((عرس الجليلو)). وللتعريف هنا بمعنى هذا المثل، فأن (الجليلو) هو حشرة طيارة ومائية ايضاً ترافق الفيضان، اي في شهر نيسان من كل عام في الازمنة السابقة. و(الجليلو) عادة كان يتزاوج على سطح الماء. وما ان تنتهي عملية المزاوجة حتى يموت العريس!
اذ ان عمره لا يزيد على يومين في اكثر الاحيان. ولهذا ضرب المثل الشعبي (عرس الجليلو) على كل اتفاق سواءً بين عريس وعروس او اي اتفاق اخر متوقع له ان لا يدوم سوى ايام!
هذا المثل يصح ايضاً على ما جرى في اربيل مؤخراً حين زارها رئيس الوزراء تحت عنوان عقد اجتماع مجلس الوزراء فيها. وبعد انفضاض الاجتماع الوزاري التقى دولة رئيس الوزراء بفخامة رئيس اقليم كردستان، بعد قطيعة وحروب اعلامية صاخبة كان طرفها طاقم المالكي من جهة ورئيس الاقليم من الجهة الاخرى!
ما كنا نسمعه من طاقم المالكي المتخصص بالحروب الكلامية جعلنا نتصور بأن اي لقاء بين الزعيمين يعد مستحيلاً، واذا ما حصل افتراضاً، فأنه لا يتجاوز تبويس اللحى. وبعد ان سمعنا الكثير الكثير من الكلام غير اللائق بحق المالكي من بارزاني شخصياً وقليل اقل منه سوءاً من طاقمه (التعاركي)، يئسنا من ان تستقر العلاقات بين بغداد والاقليم مجدداً.
لكن، بعد حرب شعواء وشتائم وسباب كان يطلقها هنا في بغداد نواباً كل مهامهم الشتم والسب.. غير ان اربيل اختلفت عن بغداد في حربها هذه، اذ ان (فخامته) لم يكلف احداً بهذه المهمة وتولاها بنفسه!
والان وقد التقى الزعيمان، وظهرا امام الفضائيات احدهما يحتضن الاخر ويقبله.. هل بالأمكان تصفير الخلافات بينهما؟ اعتقد بأن الامر ليس بهذه السهولة. فالبارزاني يطالب بما هو غير معقول او مقبول.. والمالكي، حتى وان اراد، فأنه لا يستطيع ان يفعل ذلك لانه سيخسر كل رصيده! ولهذا ارى بأن المثل الشعبي (عرس الجليلو) مناسب جداً في وصف مستقبل العلاقات بين الصديقين اللدودين! وماهي الا مجرد ايام او اسابيع حتى تعود طبالة بغداد الى الساحة تصدح بلحنها النشاز.. اما في اربيل ففخامته وحده (خير) من يتولى هذه المهمة.