20 مايو، 2024 12:44 م
Search
Close this search box.

زوروا مقبرة وادي السلام …

Facebook
Twitter
LinkedIn

جراحات كثيرة المت بالشعب العراقي هذا الشعب الذي لم يشأ له الظالمون ان ينعم بالحرية ويتنفس نسيمها فمن احتلال عثماني الى بريطاني ثم ملكي ثم الجمهوري وباستثناء فترة الزعيم عبد الكريم قاس فان الحكم الجمهوري افضى الى اعتى دكتاتورية شهدها العالم الا وهي فترة حكم البعث المقبور حيث سعى هذا النظام البغيض الى زرع كل ما من شأنه تدمير البلاد والعباد فهو النظام الذي اسس ومنهج وكرس الطائفية واخذ بتميز بعض الطوائف على حساب ابادة وظلم طوائف اخرى . وهو نفسه الذي اسس الى طرق الفساد المالي والاداري والاجتماعي وحتى العشائري والديني فانشأ علماء دين من نوع وعاظ السلاطين وشيوخ عشائر من نوع المتملقين واستمر بسياساته الظالمة واقصاء مكونات تمثل اغلبية الشعب العراقي فأباد واقصى الشيعة وهجر الكرد وعمل على تغير ديموغرافية المنطقة الكردية .
وبعد ان من الله على العراق بالتغير وازيح صنم الطغيان في عام 2003 ووضعت الاسس الديمقراطية ورسمت الخارطة السياسية للعراق الجديد وشرعت القوانين وتم سن دستور العراق الجديد وصار لزاما ان لا يكون لحزب البعث مكان في العراق الجديد وشرعت لذلك قوانين وانشأت هيئة مستقلة سميت اجتثاث بهيئة اجتثاث البعث التي تحولت وبضغوط خارجية داخلية الى مسمى جديد سميت هيئة المسائلة والعدالة وتم ابعاد البعثين عن الواجهة السياسية والادارية .
وخلال هذه الفترة صار البعث المعارض للعملية السياسية ودخل حتى في العملية السياسية بوجوه ومسميات جديدة اسلامية منها وعلمانية ودخل البعث بواجهات ارهابية واترك وتعاون مع القاعدة وانصار الاسلام والنقشبندية واسس حركات مثل جيش محمد وانصار السنة واخذ يمارس اعماله الارهابية بوحشية يفتك بالصغير والكبير نساءا ورجلا كهولا واطفالا لم تسلم مدن العراق من دمارهم وخرابهم فسياراتهم المفخخة تحصد ارواح ابرياء العراق وكواتهم اصبحت الموت الصامت في شوارعنا واشاعوا كل صور القتل والدمار والفتك والتهجير وانجحوا مخططهم بلباس الطائفية المذهبية مستمدين تموليهم ودعهم من دول الجوار الطائفي ومن تركيا .
ولأجل ذلك شرع قانون مكافحة الارهاب او ما يسمى بأربعة ارهاب ومع سيطرة الحكومة  شيئا فشيئا وتمكنها من مسك الارض كما يقال في الاصطلاح العسكري وبعد ان فقد البعث والتكفيرين زمام المبادرة عادوا بنهج جديد وممنهج يخطط في دول العهر العربي والخبث التركي وهذا النهج قادة هذه المرة قادة مشاركون في العلمية السياسية وبلباس طائفي صارخ وفاضح وواضح وهذا الاسلوب تمثل في التظاهرات والمطالب الدستورية مطالبين بإلغاء اهم قانونين ينصفان الضحايا وهما الاجتثاث واربعة ارهاب وهذه المطالب في حقيقتها هي تحايل على الدستور والتفاف على العملية السياسية لإعادة العراق الى حكم البعث وترسيخ حكم الاقلية السنية على الاكثرية الشيعية ومن بعدها الكردية وكان هذا واضح من خلال شعارات المتظاهرين والتي حملت عناوين ” قادمون يا بغداد ” ” ولابد من عودة بغداد لأهلها ” ” الغاء الدستور الكافر” ….الخ من شعارات في مضمونها التفاف واضح على مبادئ الدولة العراقية الجديدة .
ان ما دفعني لكتابة هذه الكلمات هو ما رايته خلال زيارتي الى النجف الاشرف ومروري بمقبرة وادي السلام قبل ايام قلائل اذ رأيت وانا اطالع شواهد القبور ـــرغم كراهتها شرعا ــ اطالع صور لشباب بعمر الزهور ولشيوخ واساتذة جامعين واعلامين وقضاة ومحامين وأطباء ومهندسين ومن كل صنوف ورتب المجتمع ورأيت شواهد لعوائل كملة وسبب الوفاة واحد وهو القتل ظلما في عمليات القتل والتصفية الطائفية فلم يسلم من مفخخات الارهاب لا الطفل الرضيع ولامرأة المسنة ولا الشيخ ولا الشاب موت كان يوزع بالمجان يزرع الرعب في قلوب الامنين وكنت افكر في قرارة نفسي لماذا وباي ذنب يقتل كل هؤلاء ,المني جدا بالقرب من قبر والدي رحمة الله عليه رأيت شواهد قبور لعائلة كاملة من تسعة اشخاص من اهل ديالى قتلوا صبرا في دارهم وقد دفعني الفضول لمعرفة قصتهم ووجدت ان ايدي الارهاب دخلت منزل هذه العائلة الامنة ومارست معهم ابشع صور القتل الجماعي , المني حقا ما رأيت فأخذني  دافع المقارنة اقارن بين من يتباكون على القتلة في السجون العراقية وبين بكاء ذوي الضحايا فالمطالبون بإلغاء قانون البعث وقانون الارهاب اجزم انهم يستخفون بآلام الشعب العراقي ويتناسون الماسي التي يعيشها ذوي الضحايا ان النسبة الكبيرة للشهداء في مقبرة وادي السلام والتي تكاد تصل الى اكثر من نصف دفناء المقبرة لهي نسبة تهز كيان الانسانية وتعصف بدواخل الوجدان صور وماسي لمغدورين عانوا ابشع طرق القتل ليس لشيء فقط لانهم عراقيون شيعة احب الله واحبوا اهل بيته الاطهار .
انها دعوة من هنا اقدمها للأمم المتحدة لاعتبار جرائم القاعدة والبعث في العراق جرائم ضد الانسانية وجرائم ابادة جماعية وكذلك الدعوة لمنظمات المجتمع المدني للاطلاع على حجم الكارثة الانسانية التي تحل بالمجتمع العراقي لما تخلفه عمليات الارهاب من يتامى وارامل وحالات اعاقة , كذلك توجه الدعوة الى الحكومة العراقية لعدم الاستخفاف بدماء العراقيين والضرب بيد من حديد على كل من يدعم ويساند الارهاب اي كان موقعه ومنصبه , اخيرا توجه الدعوة الى قادة التظاهرات ان كان لديهم ضمائر ان يطلعوا على حجم هذه الكارثة وانصاف ذوي الضحايا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب