زلزال الحدود العراقيه- الايرانيه … ماسبب تباين الخسائر في الجانبين؟

الزمان: الساعه 9 و 18 دقيقه و 18 ثانيه.
المكان: 32.2 كم جنوب مدينه حلبجه وبعمق 19 كم تحت سطح الارض.
الشده: 7.3 على مقياس ريختر. تم الاحساس بالهزة الأرضية في عموم العراق و ايران ووصل التأثير إلى دول الكويت والإمارات العربية المتحدة. بينما شعر سكان دير الزور والحسكة بسوريا بالزلزال بشكل طفيف.
ألخسائر:
العراق: تم تسجيل 10 وفيات و 430 جريح حسب بيان جمعيه الهلال الاحمر العراقيه اضافه الى خسائر ماديه تراوحت من سقوط مناره جامع في خانقين الى انزلاقات في الجبل المجاور لسد دربندخان اضافه لتصدعات في عده بنايات طالت العديد من المناطق وصولا لبغداد العاصمه.
ايران: أعلنت السلطات الايرانيه عن مقتل 474 شخصاً وجرح حوالى 9388 آخرين معظمهم في مقاطعة كرمانشاه غربي البلاد المتاخمة للعراق اضافه لتهدم العديد من المباني و المنشات في مدن و قرى غرب ايران .
السؤال: لماذا حصل هذا الفرق في الخسائر؟
***********
تعرف موسوعه الويكيبيديا الزّلزال أو الهزّة الأرضية على انها ظاهرة طبيعية تتسبب عن اهتزاز او سلسلة من الاهتزازات الارتجاجية للارض والناتج عن حركة صفائح قشره الارض الصخرية ويسمى مركز الزلزال “البؤرة”. يتبع الزلزال ارتدادات تدعى أمواجا زلزالية، وهذا يعود إلى ازاحه الطبقه الارضيه المسماه بالصفيحه وتحركها بسبب تراكم إجهادات داخلية نتيجة لمؤثرات جيولوجية و فيزياويه مرتبطه بباطن الارض و تحصل الانشطة الزلزالية في مناطق التقاء حدود الصفائح الصخرية المكونه لقشره الارض.
تقاس الزلازل بمقياس رختر من 1 إلى 10، حيث ان شده زلزال من 1 إلى 4 قد لا تحدث أية أضرارلكن يمكن الإحساس به فقط. اما اذا كان الزلزال بين 4 إلى 6 فانه يسبب اضرار متوسطة للمنازل و البنايات.كما ان الزلازل التي شدتها من 7 إلى 10 فتعتبر زلازل ذات شده قصوى حيث باستطاعه هكذا زلزال تدمير مدينة بأكملها وحفرها تحت الأرض حتى تختفي مع أضرار لدى المدن المجاورة لها.
من ملاحظه التباين الكبير في حجم الخسائر التي حصلت في ايران والعراق يتساءل الناس عن سبب هذا الفرق الكبير بحجم الخسائر خاصه الوفيات والاصابات البشريه.
ان التكوين الجيولوجي لغرب ايران والذي يدعى (منطقه زاكروس) هو عباره عن سلسله جبال صخريه وهي المنطقه الجبليه الممتده من بندر عباس جنوب كرمنشاه والتي تستمر على طول الحدود مع العراق. تعتبر منطقه زاكروس هي الحدود الشماليه الشرقيه لطبقه قشره الارض المسماه (بالصفيحه العربيه) والتي تلتقي في هذه المنطقه (بالصفيحه الايرانيه) واتي تمتد من ايران وافغانستان وجزء من باكستان.
اما بالنسبه للعراق فان الوصف الجيولوجي لسطح العراق يتراوح بين سلسله جبليه صخريه في الشمال الشرقي للبلاد الى سهل رسوبي في وسط وجنوب والذي تكون بفعل ترسب الطمي و الرواسب الطينيه في حوض نهري دجله و الفرات على مدى الحقب الزمنيه الجيولوجيه السحيقه.
لذا فحصول الزلزال في منطقه الحدود يعني تولد طاقه هائله في باطن الارض ادت الى تحرك القشره الرضيه في منطقه التقاء الصفيحتين العربيه بالايرانيه. ان الطاقه المسببه للحركه و المرافقه للزلزال انتشرت بشكل شعاعي من مركز او بؤره الزلزال الى جميع الاتجاهات.
فالطاقه المنتشره من مركز الزلزال باتجاه الاراضي الايرانيه سارت في اراض صخريه جبليه ولم تلاقي ايه عوامل طبيعيه او جيولوجيه تستطيع امتصاص هذه الطاقه و تقليل تاثيرها فادى ذلك ان تسبب هذه الطاقه بانهيارات هائله (ارضيه وفي البنايات و المنشات) ادت الى خسائر كبيره بالارواح و المباني في ايران.
اما في العراق فان الطاقه المنبعثه من مركز الزلزال سارت في ارض رسوبيه رخوه عملت على امتصاص و تشتيت الطاقه مما قلل من تاثيرها التدميري فقلل بالخسائر. ولاثبات هذا التفسير العلمي يمكن ملاحظه ان معظم الخسائر في العراق حصلت في المنطقه الجبليه من العراق ذات الطبيعه الارضيه الجيولوجيه الصلده والتي لم تعمل على امتصاص و تشتيت الطاقه.
ولتوضيح الفكره العلميه لكل القراء الكرام…يمكنك عزيزي القاري تصور ما يحدث ليدك لو ضربتها بقوه على ضخره فانها ستتالم من شده الضربه اما اذا ضربت قطعه اسفنجيه بيدك وبنفس شده الضربه فان الالم سيكون اقل او ينعدم … كل ذلك يحصل لان طاقه الضربه قد امتصتها قطعه الاسفنج ولم ترجع ليدك وتسبب الالم. اما ضربك للصخره فان هذا الفعل (طاقه) سيقابله رد فعل مساو له (لعدم وجود اليه لتشتيت و امتصاص الطاقه) ومعاكس لاتجاهه سيرجع الى يدك مما يؤدي بهذه الطاقه الراجعه لاحداث الالم.