رغم كل مشاعر البغض والاستياء تجاه الخطاب الطائفي البغيض واللغة الطائفية المقيتة السائدين في عصرنا الحالي، ورغم كل محاولات إخماد نيران التعصب الطائفي وتفريغ الشحن الطائفي الخطيرين..ورغم كل دعوات أحرار العالمين العربي والإسلامي ونداءاتهم للترفع عن أُطر الفِكر الطائفي الضيقة والارتقاء نحو الأُفق الإنساني الإسلامي الرفيع الرحب والواسع..نجد الطائفية ماثلة في كل تفصيل وجزء من حياتنا اليومية، علنية أو غير علنية، ملموسة أو غير ملموسة؛ ونجد أنفسنا مضطرين إلى استعمال ألفاظ ومصطلحات اللغة الطائفية بين الفينة والأخرى، لا تماشياً مع الواقع المرير الأليم، ولا استسلاماً للظرف المقيت، وإنما عملاً على معالجة مشكلة التحزّب والاصطفاف الطائفي “المَرَضي” وعلى مبدأ الرد باللغة المفهومة والمستعملة، وبالسلاح ذاته!
منذ مدة تلقيت رسالة من شاب عراقي يسكن بغداد أسمه حمزة يحكي فيها:أنه شاب خريج جامعة ويعمل في النشاط الخاص لصعوبة الحصول على الوظيفة الحكومية وخصوصا وانه من المكون الطائفي(كذا),الشاب حمزة يختصر مشكلته بانه تقدم للزواج من شابة جامعية بعد ان تم التوافق النفسي والروحي بينهما بالاضافة الى علاقة المحبة والالفة,لكن الشابين اصطدما بحقيقة مرة عند التقدم الرسمي للزواج وهي انهم من مذهبين مختلفين,هذا الحقيقة صناعة جاهلية بامتياز,المهم الضحالة الثقافية لوالد الشابة وحدة ذكاء تفكريه المريض وخصوصا بعد ان عرف ان لا عيب بهذا الشاب العريس فما كان منه ان يوافق على طلب الشاب واهله ولكن قيد المضي بالامر بعد قراءة الفاتحة..بأن يتعين الشاب الخطيب حمزة في وظيفة حكومية…متحجاجا ان الوظيفة الحكومية تجعله مطمئننا على مستقبل ابنته,المهم كان طلب حمزة مني مساعدته بالزواج بمن يحب بعد ان اساعده علىالحصول على وظيفة لدى الحكومة!!؟؟بعد حصولي على عنوانه وعنوان خطيبته ارسلت بمن اثق به للتاكد من الحقيقة ومع” الاسف الشديد” كان الشاب حمزة “صادقا” بكل ما كتب في رسالته !!؟؟؟ .
النمط السلوكي الخاص بجماعة معينة من الناس يُعبرة عن وجود أساس فكري(سليما كان ام منحرف) له عندهم!! وهذا ما نلاحظه عند والد الشابة الذي خالف رسولنا الكريم محمد (ص) حين قال: ” إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ” وكان المفروض من ذلك الوالد ان يبارك هذا الزواج وخصوص ان يضيف قيمة وحدوية للشعب العراقي والدين الاسلامي حين يوثق اواصر المجتمع بالنسب والمصهارة
لذا قررت دعم هاذين الخطيبين بقوة لاحقق لهما “حلمهم السعيد” وتحركت من اجل الحصول على وظيفة حكومية لهذا الشاب,وبفضل نبل هدفي رزقني الله تعالى بموافقة احد الاخوة الوزراء على طلبي لتعين هذا الشاب(حمزة)ولذا سارعت لايصال الخبر له لادخل السرور على قلبه وقلب خطيبته وكذلك طلبت منه ارسال سيرته الذاتية,وحين تاخرت عن اتمام تعين الشاب لوعكة صحية المت بي والتي الزمتني ومازلت الفراش حتى اللحظة…أزعجني اليوم حمزة حين أيقضني من رقدت مرضي المزعج صباح هذا اليوم وحين رديت عليه سمعت صوتا منكسرا مهزوما!! حتى اني ظننت ان حدث جلالا قد الم به فصحت به ياحمزة قل ما عندك وبسرعة فاجاب حمزة:العفو استاذ سمعت ان الوظيفة الفلانية التي ابلغتني عنها لاصلح لها فقلت له ولماذا يا حمزة فقال العفو استاذ يكلون هذه للمذهب كذا وتعرف جنابك انا من المذهب كذا,فضحكت في علني لجواب حمزة وطمئنته وبكيت في سري كثيرا على الشاب حمزة وخطيبته وهذا الشعب المسكين الذي يراد له ان يفنى وبشتى الوسائل .
أقتراح للحكومة العراقية والبرلمان
وجع حمزة وخطيبته هو وجع الكثير من الناس في العراق اليوم,هذا الوجع ألقى في ذهني أقتراحا لو نفذ بصدق ننتهي من مشكلة الطائفية بالعراق وخصوصا “سنة وشيعة” والى الابد وربما تمتد لتشمل العالم الاسلامي كله…ولكن يا ترى هل يوجد من عقل في الحكومة والبرلمان العراقيين ليستوعبوا أقتراحي؟؟أتمنى ذلك من كل قلبي…..نص اقتراحي….أن تصدر الحكومة قرار تقول فيه: لكل شاب عراقي وشابةعراقية(ومن مذهبين مختلفين) ويودون الزواج تلتزم الحكومة العراقية لهم بتقديم الامتيازات التالية
اولا….منحة زواج مقدارها 25مليون دينار عراقي
ثانيا… قطعة ارض بمحافظة الزوج مع قرض عقاري او دار سكن
ثالثا…وظيفة حكومية للزوجين وحسب مؤهلهم الدراسي او راتب مقطوعا لايقل …… عن مليون دينار للعائلة في حالة عدم توفر الوظيفة
رابعا.. سيارة صالون حديثة بعد اتمام الزواج
خامسا اصدار هويات خاصة لهولاء العرسان واولادهم ويشملون برعاية خاصة من اجهزة الحكومة
سادسا يتم هذا الزواج تحت اشراف العقلاء من الجانبين ويدعمون من الدولة
الميزانية يخصص منها 23% لسفر وايفادات المسؤولين و40%منها لرواتبهم’زين ليش ما نمنح الحكومة والمسؤولين اجازة لمدة سنة بدون راتب ونخصصها لتنفيذ مقترحي السابق ولكي ننتصر على كل مشاكلنا وهواجسنا وللابد مسترشدين بقول الله تعالى: (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )) الروم : 21
ختاما لكم والى الشاب حمزة وخطيبته
لكم اقول: بعد توفيق الله أطمئنكم أن شعب العراق سيبقى موحدا واحدا ما دام يضم في ثنايا ترابه المطهر الانبياء والائمة والاولياء والصالحين والشهداء وأن كل مشاريع تقسيمه وتفتيته لن تمر وستنكسر بفضل تلاحم اهله جنوبا وشمالا وغربا وشرق…ولحمزة وخطيبته اقول معاهدا:بعد توفيق ربي والمخلصين من المسؤولين العراقيين انشاء الله سيتعين حمزة وسيبارك الله والعراقيون زواجكما باذنه تعالى وستسقط حجة من قال زواج مع وقف التعيين .