يوم زلزال الأسبوع الماضي، وإن كان مُرعبا بذاته، ومُدويّا لبقية الأيام .. ومن الخليج الى الصين وموسكو ودلهي وكراتشي ؟! إلاّ أنّهم:
يتوقعون الأسبوع القادم، زلزالا آخرا مُدمّرا لامُدويّا.
المُتوقّعون قلّة، لا أحد يعرفهم.!
والمُروّجون بكثرة، الكلُّ يشملهم، ولعلنا منهم ودون قصد بهذا المقال مثلا.!
همسةُ زميل: (الزلزال القادم يباشا سيكون مُدمّرا بين 25-30 أبريل/نيسان بـ:10 ريختر.!) أدهشتني همسته، خاصة والهامسُ عزيز وغالي يصغرني سنا ويكبرني علما (دكتواره في القانون.!)
“من قال لك هذ الكلام يادكتور.؟” .. سألته.
“العملاقة الأمريكية الفلانية للأرصاد الفلانية.!” .. أجابني الدكتور.!
فأين كانت “تلك العملاقة الفلانة” يوم الزلزال، أكانت نائمة ولم تفق من نومتها حتى بعد الوقوع بساعات.؟! .. ثم وكيف باتت الآن هى الوحيدة اليقظة المستيقظة الحريصة قبل الوقوع بأسبوع.!؟
إن حصل ما يقوله صاحبنا فعلا الأسبوع المقبل على غرار ما حصل الأسبوع الفائت من هزات أرضية بمناطق عدة من الخليج العربي، فإن الوصفة الفكاهية الأسطورية (كذبة أبريل) قد تعيد توصف نفسها من بعد اليوم في تلك المناطق بـ:(أبريل شهر الزلازل)، كما هو حال هذا الشهر بأمريكا (أبريل شهر الضرائب) في الولايات المتحدة الأمريكية.
أغبياءٌ بأمريكا سعوا الصعود في هذا الشهر إلى الرف الأعلى للشهرة العالمية بفقاعات التفجيرات من ماراثون هيوستن وتكساس إلى قطار مونتريال الرابط بين مدينتى تورنتو ونيويورك الكندية الأمريكية، ولكن الزلزال الكوني جائهم لامن الجانب الآخر للوادي.! وإنما من السماء قائلا (نحن هنا) و بهزّة في مكان يهتزّ لها الكون من كل حدب وصوب، ويتزلزل لها الكائنات في كل مكان.!
أعداءٌ أذكياء، خيرٌ لكم من الأصدقاء الأغبياء، وكان من الدهاء الأمريكي إمتصاص غضب الأميركان الذي يفور عادة في شهر الضرائب (أبريل/نيسان)، أن تلصق التفجيرات الاخيرة في هذا الشهر بما وراء الحدود إلى كل ما هو إسلامي وعربي من شيشان الى أفغان وبلوشستان ومن الخليج الى المحيط.! بان كل ما يحصل في امريكا من دمار وتدمير وراءه الإسلام والإسلاميون بالريموت، وبغض النظر عن الأعمار والهويات والإنتمائات والثقافات … المهم انت مسلم فأنت إرهابي! انت عربي فأنت إرهابي! والمهم انت ملتحي فانت مشكوك! وزوجتك منقّبة فهى مشبوهة.!!!
إنهم أذكياء حتى في إستغلال الكوارث الطبيعية علينا وعلى اعدائنا، فإن كانت التفجيرات عندهم فإنها من عندنا بالريموت، وانهم لقادرون على كشفها بالريموت المعاكس في جُحرها الأمريكية وكشف مصادرها من أكواخها الأفغانية .. وإن كان الزلزال عندنا عابرا، فذلك أيضا لأنهم واثقون بأنه سيعود لنا مدمرا بالريختر المعكوس.!
