22 ديسمبر، 2024 9:29 ص

دخلت عليّ فجأة , وهي ملتحفة عباءة سوداء فيبرز وجه أبيض يرسم مع العباءة لوحة  ليليلة قمرية نادرة تشع من عينين عسليتين لم أرَ مثلهما …. تسمرتْ عيناي على ابتسامة ووجه  مشرق طالباً منها  أن تعيد ما طلبت فرددتْ ولم اعرف ما أرادت لان سمعي سبق نظري وذهني فتشتت بين البصر والسمع والذهول ثم رحلتْ تاركة ليلة البدر كما لم اره من قبل واني على انتظار لعل البدر يعود … سألتها بنت من ؟ أجابت بنت أخت أم سجاد التي سألتها بعد حين عن هذه البنت فبينت إنها مطلقة لتسرد لي قصتها  إنها (ابنية فصلية) نتيجة خطأ أخيها بإطلاق النار من مسدس فأصابت الرصاصة صديقه بالشلل وبعد   الجلسة العشائرية طلبت عائلة المصاب  امرأة فصليه  فوقع الخيار على هذه البنت وبما أن المصاب قد شُلّ فتزوجها أبوه وبعد دخوله عليها كشر عن أنيابه ليطلقها ليكسر عين أهلها !!

بنت في ريعان الشباب بجمال أخاذ تساق بواسطة عرف وتقاليد مجتمعية سلبية إلى حياة مهانة بعدم رغبة منها وهي تنقذ عائلتها من دم يراق فما ذنبها ؟ .

زواج الفصلية أو زواج الدية عرف عشائري مازال منتشرا في عموم العراق. برغم تباين عادات العشائر الا انه بسبب ضعف القانون المدني وانتشار الجهل والتخلف بقيت هذه الظاهرة السلبية تطرق في مجالس الفصل العشائري واتخاذها وسيلة واداة لتسوية النزاعات العشائرية.

والمرأة الفصلية ضحية زواج الدم هذا، الذي ينص على تزويج إحدى بنات العشيرة المعتدية إلى الشخص المعتدى عليه أو أحد أقاربه بعنوان “الثأر” في أغلب الأحيان. وهذه المرأة تعيش خلال هذا الزواج حياة قاسية نتيجة تعرضها الى عدم الاحترام وجعلها تخدم عائلة الزوج ولا تحترم كزوجة بل تُسلب كرامتها وإن أرادت   الطلاق والانفصال تدفع العشيرة مبلغا ماليا كفدية لتحريرها وتنهي الخلاف مع عشيرة زوجها.
وجدير بالإشارة أن قانون مناهضة العنف الأسري في دستور حكومة إقليم كردستان العراق بمادته الـثامنة من قانون الأحوال الشخصية (56) لسنة 2011، ينص على عقوبة الحبس والغرامة على كل “من يرتكب عنفا أسريا جسديا ونفسيا أو من يُكره شخصاً آخر على الزواج، أو الزواج القسري أو ختان الإناث أو الزواج بالدية”

بينما لم يسن مثل هذا القانون من قبل برلمان بقية العراق ! قانون يشير بحزم الى هذه الظاهرة ليمنع في حال إقراره ما يعرف بـ “زواج الفصلية والثأر والملاحقات العشائرية”. كما أن علماء الدين والعقلاء والذين يصطحبون إلى مجالس الفصل العشائري  عليهم الدور في منع هذه الظاهرة وتبيان مدى الظلم الذي تتعرض له المرأة .  

يصادف اليوم الثامن من اذار هو اليوم العالمي للمراة.