16 فبراير، 2025 12:10 ص

زوابع مطار بيروت … ومكمن الخلل .!

زوابع مطار بيروت … ومكمن الخلل .!

اذ نبدأ هنا من وسط القضية , فإذا كانت الطائرة الأيرانية ” والتي تحمل ركّاب لبنانيين وسواهم ” والتي منعت سلطات مطار بيروت من استقبالها , وابلغت الجانب الأيراني بذلك من قبل اقلاعها من طهران , واذ كان سبب المنع يستند الى بعض المعلومات الأستخبارية – الوقائية , وكذلك شكوك اسرائيلية استباقية بوجود اموال ايرانية مهرّبة ” وربما بعض الأسلحة ” على متن تلك الطائرة وفي حقائب الركّاب المحمولة والمشحونة , فكان من الأحرى السماح و ” الترحيب ” بقدوم هذه الطائرة لتحطّ الرحال في مطار رفيق الحريري , واجراء عمليات تفتيش مكثّفة ومركزة على كافة الركاب وطاقم الطائرة وعلى ما تحمله في جوفها .! وبذلك يمكن البت في صحة المعلومات الأستخبارية الوقائية او عدمها , ومن ثم لتأخذ الأوضاع مجراها سلباً او ايجاباً , مع أخذٍ بأعتبارٍ مسبق دفع وزارة الأشغال والنقل اللبنانية لمنع دخول هذه الطائرة الى الأجواء اللبنانية , فلأنّ ملكيتها تعود الى شركة ماهان للخطوط الجوية الأيرانية , وانّ معظم اسهم هذه الشركة تعود للحرس الثوري الأيراني , كما انها تقع ضمن قائمة العقوبات الأمريكية ودول الأتحاد الأوربي , ومع ذلك فللسلطات اللبنانية لها حساباتها مهما كانت اتجاهات بوصلة هذه الحسابات .

إذ كان تصرّف او سلوك مناصري حزب الله لنهار يوم امس الجمعة في قطع الطرق المؤدية الى مطار بيروت ” عبر حرق الأطارات ” ومنع المسافرين اللبنانيين من دخول المطار وكذلك منع القادمين او الواصلين من الخارج من مغادرة المطار , كذريعةٍ احتجاجيةٍ غير مسوّغة على منع استقبال الطائرة الأيرانية , فإنّ قيادة حزب الله التي وجّهت بإطلاق او انطلاق تظاهرات العنف تلك, فإنهم على درايةٍ مسبقة بأنّ ذلك لن يرغم سلطات المطار او وزارة النقل على تغيير موقفها حول تلك  الطائرة .! ولا بدّ أن يشتمل هذا الأدراك مسبقاً لمدى الإساءة المباشرة لشرائح من المجتمع اللبناني ” ذات العلاقة بالمرور في مطار بيروت ” مع الإساءة الأوسع للدولة اللبنانية الحديثة التشكيل , بجانب التعرّض سلباً للرأي العام اللبناني والعربي …

لكنّ ما حدثَ من احداثٍ وحوادث لمساء امس الجمعة , فيختلف كليا وجذريا عما سبقه , فالمعركة المرسومة والمخططة مع رموز قوات اليونيفيل الدولية , والإعتداء بالضرب المبرح على نائب قائد تلك القوات ” المتواجد في مركبته العسكرية في منطقة المطار ” ومع حرق بعض عجلات اليونيفيل والأعتداء ايضا على بعض جنودها , فلا يمكن تفكيك وتفسير ذلك سوى أنّه معركة هوجاء لإسماع صوت قوات حزب الله ” المنكسرة ” على الصعيد الإعلامي والدعائي الدولي , ودونما مبالاةٍ لما يتسببه ذلك من احراجٍ شديد واساءة للدولة اللبنانية , بجانب التسبب من نفور لشرائح عدة من المجتمع اللبناني , وحيث توجهات العنف المبرمج لعناصر حزب الله في العاصمة اللبنانية لم تنته بعد , وربما مرشحة للتوسع والأمتداد الى ما هو اكثر سخونة , فإنّ اكثر ما يُخشى منه أن يقود ويؤدي ذلك الى افتراض إحداث مواجهة شبه مسلحة بين القوات اللبنانية وعناصر الحزب , وهو ما تتجنّبه كلياً الدولة اللبنانية وقيادة الجيش , ولا تترآى في الأفق الأرضي القريب أيّة آليّةٍ افتراضية لتراجع عناصر حزب الله عن وقف عمليات الشغب السياسي ” على الأقل ” للأيام القلائل المقبلة – وربما اكثر منها – , وكأنها اعادة اوضاع  لبنان الى الوراء .!

   في ” المؤخّرة ” فمسألة تهريب الأموال الى حزب الله لا تكون عبر الإرسال المباشر من طهران الى بيروت , ولا عبر طائراتٍ ايرانية مرسومٌ على اجنحتها علائم استفهامٍ وابهام , ولا حتى عبر مطاراتٍ وشركات خطوطٍ جويةٍ اخرى , إنّما ولكنما عبر الشحن البحري لسفنٍ وبواخر تحمل وتنقل مُعداتٍ  واجهزةٍ ثقيلة , ويجري تخبئتها بتقنياتٍ متطورة , اذا ما اُريدَ او يُرادُ ذلك مثلاً .!!