يعاني المشهد العراقي اليوم من فراغ سياسي نتيجة تعليق كتلة العراقية اعمالها في الحكومة والبرلمان، وانكفاء التحالف الكردستاني وراء مشاكل اقليمه مع الحكومة المركزية وربما “زعل”جلال طالباني،رئيس هذا التحالف الحزبي على اسلوب ادارة رئيس الوزراء لملف ازمة نائبه طارق الهاشمي علامة مضافة على هذا الانكفاء حيث يمارس طالباني صلاحياته من السلميانية وليس من العاصمة بغداد، يضاف الى معالم هذا الفراغ تضارب المواقف داخل كتلة التحالف الوطني بما يعني ان دولة القانون لها موقفها من الازمة الحالية للهاشمي وما يلحق بها من خلافات حول تطبيق اتفاقات طاولة اربيل المستديرة وربما وللائتلاف الوطني موقف وايضا للتيار الصدري موقفه ايضا.
كل ذلك ادى الى حدوث فراغ سياسي واضح في ادارة مؤسسات الدولة لاسيما بعد ان انتقل الحوار ” الايجابي” بين الكتل البرلمانية الى حوار ” بالمفخخات” والخاسر الوحيد في كل ذلك هو المواطن العراقي الذي ما زال ينتظر تطبيق هذه الكتل البرلمانية وعودها الانتخابية ، في ابسط مظاهرها لتوفير الخدمات والبطاقة التموينية والوظائف لمحاربة البطالة والامال المعقودة على امكانية توفير الكهرباء لساعات اطول مما هي عليه الان .
ولم تنجح هذه الكتل الفائزة باصوات الاصابع البنفسجية في الانتخابات التشريعية في مارس من العام الماضي من ابناء العراق الذين ثكلوا بجرائم الارهاب في الخميس الماضي وكأن المتاجرة بدماء الشعب تعني الثبات على كراسي الحكم لهذا الحزب ولتلك الكتلة ، فيما كان الجميع يتحدث عن اهمية الاحتفا ء بما عرف ب” يوم الوفاء” يوم خروج الاحتلال، واخذت التهم تتقافز في الهواء حول من بدأ “جريمة” التضاد والتضارب في تعكير الاجواء السياسية التي لم تكن صافية جدا ، وسرعان ما تحولت الى زمجرة وغضب اذكت النار تحت رماد الاختلافات التي تدحرجت من تاسيس مجلس الحكم وحتى الان.
واذا كانت الحكومة موجودة فعلا فان الدولة كمؤسسات لم تظهر في خضم الفوضى الخلاقة للديمقراطية التوافقية ، وانتهت الى نموذج من المحاصصة المقيتة ، فلا التحالف الوطني باستطاعته تشكيل حكومة ” تنكوقراط” بالتحالف مع اي تكتل برلماني سواء من الاكراد الرافضين لغير المحاصصة نموذجا في حكم الدولة ، او العراقية التي تريد تلبية شروطها من الجميع ، ومع كل حالة فراغ سياسي تشتد فيه الخلافات تبدأ الكتل بتطبيق سياسية “تبويس اللحى” لتهدئة الامور واعادة اظهار الحكومة بموقف المسيطر على الاحداث، فيما الفراغ السياسي يتواصل في تدحرجه نحو الامام ضمن سياسة المحاصصة الطائفية والعرقية عسى ان تكون الانتخابات البرلمانية المقبلة نهاية متوقعة له .
[email protected]