ولا يستغرق سوى لحظات أو لأغراض إقامة الولائم ونحر الذبائح وتكريم غير المتميزين على سبيل المجاملات وكلما ارتفع مستوى أو مقام المسؤول الحاضر كلما ازدادت حالات الاستعراض ويكون الحكم على مدى نجاحها مقترنا بعدد القنوات والوكالات التي حضرت لتغطية ذلك الحدث بغض النظر عن انعكاسه على الناس ( عدا بعض الاستثناءات البسيطة ) .
وبدلا من أن يكون المسؤول عونا للمواطن فقد تحول في مواقف عديدة إلى عبء عليه لاسيما عند مرور مواكبهم في الشوارع حيث تمارس أقصى حالات المضايقات من خلال غلق الطرق وارتفاع أصوات صفارات التحذير أو بالسير بعكس الاتجاهات , وبذلك تغيب عن المسؤولين مشاهدتهم لمعاناة المواطنين لأنهم يصلون لأماكنهم بدقائق قليلة ويتعذر عليهم رؤية الناس لان زجاجات النوافذ مظللة وسيارتهم حديثة ولا تشعرهم بالتخسفات والمطيات , أما مقابلات المواطنين فقد انقطعت فاعليتها لأنها غالبا ماتؤجل بسبب سفر أو انشغال المسؤول أو عدم تلقي معالجات شافية بعد المقابلة بشكل اشعر البعض بأنها مضيعة للوقت .
ونقول نعم قد تكون زيارات المالكي لأغراض انتخابية فالله اعلم بالنوايا وقد تكون متأخرة بالفعل , ولكنها أعطت استنتاجا للمواطن وربما للمالكي ولبقية السادة الوزراء بان التواجد الميداني له فوائد عديدة واعتقد بأنه لو (ونشدد على كلمة لو) تم اختيار المالكي لولاية ثالثة فانه سوف لاينسى إن زياراته أثمرت عن أشياء مهمة وقد يدعو وزرائه لممارستها, ويقينا بان الزيارات تزيد من قيمة المسؤول ولا تنقصها وربما يكون التواجد الميداني المقترن بالعمل الصادق هي (الفيزا) التي يمنحها الناخب لتمديد خدمة المسؤول للدورة اللاحقة , ولكن المشكلة تكمن في عمليتنا السياسية التي تعطي الانطباع بان الاستمرار بالمنصب مرهون أحيانا برضا الكتلة التي ينتمي إليها وليس برضا الجمهور .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب