23 ديسمبر، 2024 8:18 ص

زواج فضيلة من فاضل ..عااااجل !! 

زواج فضيلة من فاضل ..عااااجل !! 

العَاجَلَ كما ورد في قاموس المعاني هو ما لا يحتمل التَّأجيل ،وخلافه آجل وفي مضمونه قال الشاعر العربي : أن يسمعوا ريبة مني طاروا بها فرحا … وما سمعوا من صالح دفنوا صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به … وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا ومعنى اذنوا ، اي عجلوا بإذاعة الخبر ونقله عاجلا غير آجل من دون تمحيص ولاتدقيق بتبعاته الأمنية والسياسية او مضمونه على سواء ، تاركين للمحللين والمراقبين – اموت على المراقبين الوهميين الفضائيين – والمتصيدين بالماء العكر فرصة الـ ” تمسلت ولا اريد ان اقول التمضر… احتراما ” بناء على معطيات مغلوطة وعقليات سياسية مشخوطة وعواجل اخبارية سابقة غير متزنة ولا مضبوطة !!بداية انطلاق الفضائيات العربية منتصف التسعينيات كانت العواجل توزن بالمثاقيل وتمر في رقبة طويلة كرقبة البعير قبل اطلاقها على الهواء مباشرة بالمانشيت الأحمرررر الشبيه بأفيشات افلام الرعب …اليوم وبما ان دوام الحال من المحال فقد تغير الحال واصبح زواج الأديبة المغمورة ” فضيلة ” من الروائي المطمور فاضل ، خبرا عاجلا !! وطلاق الآنسة بثينة من وائل العاطل ..عاجل !!اما عن وفاة او طلاق الفنانين فيستحق ايقاف البث المباشر ونشرة الأخبار الحية لإذاعة الخبر كونه يحقق قراءات اكثر من تلك التي تحصدها انباء قصف ريف دوما ومجاعة اليرموك ومجازر حلب ومآسي الفلوجة وو الالام بزيبز وصرخات النازحين وعذابات المعتقلين !!.ولايتناطح كبشان عربيان بشأن ان عواجل العراق هي الأغرب في العالم على الإطلاق …ففي الساعة الرابعة عصر الجمعة كان ” العاجل الأول اقتحام المتظاهرين اسوار المنطقة الخضراء …عاجل الساعة الخامسة مقتل واصابة العشرات من المتظاهرين …الساعة السادسة اقتحام مبنى مجلس الوزراء من قبل المقتحمين …الساعة السابعة انسحاب المتظاهرين ..عاجل الثامنة فرض حظر للتجوال في عموم بغداد حتى اشعار آخر …الساعة 11 غدا دوام رسمي وعلى الطلبة التوجه الى المدارس لأداء الأمتحانات النهائية !!مع ان السبت ..عطلة ، شكد حلو الأنضباط والألتزام بالدوام الرسمي والمواعيد في بلد عطله بعدد اعضاء مجلس النواب !!اما العاجل الفكري الذي جال في خاطري حينها فكان ” انت فين والثورة فين؟ …انت عارف قبله معنى الثورة ايه ” اذ لم اسمع يوما ولا حتى في جمهوريات افريقيا الوسطى بحكومة تسقط في كل يوم جمعة بعد اقتحام مقراتها وبرلمانها وطيران نوابها ووزرائها الى فنادق اربيل وعمان ولندن وطهران لتزاول – مناطحاتها ومناكفاتها ولا اقول نشاطاتها لأن لا نشاطات لها اصلا – كالمعتاد صبحية كل يوم سبت وبراءة الأطفال في عينيها مصحوبة بكليشة ( مندسون ، زامبيون ، دراكوليون ، عصفوريون الخ ) ، حتى ان بعضهم اقترح إلغاء عطلة الجمعة بفتوى شرعية لضمان عدم سقوط الحكومة خلال العطلة الأسبوعية ؟!لولا العواجل وتحليلاتها المتعجلة لأغلقت فضائيات يحسب لها حساب ابوابها من زمان ..ولولا العواجل وتحليلاتها المسلفنة الجاهزة احيانا على وفق السيناريو المعد سلفا لقضى ربع الصحفيين العاملين فيها ان لم يكن نصفهم بقية حياتهم وهم يقشرون البطاطا في كافتيريات شعبية كانوا يتناولون طعامهم في مطاعم فاخرة على حساب الخبر العاجل “….وكما قال صديقي احمد عاشور ” القنوات لم تعد تفرق بين العاجل والمهم او العاجل والجديد.. اي خبر ادهنه احمر واصرخ به في الناس” ‫#‏بإختصار‬ الخبر العاجل سقى بضع اناس شهدا …وهجم بيوت الملايين.اودعناكم اغاتي‪© 2016 Microsoft‬ الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية