23 ديسمبر، 2024 4:51 م

زمرة  المالكي الفاسدة تركة العبادي الثقيلة

زمرة  المالكي الفاسدة تركة العبادي الثقيلة

الفاسدون كالفطر العفن ينبتون حيثما وجدت الرطوبة  ,  ويتكاثرون  كالجراثيم المُعدية  , سريعوا العدوى للآخرين لأن  منطقهم يقول من لا يقف بصفك عليك القضاء عليه . لهذا آفة الفساد  تنمو سريعا ولا تجتث بسهولة بسبب  بيئتها الحاضنة المبنية على أساس المسؤولية والولاء والدخول تحت جلباب السلطان وكلما كان المسؤول رفيعا( ليس في خلقه بل بمنصبه) زاد العدد وقلت المحاسبة,  بل انعدمت .
 لقد أسس حكم المالكي فسادا غريبا على الدولة العراقية بل غريب على العالم بأجمعه , فحكومات الدول  ما أن تشعر بفساد سرعان ما تطوق المكان وتتخذ الإجراءات التي من شأنها مسك جميع خيوط اللعبة وإشهار ذلك بالصحف ووسائل الإعلام وتقديم المعنين للمحاكمة . ولأن السراق هناك يعرفون حجم الضرر الذي  يسببوه لأحزابهم وإداراتهم يقدمون إستقالاتهم ويبتعدون عن الأجواء الإعلامية والضوئية  .
 في عراق المالكي الديمقراطي حسب ما كان يُصرح ويشيد بتجربته البائسة وكأنه جاء بها  خارج الإطر البرلمانية المعروفة عالميا . كان  يضع القانون في خدمة السراق ويجعل منهم حاشيته وبطانته ويدافع عنهم بلا خجل ,وإذا ما فاضت روائح السرقة ينقل دعاواهم لقضاة من نفس الطينة , ويلاحق المتكلمين عليهم  بعد يسميهم مثيري الشغب ويتهمهم  بالخيانة  , بعد  أن يلصق بهم من الفصات والنعوت ما لم نسمع به من قبل . في سابقة خطيرة قدم مغريات لمصر من أجل غلق فضائية البغدادية  كل ذنبها  أنها كانت تفضح ملفات فساد الدولة العبقرية . وبالمقابل فتح قنوات ووسائل إعلام
 ومكاتب تسويقية للرد على من لا يغني بسربه .
 وبعد إنكشاف أمره عالميا وعربيا ووطنيا ودينيا أبى أن يغدر الكرسي إلا بعد أن أدخل البلاد والعباد بمأزق تجمع كل العالم وما زال يقول دهاقنة السياسة نحتاج  من ثلاث  إلى عشر  سنوات حتى ندحر داعش .
  لقد  فعل  ذلك كي يشغل من جاء بعده ويجعله غير قادر على إثارت ملفات فساد بحجم العراق لأنه ليس هناك من مرفق ما نبت فيه فطر الفساد ورعته حماية المالكي  . ولعل الجديد في رفاق المالكي وزبانيته الذين بقوا على مناصبهم وربما بمناصب أكبر بحكم العملية السياسية الوسخة وكما تثير وسائل الإعلام ويصرح الساسيون وتؤكد لجنة النزاهة في البرلمان وتذهب إلى حل ما يُسمى اللجنة العليا لإغاثة النازحين المرتبطة بشخص نائب رئيس الوزراء صالح المطلك لوجود شبهات فساد , ويصرح مشعان الجبوري وهو أول مستفيد من عقد كرفانات اللآجئين بأن المطلك وجماعته مشتركين
 بصفقات فساد من أموال النازحين .
سرقة ما خصص للنازحين , هؤلاء المساكين الذين تهجروا وظلموا وفقدوا البيت والعمل وتحويشة العمر ونزحوا من بلد لبلد ومن أرض لأرض تمتد أيدي الفاسدين لسرقتهم , السرقة سرقة كبرت أو قلت , ولكن أن تسرق من مُهجر ومسروق وأن تطاوعك نفسك على حرمة مال لبشر ليس لهم من مأوى غير الجحور فتلك مصيبة .
 هؤلاء الفاسدون تمسخت شخصياتهم حتى ما عادوا يأبهون لأي انسان كان وكيف يخافون إنسان وهم لا يخافون الله على عظمته.  إن كل الذي جري في العراق لم يمر بخاطر أحد , خذ مثلا أغلب سكان الموصل والأنبار وصلاح الدين وجزء من بابل وبعض مدن ديالى  تركوا كل شيء وهاموا على وجوههم  من أجل سلامتهم  ولم يحرك المجتمع العراقي لا حكومة ولا شعبا ما يعوضهم بعض ما فقدوا ليس للتكنيز بل لسد الحاجة الآنية . ونحن نضحك على أنفسنا ونقول نحن شعب الحضا رات , أي حضارات ونحن لا نرى ذرة من وهج تلك الحضارات في سلوكنا وتعاملنا ؟ .
في مصر الآن الدولة  تحاول الإسراع بالبناء لأن فساد مبارك وأولاده وحاشيته  ومحمد مرسي وحزبه أفلسوا الدولة وأفقروها ,  يمد الخيرون أيديهم من الجنيه وما كثر  لنصرة  مصر. والنماذج بالملايين بدليل أنهم في غضون أيام جمعوا ستة مليون جنيه . عائلة واحدة من الذين يسمونهم ساستنا كفرة لأنهم أقباط ,  ومالهم مال حلال من خلال مشاريعهم وإستثماراتهم تبرع السيد نجيب ساويرس أحد أخوة أربعة  بمبلغ مليون جنيه لأسر شهداء سيناء , وتبرع الأخ الآخر سميح  بمبلغ 350 مليون جنيه بمشروع بناء وحدات سكنية لذوي الدخل المحدود ,  و بمليار جنيه لصندوق تحيا مصر, ولهم
 مشاريع إنسانية عديدة فهم يمولون مؤسسة مجدي لأمراض سرطان الاأطفال , وبناء ألف مدرسة لأطفال الشوارع والعشوائيات , وإرسال العديد من المتفوقين الفقراء خاصة أبناء الفلاحين والعمال للخارج لتكملة دراساتهم الجامعية بمشروع يمتد لعشر سنوات , وتهتم الأم ببناء ملاجيء وبيوت للأيتام . تلك حملة يقودها الرئيس السيسي لإعمار مخلفات مبارك الفاسد , وسياسيو العراق حفاة الأمس ومتسولي ما قبل  2003 تمتد أيديهم لما يخصص , ويشترون بقوة الشعب المسكين عقارات وفلل في أرجاء الدنيا .  ماذا تقولون لله  غدا يا شيطان جهنم !؟.