آخر ماقرأت من أخبار مفرحة عن المواطن العراقي أنه لايملك حظا” في أرقام السعادة بالمقارنة مع باقي عباد الله المؤمنين والكافرين وحتى الملحدين ،فهو (العراقي) أتعس خلق الله، وعلى منوال آخر ماقرأت ،فأن آخر ماأتضح من خريطة أعداء المالكي هم شريحة المحاميين ،ومن المؤكد أنهم لن يكونوا آخر الأهداف من الأعداء.
حضرت في العام الماضي الحفل الذي أقامته نقابة المحاميين في العراق ،وعلى خشبة مسرح الأحتفال ظهر (النقيب الركن) للنقابة ملعلعا” أن النقابة لاتتشرف بحضور المالكي الى هذا الأحتفال لأنه رفض تلبية دعوتها ،ثم شكر أيما شكر حضور طارق الهاشمي الذي ألقى كلمة رنانة في ذاك الحفل مع أن جميع المايكرفونات قد تعطلت حال ألقاء نائب الرئيس (سابقا” )والأرهابي حسب قناعة المالكي (حاليا”) كلمته .في هذا العام (وكان الحال أفضل طبعا”) أذ أنعقد مؤتمر النقابة في فندق الرشيد لأن المالكي قرر الحضور .
تفاجأ الجميع وأنا منهم أن النقيب أمتدح المالكي واصفا” أياه بمعالي دولة رئيس الوزراء وأنه كذا وكذا وكذا وكانت آخر (كذا) أن معاليه لم يتدخل في أنتخابات النقابة لأن(معاليه) لايعرف موعد أنتخابات النقابة (كما بررها نقيبنا) ،وردا” على تلك (الكذا ) الأخيرة كان جواب الحاضرين على توصيف النقيب أن المالكي لايريد أن يحشر (نفسه) في خلاف جديد مع تيار مقتدى على أعتبار أن النقيب أحد رموز هذا التيار !
المالكي بدأ في كلمته غاضبا” على المحاميين (والنقيب يضحك) واصفا” أياهم بالمدافعين عن المجرمين ،وقد تناسى (معاليه) أن موجبات القضاء توكيل محام عن كل متهم حتى تثبت براءته أو تتحقق جريمته .
بعد الكلمة الصارخة علمنا نحن جماهير المحاميين أن البعض منا أصبح هدفا” لمحاكم المالكي وقواته الغاضبة على الناس ،وفعلا” لم تمر أيام قليلة حتى داهمت الفرقة (الماسية) التابعة للمالكي محكمة الجنايات وأعتقلت أحد المحاميين من داخل المحكمة وبنفس التهمة المعروفة (الآرهاب) ،كلنا نعرف أن القاضي الذي أصدر هذا القرار ولكن لانريد أن (نقلل) من قدر مهنتنا وعملنا القانوني ولانريد من هذا الأعتبار أن نذكر أسم القاضي حفاظا” عليه ولانريد أن نذكر أسم زميلنا المحامي خشية عليه ونترك الموضوع لقادم الأيام .
نقول أن المحامي في العراق مبتلى من سلطة الدولة ومن مجلس القضاء الذي يسمونه بالأعلى ،مبتلى بأوامر ونواهي وتعليمات تجعله والمتهم على حد سواء ،المحامي مبتلى بقضاة (البعض الكثير) جهلة لايفقهون ،الدليل على كلامي حلقة ملفات قانونية من على قناة العراقية هذا الأسبوع والخاصة بجريمة الأحتيال في تحرير الصكوك إذ تخاصم القضاة الثلاث وضاع المشاهد ومقدم البرنامج ،محامي صديق علق على تلك الحلقة بأنها كانت مخصصة للحديث عن (الأيمو).
نعم المحامي مبتلى حينما يراجع المحاكم بكافة أنواعها ،الدوائر مختلف أختصاصاتها ،حمايات القضاة (من صوب) موظفي الدوائر العدلية (من صوب آخر) عليكم أن تتصوروا بأن توجيهات مجلس القضاء الى موظفيه (لاتنطون وجه للمحامي) المحامي محتار بكم هائل من الممنوعات ،في أحدى دوائر الكتاب العدول ببغداد ممنوع على المحامي أدخال هاتفه الجوال فيما لو كان الهاتف (أبو الكامرة)؟؟فعلا” عجيب أمور غريب قضية ومع ذلك يقولون أن المحامي هو القضاء الواقف ؟وعلى ذكر هذة التسمية فأن نقابة المحاميين تصدر صحيفة بنفس الأسم ومجلة أسمها المحامي الجديد يشرف على أصدارهما (((كوادر أعلامية))) من داخل النقابة ؟؟؟؟
زبدة الكلام أخوتي وزملائي المحاميين ،أقول أنتم في خطر والسبب معلوم ،أبعادكم عن الأبرياء القابعين في زنزانات المالكي ، أبعادكم عن كلمة الحق التي يجب أن تقال ،صحيح أن نقابتكم تخلت عن الكثير منكم وهم في سجون الظلام لكنكم صوت الحق وبه تحمون العدالة من الأنحراف ، تذكروا أن الكثير من القضاة الفاسدين الذين يتخذون من فندق الرشيد مقرا” لأصدار أوامر ضدكم بأمر المالكي، وتذكروا أن النقيب الركن للنقابة لايعرف واجبه الحقيقي لينجرف مع غيره في تبديل الحمايات والعجلات المصفحة والبدلات الفارهة وتحول الى صوب المنطقة الخضراء مرددا” مع ببغاوات هذا الزمان (نعم لمعاليكم).