23 ديسمبر، 2024 5:36 م

بدءا من حاوية سمير الشيخلي مرورا بنافورة قاسم وقوفا تحت ظلال شجرة صابر العيساوي وصولا الى صخرة عبعوب عاش البغداديون زمنا اعرجا لكنه اصبح كسيحا تماما بعد سقوط تلك الصخرة العجيبة على ساقه السليمة .. نعم كان اهل بغداد يمرون بأزمات ويعانون من حالات لكن امور مدينتهم شبه عادية ان لم تكن مساوية لعواصم اخرى كانت هناك مشاكل لكن هناك ايضا حلول تقابلها تاتي سريعا مرة وبطيئة اخرى ولم تتحول ضاحية مهما بعدت عن المركز الى مجمع للنفايات ومع ان الشيخلي كان دميما وقاسم نافورة قصيرة والعيساوي ذو (خشم ) عظيم الا انهم عملوا وتركوا خلفهم منجزا يذكرون به حيث لايرى منصف حاوية اوساخ الا وتذكر بوجع جملة (محبوبة سمير ) التي كتبها بغدادي ذات يوم تيمننا بالامين الشيخلي وماتبقى من نافورات تنشر رذاذها في الهواء في احد الضواحي التي لازالت تحتفظ ببعض بريق الماضي الا وذكرنا بالامين الغريق او المغرق قاسم اما نخلات العيساوي البلاستيكية التي لازالت تصارع الزمن وتنوء بحمل نشرات ضوئية لم يبقى منها الا اثارها وارصفته التي تصبح ( اكسباير ) كل درزن شهور فهي باقية شاهدا دالا على عصرا صابريا بلاستيكيا . لكن ماذا سيترك الوسيم لبغداد من انجاز واثار تدل على عهده وعليه وهو الذي اصبحت الفضائيات تتهافت على تسجيل اللقاءات والحوارات معه لما فيها من المتعة والطرافة والتسلية والزرق ورق سواءا كانت دبي او طوكيو او ذيل العجل ووسامته التي تحولت وباءا على بعض الدول ومنها ايران التي صرح هو شخصيا بان صبايا العاصمة طهران خرجن متظاهرات في الشوارع بعد لقائه بأمين طهران وظهوره على التلفاز مطالبات باستبدال امينهم برجل وسيم كأبي العباعيب والا لن يتركن الشارع ولو كنت مكان العبادي لقبلت مقايضته مع ايران بلوري (ركي ) خاف اطلب (سايبا ) ويبطلون .
اظن ان وسيمنا سوف لن يترك لبغداد بعد رحيله او مقايضته مع الايرانيين غير الشطحات والفلتات والوسامة والزرق ورق واكوام النفايات والفيضانات وطفح المجاري وانقطاع مياه الشرب والعكر والطسات وغيرها من المنغصات الا اللهم اذا شغل ماكنات الشفط واقنع بان كي مون وخليفة الدواعش باقامة مسابقة عالمية على غرار مسابقة ملكات الجمال تحت عنوان ( ملوك جمال الامانة في العالم ) وفاز بها هو حتى وان دفع نصف مخصصات الامانة من الموازنة وان لم يفز فستحتفظ بغداد له بصورة يضع فوق شعره (السرح ) سداره لايمكن لأحد ان يجروء ويقول عليها (مو حلوه او زرق ورق ).