لازلت أتذكّر يوم الزلزال الأخير،وعساه الأول والأخير في بلادنا الآمنة، كنت أهبط السلالم من الطابق 21 الى الطابق الأرضي مهرولا على سيقان كهل قارب الخمسين يساندني في ذلك شقيقي وبعض موظفيني، وحولي مقطوعات هجائية للناطقين (بالضّــــاد) والعاجزين عنه والساخرين به معا..! والكلّ يهرول هرولة الخائفين من الموت، أعيش ولو على جنازة جاري، وأبنائي وأبناء عمومتي..!
وهو اليوم ذاته الذي شوهدت فيه الأمواج البشرية، وقد راكمها الزلزال في الشوارع المجاورة للأبراج الشاهقة، وكان مُريبا ان نرى تلك الوجوه الحاقدة بإبتسامات صفراء، تنظر لعليآء الأبراج من دُنى الشوارع بسخرية وإستهزاء، متأملينها ان تسقط وتتلاشي وتُكمل مشاهد مثيرة ومرجوّة لأفلام هوليوود وبوليوود.!
تمنيت ان أكسر الجليد أتمرد على النسق التقليدي واتجه للتجديد، كدت ألطم (خلاف عادتي) تلك الوجوه الصفراء الحمراء التي عادة تتجنب المواطنين وهندامهم الوطني (الغترة والعقال)، تمنيت ان اخرق الحاجز العرقي والمذهبي والطائفي على السلالم ذاتها ونحن مهرولون نحن الدُّنى، وأقترب من بعض تلك الوجوه الضاحكة الساخرة المستبشرة.! أسالها ماذا يضحككم يا القردة؟! وبالاحرى ماذا يسعدك انت يا القطّ لو أنهارت هذه المباني لاقدر الله على رؤوس أهلها الشرعيين..؟! .. لو كان هذا كوخك الذي وُلدت فيه ببلادك، فياترى هل كنت تضحك وأنت تراه يحترق او ينهار ويتحطم ويتلاشى.؟!
إن الذين يتكهنون بزلازل مُدمّرة قادمة الى المنطقة هم الحاقدون علينا سرّا وعلانية، والموالون لنا بالتمثيل والإرتزاق، عجزوا في بلدانهم عبر قرون عن إنجاز ما تحققت في بلادنا العامرة الفتيّة من إنفرادية الإعجاز العمراني وفي زمن قياسي تشهد لها الأقاليم والقارات، وسيبق التاريخ شاهدا بذلك غصبا عن أنوف الشامتين الحاقدين الحاسدين.
والمروّجون لتلك التكهنات عن قصد ودون قصد، نقول لهم جميعا، أن الزالزل الجبلية لاتخيف من إعتاد على العجّة الصحراوية، ليس لأنها غير مُخيفة له، وإنما هى لاتعرفه فلا تخيفه، وهو لا يعرفها فلا يهابها، وسيبقى في اوج من عزيمته لأعلى الأبراج يوما عن يوم إن شاء الله، كلما لجأتم أنتم وتلجأون من كوخ الى كوخ وتهربون من شارع لشارع.!
وبالعكس تماما، السنوات القادمة بعد رسالة الزلزال سنوات قمّة الإبداع، مباني تصطفها مباني، أبراج تفوقها أبراج، بمخططات لها قواعد صارمة مُقتبسة من الهزة الاخيرة التي لم تمر على العقول المبدعة المنتجة موضة عابرة ..
Ø الهزة لم تكن نبتة صحراوية من فصيلة الفجل
Ø كان يتغذى بها الفقراء والمعوزون يوما،
Ø ثم ينامون يحلمون بنبتة أخرى على الوسادة
Ø اذا إستيقظوا!
Ø كلا…!
Ø إن شبابنا يقظون مستيقظون
Ø سلاحهم الحيطة والحذرُ
Ø فإن كانت الهزة هوالخبر
Ø فإن العزيمة بإعادة التصميم لللبناء والإنتاج
Ø هو المبتدأُ وهو الخبرُ