14 أبريل، 2024 3:32 م
Search
Close this search box.

زمان ياوطن

Facebook
Twitter
LinkedIn

قديما على مانذكر في الأيام الخوالي كان (أبو إسماعيل ) وهذا لقب المنتسب لجهاز الشرطة آنذاك يدور بلباسه المعتاد بين كثير من القرى و الأرياف ,رجل مهاب لايتحدث إلى من هب ودب ,بل كان يختار وينتقي من يتحدث إليهم ,وهم رؤوس القوم ووجهائه ,كان يعطي أوامره والناس تنفذ سمعا وطاعة ليس بالضرورة الخوف من هذا المسمى (أبواسماعيل) أوضعفا من رؤوس القوم أو وجهائه ,بل على العكس إنما كان شيخ القبيلة يمتلك من القوة والرغد والجاه ما لايمتلكه غيره ,وان (أبو إسماعيل) كان من عامة الناس وربما لايمتلك دارا تأويه من برد الشتاء وحر الصيف ,إلا إن القانون الحقيقي كان ماثلا للعيان وفي أبهى صوره متجليا للطرفين قوة ومنعه, لايستطيع الأول الذي يمثله أن لا يأمر, ولإذاك الثاني أن لايستجيب وفي رؤيتهما المشتركة على البساطة وفي أقل التفكير عند العقل البشري عندهما أنهما كل في موقعه وحرمته لايجوزأن لا يحتكما إلا إلى كليهما, لذا سارت جموع الناس بسلطة القانون وهيبته وتنفذ العدالة في أكثر مواقعها على الرغم من السلبيات هنا وهناك ,مثل العوز, والحرمان ,والفاقة والجهل وكثرة الأمراض (غير الأمراض السرطانية التي انتشرت في بقاع العراق بفعل اليورانيوم المنضب …) كان الأوائل يتحدثون لنا ورأينا بأم العين أهمية القانون والعاملين به .أردت من هذا أن أصل إلى نقطة معينة يدركها الجميع أن نظرية القانون  وتطبيقه لم تلغ من بطون الدساتير والكتب ,وهي باقية لابل زاد المشرعون عليها كثيرا من التشريعات ,إلا إن الخلل يكمن في تولي الناس والصعود إلى منصة تنفيذ القانون حيث يقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة), حينما قبلنا أن يتولى الأخرس وزارة اللغة,  والأعمى شاهدا على الجريمة, والبصوان وزيرا للصافرات ,والحمال وزيرا  للمسقفات , وبائعة الهوى وزيرة للنوايا الحسنة والعلاقات فوق العادة, والأمثال تضرب ولا تقاس مع احترامي الشديد لكل المهن الشريفة وتقديري الخالص لأصحاب العاهات وندعوا (الحمد لله الذي أنعم علينا وفضلنا على كثير ممن خلق) لكل هذا انتهى قانون المسميات في عراقنا (الجديد) ,عراقنا الجديد في كل شيء, العراق الذي اتحد فيه الذئب مع الجزور, وتساوى فيه لحم الخنزير مع لحم الغزال,  والأمثلة كثيرة وكثيرة ,لكل هذا فشلنا في تطبيق أبسط القوانين, وفشلنا في ترجمة بناء الدولة وفق المعايير المهنية الحرفية للدولة الصحيحة, وسنظل على هذا إن لم نفق على ما نحن فيه ,واعتقد يتفق معي جل الجمهور المتعطش لعراق خال من فوضى ما تركه  الاحتلال ,والخراب والأجندة ,والمال السحت ,والإقصاء ,وليالي الضحك على الذقون واعتقد هم يرددون معي الله الله الله في العراق أرضا وشعبا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب