26 نوفمبر، 2024 10:11 ص
Search
Close this search box.

زمن العفاريت

عندما كنا صغار نلهو ونلعب بما يحلو لنا من الالعاب البدائية. لم يكن في حينها اي وجود للالعاب الميكانيكية او الالكترونية وكانت اغلب العابنا من الموروث الشعبي كان كل شيء يسير حسب وقته فوجبات الطعام محسوبة باوقاتها. فلايوجد في ذلك الزمان الوجبات السريعة المنتشرة مطاعمها في البلاد. لم نعرف طعم الحلويات بانواعها ولا العصائر او المرطبات الا ماندر من المشروبات الغازية مثل كي كولا وكنا نسميها كوكا. او المشن.. كانت الحياة بسبطة جدا والذي اوصلها الى هذه البساطة طيبة اهلها وصبرهم على فقرها المتقن وبردها القارص.. كل شي مختلف بين زمن السبعينات وماقبلها وزماننا الآن.. الا شيء واحد كان يخيفوننا فيه آبائنا واجدادنا بوجود عفاريت تسكن المناطق المهجورة. كنا نخافها وخاصةً في الليل الدامس نظن انها سوف تهجم علينا بأي لحظة. كبرنا مع مرور الايام ولم نرى من عفاريت الماضي اي خطورة ولم نسمع اونشاهد انهم هجمو على شخص او سببو الاذية لأي انسان او اي دابة في الارض..
ومع بلوغة عهد العصرنة الالكترونية ووصول الانسان الى التطور العلمي. والابتعاد عن كل المحرمات ظهرت علينا عفاريت العصر واصبحت تسكن المدن المتطورة بدلا من الاماكن المهجورة..
عفاريت نراها في العاب اطفالنا في جهاز الموبايل والحاسوب… عفاريت نراهم يسرقون قوت عيالنا جهاراً نهاراً… وعفاريت تظهر لنا على شاشات التلفزيون محملة بالاخبار السيئة… وغيرهم من العفاريت البشرية الذين يعيشون بيننا ولكنهم لايستحون او يخجلون من أحد. عفاريت لو كانو في زمن اجدادنا وعرفوهم لما اخافونا بهم…ان عفاريت اليوم ليسو من الجن كما كانت تخيفنا بهم خاروفات الآباء والامهات.انهم من بني البشر تجدهم احيانا في ابواب الدوائر الحكومية وباستطاعتهم انجاز اي معاملة بدقائق بسيطة وبطريقة عفريتية متقنه عن طريق الرشوة وبيع الذمم..او تجدهم في الاسواق وهم يبيعون سلعهم بطرق احتيالية غريبة..اوفي مواقع التواصل الاجتماعي ولديهم طرق النصب والاحتيال وتصوير شخص من اجل الاشهار به والطعن بسمعته..كل هؤلاء هدفهم وقوع الضحية البريء في شباكهم لتحقيق غايات دنيئة في نفوسهم المريضه..
نعم تتعدد العفاريت والخوف واحد…

أحدث المقالات