19 ديسمبر، 2024 12:10 ص

زواغيل السياسة.. شياطين برأسين!

زواغيل السياسة.. شياطين برأسين!

نتعوذ كثيرا عند ذكر الشياطين، وندعوا السماء ونقسم عليها برب الناس وملك الناس من شر الوسواس الخناس، لما يحمله من مكر وخداع، وطرق خبيثة وملتوية، لحرف الإنسان عن فطرته السليمة، وإيقاع البشر بشر أعماله الشريرة، مقابل ما تشيطن به بعض السياسيين أصبحوا تلاميذ إبليس، وأحيانا أساتذته، في المكر وخداع الناس.
تستحق أن نطلق على من يمارس السياسة، بفكرتها المطبقة اليوم، بشيطان ذو رأسين، لما صنعوه بهذا الشعب المسكين المستكين، ماكينات إعلامية تبث السموم يوميا، وتصور المشهد العراقي، على انه مستنقع غارق بالفشل والفساد، ولا حياة ولا أمل، حتى اقتنع أغلب هذا الشعب بأن الإصلاح أصبح من سابع المستحيلات، ووصل الحال بالفرد العراقي، أن يذم نفسه، دون أن يشعر، لتصبح جملة (أحنة متصيرلنة جارة) هي صفة ملاصقة لشخصيته، كما صورها الإعلام المخادع.
صناعة أزمة، وحلها من قبل نفس الجهة المسيطرة على المشهد العراقي، سيناريو يكاد يتكرر يوميا، من عدة جهات، تحاول تصدير نفسا للشارع، كقوة على الأرض، كما حصل في الآونة الأخيرة، أكثر من عملية اختطاف، مبهمة وممنهجة، وذات صدى دراماتيكي، شغل الرأي العام وتصدر المشهد، ثم انتهت دون معرفة الجهة التي تقف وراء هذه المسرحية، مثل اختطاف الناشطة والكاتبة (أفراح شوقي) وقبلها بفترة الناشط المدني (علي الذبحاوي) في النجف؛ هذا على مستوى قوى، أما على مستوى حكومة ودولة، فالسلسة تطول، والأفلام تنتج على الدماء أحيانا!أشبع العقل الجمعي بترهات، واتخم بعبارات، تقتل روح المواطنة، من خلال ضخ مادة إعلامية هدامة تبين سوداوية الوضع، وجانبه المعتم، كي تدفن روح الإبداع، وتشييعه إلى مثواه الأخير، لكن.. بين هذا الركام الهائل “وظلماوية” المشهد، يشع بصيص الأمل من بين تلك الأصابع المرفوعة، وهي تشير إلى علامة النصر، في جبهات الشرف، من أبطال قواتنا الأمنية بكل صنوفها العسكرية من جيش وشرطة وحشد واتحادية، مشاهد هي الأجمل في عراقنا الحاضر، ودماء رسمت بها صور المستقبل، بفتوى المرجعية الإنسانية العليا، المتمثلة بالراية المعتدلة والصفحة المنيرة من الإسلام المحمدي الأصيل، السيد السيستاني (دام ظله) خيمة العراق الشامخة.السياسة علم متطور، وهو بحر من بحور العلوم الحديثة، وذات تفسيرات معقدة، وفلسفة معمقة، ولها عدة نظريات وجوانب تشرعن بعضها وتستغفل الكثير، إن أصحاب المبدأ في هكذا سوق من المزايدات السياسية، هم الخاسرون دوما، والمتلونون إعلاميا هم أشرر خلائق السماء، فكلامهم الكذب ووعدهم خائن، وسلاحهم الخداع، و ذخيرتهم السذج من الشعب، وخزينتهم المتملقون، وشعارهم سوف…
كلامهم معسول، وغايتهم دنيئة، وأيامهم قليلة، ونواياهم رذيلة، يستغلون طيبة هذا الشعب، وجهله بهذا الجانب المغيب عنه على مدى نصف قرن تقريبا، فجاءت النتائج بما تشتهي سفن الفاسدين، وأسواقهم المبطنة بالنفاق والطائفية.. الانتخابات على الأبواب، وستنشط تلك البضائع الرخيصة، وتزدهر تجارة الضمائر العفنة، و الانتهازيين، وأصحاب المشاريع الطائفية والقومية والحزبية، كانت أولها هي تصريح البارزاني بإعلان انفصال كردستان إذا تسلم المالكي رئاسة الوزراء، سوق النخاسة السياسية أو الدعارة الحزبية، تعرض هكذا بضاعة.
الحلول كثيرة، وأقربها موقعا، وأسهلها تموضعا، هي ما ستفرزه صناديق الاقتراع، مسؤولية عظيمة تقع على عاتقنا جميعا، لتبيان خط المرجعية، وصوتها الصادق، ويحتم علينا الالتزام بتوجيهاتها السامية، لبناء غد مشرق، تحت مبدأ المجرب لا يجرب، واستبدال الوجوه الكالحة التي لم تجلب الخير للعراق، ومساندة الوجوه الطيبة التي تريد الخير لوطننا وشعبنا، نعم لوحدة العراق، نعم لغدا أجمل.