يبدو ان مسيرة ( الزواج الكاثوليكي ) قد إنتشرت هذه الإيام ، فبد ان أكد (هادي العامري) قبل عام مضى ان علاقته مع المالكي هي (زواج كاثوليكي) ، وجد السياسي العراقي السني اللعوب (جمال الكربولي) انه يساير توجهات(العامري) هذه الرغبة ليدخل في صفقات مع المالكي، أسفرت في وقتها عن انتخاب سليم الجبوري رئيسا لمجلس النواب، وصفقات أخرى مريبة تدخل في باب شق وحدة مكونات مايسمى بالمكون العربي السني، والحاق الضرر به ، وما حدث من محاولات تآمر استهدفت هذا المكون ومنها هيمنة داعش على محافظة الانبار احدى خيوط تلك اللعبة القذرة!!
والغريب ان جمال الكربولي هو (عراب عقد الصفقات) مع المالكي، وهو وان شن حملات دعائية ضد المالكي في بعض الفترات ووجه اتهامات كثيرة لحكومة المالكي في وقتها ودعا الى مقاطعتها ، ولكن كل هذه البيانات والتصريحات كانت من باب (ذر الرماد في العيون) للتغطية على محاولات تجري في الخفاء بين الكربولي والمالكي، لاضعاف قدرة قيادات المكون العربي السني على الحركة وعلى اتخاذ قرارات تخدم طموحات ابناء هذا المكون في مواجهته مع التحديات التي تحول دون حصوله على مطالبه المشروعة في ان يكون لهم وجود مؤثر في الحكومة والبرلمان وسلطة القرار!!
تابعوا كل تحركات جمال الكربولي مع المالكي، فهو في كل أزمة يتم تصعيدها ضد المكون العربي في فترتي المالكي والعبادي، يقوم بتحرك مضاد واللقاء مع المالكي منفردا خارج إرادة قيادات هذا المكون، وكانت هذه المحاولات قد ظهرت واضحة للعيان ابان أزمة احتلال داعش للانبار وفي فترة اختيار رئيس للوقف السني، بعد ان جرى الالتفاف على مقررات المجمع الفقهي العراقي ، وراح يروج لاختيار عبد اللطيف هميم رئيسا لهذا الوقف، بعد ان دفع الاخير (المقسوم) من ملايين الدولارات قربانا للكربولي وما قدمه له من خدمات في ممارسة لعبة ( الإغواء والتضليل ) لاغراء قوى مهمة داخل التحالف الوطني وبرلمانيين من اتحاد القوى لترشيح الهميم بالتنسيق مع المالكي واطراف مهمة في التحالف الوطني وكان للكربولي ماأراد بعد ان أدخل رئيس البرلمان سليم الجبوري في هذه (الصفقة) التي قيل ان مبلغها يسيل له لعاب الجبوري، فكان ان تحرك الاخير للسير بهذا الاتجاه لفرض الهميم على رئاسة الوقف السني خارج ارادة المجمع الفقهي العراقي الذي رفض بشدة اختيار الهميم، بل ورفض حتى الحديث معه عن هذا الموضوع واعتبره خروجا عن اجماع فقهاء هذا المجمع الفقهي المعروف بسلطته الوحيدة على من يراه مناسبا لهذا الاختيار!!
جمال الكربولي هذا، يبحث عن أية ( عظمة ) هنا او هناك، وهو يرتبط بعلاقة قوية مع المالكي الذي تكن له اطراف التحالف الوطني اعلى مراحل التصعيد والعداء ، وكذلك اطراف المكون العربي السني ، بينما يرتبط الكربولي بالمالكي بعلاقة وثيقة لم ينقطع حبلها منذ ان تآمر المالكي ضد مطالب المكون العربي السني وقضى عليها في محاولته لاخماد شرعية تلك المطالب، وما حصل بعدها من توغل داعش، بعد ان سهل لها المالكي دخول مركز محافظة الانبار، اما كل الاعيب الكربولي وسعيه للوقوف بوجه داعش فهي محاولات عقيمة لايمكن ان يقنع بها أي انسان بسيط ، لمعرفة الكثيرين بما آل اليه مصير الكربولي من ( زواج كاثوليكي) يهدف الى الحاق الضرر بمصالح المكون العربي السني، كلما وجد ان ( الغنيمة ) تأتي أكلها ويقبض منها الكربولي (عظمة) يسد بها فمه الأجوف، وهو لايتواني ان يكون (كلب حراسة) لكل من يريد ان يرضي غروره وشهوته للحصول على الجاه والثروة بأي ثمن!!