18 ديسمبر، 2024 5:49 م

حصل ذلك في الشهر الاول من عام الغبطة اللامتناهية ، فقد شهر احد الحوذية مسدسا من عيار 9 ملم واطلق عدة رصاصات طائشة على مجموعة من الحمير مرت مصادفة بالقرب من احدى الساحات العامة ، واصيبت الحمير بالهلع واعتبرت الامر نذير سوء اذ انها وكما يبدو كانت تسير في ملكوت الله غير آبهة بحركة المرور المزدحمة والصعود والنزول الارضي ، او هذا ماقيل في الرواية الرسمية للحادث كما دونها شرطي مرور يوشك على طلب التقاعد بعد ان امضى في الخدمة اثنان وثلاثون عاما ونيف وثمانية اولاد وست بنات .
اما الروايات غير الرسمية فهي روايات حمير ، اي ان كل واحد كانت له رواية بصدد ماحصل الا ان الحوذي لم يفتح فاه ولم يعبا بالصفعات والركلات التي وجهها اليه المارة الذين نزلوا من حافلات النقل الكبيرة وبعض العسكريين والعتالين والعاطلين عن العمل الذين يرتادون المقاهي الخمسة المحيطة بالساحة !!.
بعد عشر دقائق مسحوا به الارض ، اي ان ملامحه اختفت ، حلت محلها ملامح اخرى لفار اسود ، وسقطت من جيبه ورقة نقدية يتيمة ووصفة دوائية لامه العجوز وعدسات طبية تهشمت تماما ومن فمه اربعة اسنان علوية ومثلها سفلية ، والغريب انه نهض متوكئا على رجل عجوز يقف بالقرب منه وساله ببلاهة عما حصل ، فرد عليه العجوز بسؤال لم يبدو غريبا ، اذ ساله هل تناولت شيئا ما ؟ ونفى الحوذي تناوله المسكرات او الدجاج او اللحوم الحمراء ، لكن العجوز لم يصدقه طبعا وابعده عنه قائلا :
زمن ملعون واغبر
واصيب الحوذي بالرعب من كلام الرجل ومن الهتافات التي رددها سواق الحافلات وقد دعمهم رجال المرور وبعض الصبية وبدأ يرتجف ويسعل حتى بدى الامر وكانه نوبه هستيرية من السعال والارتجاف اذ ان ماحصل يشبه ماحصل في يوم الحزن من عام الغبطة ، او انه كان الثلاثاء السعيد 31-5-1966 ولكن احدى النساء نفت الامر وقالت لعله يشبه ماحصل يوم 1-1-1977 فيما قال المنجمون انه يوم 5-8-1999 وتوقفت الروايات .