23 ديسمبر، 2024 12:21 ص

زهراء.. هل يمكن ان ينصفها الصدق وتحصل على لجوء !

زهراء.. هل يمكن ان ينصفها الصدق وتحصل على لجوء !

جمعتني مناسبة العيد بشاب عراقي مقيم في المانيا منذ سنوات وجرنا الحديث عن اوضاع العراق غير المستقرة التي جعلت منه بلدا طاردا لمواطنيه برغم ما يزخر به من ثروات طبيعية ومادية وبشرية تم استهدافها من قبل سياسيين بلا ضمير فسرقوا الثروات والا موال وخربوا الاقتصاد واستهدفوا المواطن حرمانا وقتلا وخطفا .. وقد اثار انتباهي قصة حزينة لعراقية ارملة شابة اسمها زهراء شدت الرحال مع شقيقها مصطفى وابنها اليتيم بعمر ست سنوات وغامرت بحياتها وحياة فلذة كبدها في عرض البحرلتصل بعد معاناة مريرة الى المانيا وهي واثقة من حصولها على الاقامة من دون عناء ولاتحتاج الى تاليف قصة كما يفعل البعض فزوجها استشهد بعبوة وحياتها وحياة ابنها مهددة وتعرضت للخطف .. غير ان مشكلة زهراء هو في تمسكها بقول الصدق من دون تزويق للكلمات او تمثيل وبقوة اراداتها وثقتها بالله .. وعبثا حاولت كما يقول الشاب اقناعها بضرورة الكذب احيانا وكما يقول المثل الشعبي عندنا ( كذب المصفط افضل من صدق المخربط ) ويبدو ان زهراء ينطبق عليها هذا المثل فكانت صدمتها ان من حقق معها في دائرة الهجرة الالمانية لم يقتنع بقصتها برغم انها تمتلك ما يثبت ذلك .. ربما ارتبكت فالكثير من العاملين في دوائر الهجرة ، وهم محقون في الغالب، يضعون الشك والشك والشك وفي احيان كثيرة يقتنعون بقصص ملفقة لكنها حبكت بشكل جيد ..
التقيت زهراء وهي مهندسة حاسبات مع ولدها عند عائلة عراقية وهي تكاد تخفي دموعها عند حديثها عن وضعها في العراق الذي اضطرها لترك عملها في وزارة الكهرباء وتتساءل بحرقة لتقول انا شابة شاء القدر ان يقتل زوجي بعبوه ولم يمض على زواجنا شهرونص واراد الله سبحانه ان يمتحن صبري لاحمل في بطني مولولد صار هو سلوتي ومسؤوليتي وقرة عيني ..وتضيف بحسره واجهت ظروف قاهرة وخوف لامثيل له من تهديدات وصلت الى حد الخطف واضطرار اهلي لدفع فدية لكن خوفي الاكبر كان على ابني اليتيم .. وبصراحة لاعرف سبب استهدافي وممن هل كون زوجي يعمل في الحرس الوطني ام لان شقيقه عمل مع شركة امريكية وسافر واستقر هو الاخر في احدى المدن الاميركية ام بسبب توجه والدي الوطني وكتاباته ضد المحاصصة والاحزاب الطائفية والارهاب بجميع انواعه ام لغرض الابتزاز المالي او كون شقيقي عمل في الصحوة ام لاني من الكاظمية واسكن مع عائلتي حي الجامعة .. لا اعرف سبب مباشرلكل ما تعرضنا له لكن كل الذي اعرفه ان حياة ابني صارت في خطر وعلي حمايته وتوفير مكان امن له فاخترت الهجرة مضطرة وانا التي رفضتها سابقا حيث كان بامكاني ان اقدم مع عائلة زوجي الذين تقدموا بطلباتهم الى السفارة الاميركية في بغداد وهم حاليا في اميركا .. كنت ضد مبدأ الهجرة وكنت مستعدة ان اتحمل الكثير غير ان الخطر عندما وصل الى ولدي كان قراري الصعب بالهجرة عن طريق البحر .. اختتمت زهراء حديثها وهي تكفكف بعض دموعها لتقول اليس النجاة في الصدق وها انا صدقت فرفضت !بل ان الطبيبة النفسانية تخبرها بان مظهرها لايدل على معاناتها والاضطرابات النفسية التي تعاني منها متجاهلة انها قضت سنتين في المانيا وبرغم صعوبة العيش في الكمب الا انها شعرت بالاستقرار النفسي بسبب الامان على حياة ابنها وحياتها وحياة شقيقها!فصورها القديمة عندما كانت في بغداد تظهر بعض المعاناة النفسيه وهي كثيرة وكبيرة على فتاة مثلها .
قصة زهراء واحدة من الاف القصص التي تحمل معاناة عراقيين ابرياء طلبوا اللجوء بحثا عن امان فقدوه في وطنهم .. اتمنى لزهراء الاستقرار والطمأنينة ورجوت اخيرا من الشاب العراقي ان يطلعني على ما سيسفر عنه الاستئناف الذي قدمته هذه الفتاة التي لا اعرفها لكني تعاطفت معها كونها تمسكت بالصدق فهل ينجيها اخيراً وتحصل على لجوء ؟ ! هذا ما ستجيب عنه المقبلات من الايام .. كما تمنيت على الشاب ان يطلعها على مقالي فهذا ابسط ما يمكن ان اقدمه لها من دعم انساني .