تتجحفل القوات العراقية بكافة صنوفها وهي مكتملة العدة والعدد, بالقرب من بوابة محافظة الانبار غرب العراق, استعداد لاستعادة المحافظة التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإرهابية داعش, بعد مضي فترة طويلة بين كر وفر قبل ان تعلن قوات هذا التنظيم الإرهابي السيطرة على مفاصل مهمة من الانبار.
الى وقت قريب كانت قوات داعش, تتحرك بين مدينة وأخرى علها تزيح بعض الحمل الثقيل الذي تركت اثاره القوات العراقية واضحة على قوة وتحرك داعش, وتحركها هذا للمشاغلة واستعادة الانفاس وترتيب الأوراق, وربما كانت داعش ترغب بالتحاق المهزومين من جنودها الى خلفيات المعركة.
البيئة الحاضنة كانت حاضرة ولعبت دورا مهما وتكتيكيا في المعركة, بيد أن داعش ومتى ما استشعرت الخطر وحاولت درءه عنها لجأت الى بيئتها الحاضنة وحلقت اللحى وذابت مع المجتمع وبصور مختلفة منها على شكل نازحين ومنها على شكل رجال دين وسياسة, هذا ما يفسر لنا سرعة انتشار داعش في مناطق كانت تحسب انها آمنة, ولعل الإحصاءات تثبت لنا ذلك, فما هي قوة داعش على الأرض وما عدد جنودها؟
في وقت الحروب علينا البحث عن مشتركات, انطلاقا من المبدأ الذي يقول ” عدو عدوي .. صديقي”, ولادارة الصراع الذي نستطيع ان نقول عنه انه صراع عسكري وفكري, مع داعش, نحتاج الى إحصاء المشتركات ومعرفة أعداء داعش, وبالتالي نستطيع ان نخلق بيئة طاردة لهذا التنظيم, الذي عمل على تأسيس بيئة حاضنة له في مناطق كانت غير داخلة بحسابات الدولة, من الناحية الأمنية والأسباب ربما يطول شرحها.
قوات الحشد الشعبي, والقوات العراقية وبما تحمله من عقيدة وسلاح فكري, يدفعها لمواجهة داعش بقلب سليم وقوة دافعة كبيرة, لا يكفي للمواجهة, وان اثبتت التجارب قدرتها على النصر وهزيمة داعش, ولكن اذا ما تمت الاستعانة باعداء داعش من المناطق الساخنة ذاتها, سيكون الوقع اقوى والنصر حليف الحق.
ما يميز ويدعونا أيضا للاستعانة بابناء مناطق الانبار وصلاح الدين وغيرهم من المحافظات التي يسيطر عليها داعش, سببين لا ثالث لهما: انهم يعرفون جغرافية الأرض افضل حتى من البرنامج العالمي ” google erth ” والثاني انهم يرغبون بحماية ارضهم وعرضهم من دنس داعش وهذا سببٌ كافٍ لشحذ همم المعارضين من أبناء هذه المناطق وتجييشهم لطرد الدواعش من مناطق كانت تحسب انها بيئة حاضنة لها.
داعش عمل على تحشيد البيئة الحاضنة معه, وعلى الحكومة العراقية العمل على جعلها بيئة طاردة لداعش.