23 ديسمبر، 2024 12:12 م

زوايا مشرقة في زمن الاحتضار .. النحات عبد الحميد الزبيدي انموذجا

زوايا مشرقة في زمن الاحتضار .. النحات عبد الحميد الزبيدي انموذجا

الحياة رغم متاعبها وقسوتها احيانا لكنها جميلة ومعطاءة نراها في لوحة فنان أو في قصيدة شاعر أو في اي مجال من مجالات الابداغ الثقافي .. وفي العراق برز الكثيرين من المتميزين في المشهد الثقافي العراقي بل تجاوز المحلية الى العربية والعالمية . ومنهم الفنان عبدالحميد سعيد الزبيدي , – ولد عام 1957 في بغداد، – رئيس فرع النحت –معهد الفنون الجميلة- حتى عام 2001، – عضو جمعية التشكيليين العراقيين حاصل على الجوائز التالية جائزة الابداع في مجال النحت لعام ، 1999 –وزارة الثقافة والاعلام – الجائزة الاولى في النحت –مهرجان بابل الدولي 1998، عمل البورتريت لعدد من زعماء العراق/عبدالسلام عارف، عبدالكريم قاسم، نوري السعيد، الملك فيصل . ,هو نحاتا ورساما له بصمته الفنية كصاحب اعمال ونصب متميزة وتدريسي ناجح في معهد الفنون الجميلة
 نحات يصوغ لنا من الطين والحجر عناوين وقصص ..
النحت العراقي امتداد قديم لأرث حضاري واع ومثقف .. وشواخصه تدل على عظمة الانسان في هذا البلد ونبوغه وتفرده في تصوير الحياة بواقعية ملفته للنظر , من خلال اسلوب نحت الحركة والايمآة, وتكاد لا تخلو مساحة من العراق من هذه المصورات النحتية .. وهذا الفنان عبد الحميد الزبيدي مزيج مترابط بين الماضي والتجدد بين الحرفة والابتكار والفكرة النابضة , فنان استوعب فن النحت من خلال فهمه لفن التشكيل بكل قيمة حيث اللون والمنظور والمساحات والزوايا .. وهذا الترابط جعل من الزبيدي الفنان المتميز بمنحوتاته .. فهو يجعل لأعماله افق من فن اظهار الحياة فنرى اعماله تتكلم تسرد لنا عمقها الفلسفي ودورها الحياتي .. فيصنع التاريخ ويخلده .. اذا هو المخزون الحضاري المتدفق في روح هذا الفنان . وهو يقول انا اعتبر نفسي احد ورثة التراث الرافديني، الذي ينبغي عليّ ان أنهل من ينابيعه ولا اشيح عنه ابدا ً.. بمعنى آخر : كلنا امتداد لماضي قريب (مثله الحداثيون) وماض بعيد (مثله النحات الذي عاش في بلاد ما بين النهرين.) انجز في التسعينيات من القرن الماضي (نصب الاعمار) الذي تعرض بعض منه لحملة التهديم بعد الاحتلال .. فيقول عن هذا النصب وعن حادثة تحطيمه يقول: حل بيننا من يسعى بشهوة شيطان لتحطيم روحية ووجدان الفرد العراقي .. فحطموا ما حطمو !! لقد شاهد العالم عبر الفضائيات عمليات الهدم (مجزرة النُصب) التي طالت تماثيل وجداريات، شكلت مفخرة للنحت العراقي المعاصر ! ولكن هيهات، فالذي نهض بأبراج الزقورات عاليا، ونحت تماثيل الحضر العملاقة، وشيد بوابة عشتار وسائر القلاع التي ما زالت تتحدى الرياح وقرون التعرية .. لا يمكن لنوايا السوء ان تهمشه مهما إمتلكت من وسائل همجية. ,وما يصنعه اليوم داعش من تصرفات يندى لها جبين الانسانية في تحطيم الموروث التاريخي لنينوى ايضا لن يحذف حضارة امتدت الاف السنين
 . وهج من زمن جميل يزهو هنا بين شوارع بغداد ليعلن عن وجود جميل اخر اسمه فن النحت .. يمثله الان الفنان القدير عبد الحميد سعيد الزبيدي الذي تحدى كل الظلام واصر على ابراز ابداع العقل العراقي الثقافي رغم العتمة والهمجية التي حلت .. انه الفنان الذي يبني ويعمر ما يهدمه الاشرارمهما كانت تسمياتهم.